كلمة الميثاق - الشعب اليمني ينشد السلام ويكره الحروب والصراعات والمؤامرات والأزمات المفتعلة، وطوال تاريخه لم يُعرف أن له أطماعاً في أراضي ومياه وجزر دول جواره الاقليمي في شبه الجزيرة العربية أو منطقة جنوب البحر الأحمر والقرن الأفريقي.. ولم يسعَ أو يحاول بناء مصالحه على حساب أية دولة شقيقة أو صديقة قريبة أو بعيدة.. ولم يحصل أن تدخل في الشؤون الداخلية لها.. وكان ومايزال مع علاقات دولية تقوم على الاحترام المتبادل المعزز لأواصر الاخوة والصداقة بين أبناء الأمة العربية والإسلامية وكافة شعوب العالم.
وبالمقابل يرفض الشعب اليمني الظلم والبغي والعدوان وفرض الهيمنة والسيطرة عبر القوة العدوانية الغاشمة بتلك الصورة التي أقدمت عليها السعوية ضد الشعب في 26مارس 2015م وهي مستمرة وقد تجاوزت العام، سافكةً دماء عشرات الآلاف من اليمنيين المدنيين الأبرياء، مزهقةً أرواح الأطفال والنساء والشيوخ دون وازع من دين أو أخلاق، ودون خشية من قانون دولي أو مبادئ وقيم إنسانية.. مع أن الشعب اليمني وقواه الوطنية الواقفة في وجه هذا العدوان السعودي الغادر يمدون يد السلام ويلبون كافة الدعوات ويستجيبون لكل الجهود التي بذلتها الأمم المتحدة على رأسها أمينها العام بان كي مون ومبعوثه الخاص لليمن، وكذلك الأدوار والمساعي الأخوية التي بذلتها وتبذلها الشقيقة سلطنة عُمان بقيادة جلالة السلطان قابوس بن سعيد لتحقيق السلام منذ بداية الحرب السعودية العدوانية على اليمن والتي جميعها تعامل معها النظام السعودي بغدر ومكر وخداع واستخفاف تنم عن غطرسة وصلف تجسَّد في محاولته وضع العراقيل والعوائق أمام جنيف «1» ومن ثم إفشاله قبل أن ينعقد، ونفس الشيء كان تعاطيه مع جنيف «2»، مستغلاً فترة الهدنة موجّهاً رسائل معاكسة لمسار الجهود والمساعي الدولية بإقدامه ومرتزقته على تبنّى خطوات تصعيدية، مشعلاً كافة جبهات المواجهة، مرتكباً بصواريخ طائراته وبوارجه مجازر أكبر وأكثر بشاعة من ذي قبل بحق المدنيين الذين لا ذنب لهم سوى أنهم يمنيون.
وفي ذات السياق لم يختلف سلوك وممارسة العدوان ومرتزقته مع اتفاق وقف إطلاق النار الذي وافق عليه قبيل لقاء الكويت وأعلن الالتزام به في الإعلام لتضليل العالم وذر الرماد في عيون المجتمع الدولي، أما على أرض الواقع فعمل على تصعيد غير مسبوق، متجاوزاً مجرد اختراق وقف اطلاق النار الى قيامه ومرتزقته بزحوفات مصحوبة بتغطية جوية مكثفة على مختلف الجبهات وشن غارات على العديد من المحافظات والمناطق اليمنية علّه يعوض هزائمه المتلاحقة ويحقق ما فشل وعجز عن تحقيقه طوال ما يزيد عن عام من حربه العدوانية الوحشية على الشعب اليمني.. مرة أخرى يخيب آماله رجال الرجال أبطال الجيش واللجان الشعبية وتذهب آمال خبثه وحقده أدراج الرياح.
ويبقى تجديد الدعوات الى الأمم المتحدة وكافة القوى الدولية الخيّرة الى العمل على السعي المكثف لتثبيت وقف إطلاق النار ووقف العدوان السعودي على شعبنا وبما يكفل إنجاح اللقاء والحوار المزمع في دولة الكويت الشقيق، بما يؤدي الى إعادة الأمن والاستقرار والسلام الى اليمن والمنطقة.
|