عبدالله الصعفاني -
تابعتُ حصاد أربع جولات من مباحثات الكويت بين الوفد القادم من صنعاء والوفد القادم من الرياض فتأكد المؤكد القائل بأن المراوغة لا تنتج غير المراوغة .
♢ وعندما يعترض الوفد القادم من الرياض على شرط وقف العدوان قبل الخوض في أي تفاصيل وخوض اللجان مسارات عملها في وقت واحد فإن وراء الأكمة ما وراءها وينكشف المكشوف أكثر ولا تعود الأسرار أسراراً .
♢ ليتوقف القتل والتدمير ويُسدل الستار على جحيم العدوان .. أي روح عدوانية ترفض هذا المبدأ ما دام فرقاء الظاهر في الكويت يجتمعون للبحث عن حلول إلا إذا تأكد مؤكد أن قوى الشر في الإقليم هم من يديرون الحوار ويتحكمون في مبتدأه وخبره كما أداروا ونفذوا عدواناً جائراً على هذا الشعب الصابر المثابر وما يزالون رغم إفك الحديث عن الهدنة بفجاجة لم تراعِ عقول من يرددون صباح مساء: ومتى توقف العدوان حتى يجري تسويق الحديث عن اختراقات ؟
♢ ما يبعث على الطمأنينة أن وفد صنعاء يتكلم بلغة موحدة في رحلة البحث عن الحق اليمني الضائع وليس البحث عن مكاسب جزئية في الداخل أو عطايا وهدايا من الذين صار شراء الذمم أسلوب حياة يجري في دمائهم ، فاللهم ثبّت القلوب على كل ما فيه مصلحة الشعب والوطن بعيداً عن لعبة الأرصدة والجيوب .
♢ وما يجب أن لا يغفل عنه كل صاحب علاقة بأي حوار وأي تسوية وأي تفاهمات خارجية أو محلية أن وقف إطلاق النار المستديم هو الأرضية لأي حوار وهو الحاضن لأي تفاهمات وأي اتفاقيات؛ لأنه كيف لفرد أو مجموعة أو شعب أن يتحاور فيما بينه أو مع الآخر المعتدي فيما الرؤوس والمباني والمعاني تحت إرادة قصف طالما قتل ودمر وشرد ولم يفرق بين هدف عسكري وآخر مدني .. بين عدو حقيقي أو حليف افتراضي .
♢ ورغم التحفظات على طبيعة الأدوار الوضيعة لسياسيين وإعلاميين يمنيين في الكويت وعواصم عدة تلطخت أيديهم وألسنتهم وأقلامهم بدماء الأبرياء فعلاً وتحريضاً وتبريراً للقاتل والساحل، فليس لنا ونحن في أجواء الحديث عن تفاهمات البحث عن مخارج إلا استدعاء شظايا الأمل الداعي إلى التوقف عن نشر الثقافة التي تصادر ما تبقى من روح الانتماء، ولجم النفوس الأمارة بالسوء لصالح أرصدة الكفاءة في إضفاء النبل والوطنية على الموقف.. وكفاية على الشعب اليمني هذا الإعلام الخارجي المصفق للمماحكات والضغائن وإثارة الأحقاد وإسالة الدماء.. ويارب اجعل القادم من أيام اليمنيين أفضل.