فيصل الصوفي -
قرأت لابن المقفع عبارة مفيدة، مؤداها أن الذين يجرؤون على الأسد هم الأكثر خبرة به، أي يعرفون سلوكه معرفة كافية لقهره، وأتذكر أني قرأت في واحدة من تآليف لينين ما معناه أنك إذا كنت مزوداً بالمعرفة فلن تقهر أمام خصمك.. مقولات من هذه كثيرة تقفز إلى رأسي كلما سمعت يمنياً مخلصاً وهو يتحدث عن جرائم وفضائح آل سعود، ولكنه إما لا يحسن ترتيب أموره الذهنية، وإما أن قلة المعرفة والغضب يدفعانه للتلفيق.. واحد يريد كشف بعض فضائح آل سعود،.
وكان بطل الفضائح المخبر السعودي الأمريكي المزدوج عدنان خاشقجي، وهو واحد من القدامى الذين استخدمهم بعض ملوك السعودية لاستثمار وتنمية ثرواتهم، وهو وسيط في صفقات الأسلحة الخربة التي اشترتها أنظمة عربية في الستينيات والسبعينيات، ومنها نظام القذافي.. فصاحبنا اليمني المخلص يتكلم للجمهور عبر الإذاعة، يذكر عدنان خاشقجي، ويقول هذا هو الذي يتنقل هذه الأيام من قناة العربية إلى قناة الجزيرة إلى قناة كذا وكذا.. فصاحبنا لا يفرق بين عدنان خاشقجي الذي انتهى أمره،.
وبين الكاتب السعودي جمال خاشقجي المعروف اليوم.. ثم أن المذيع حاول أن يصحح له، فقال: عدنان هذا هو عراقي! المذيع أيضاً لم يفرق بين عدنان خاشقجي السعودي، وعدنان الباجه جي السياسي العراقي المعروف.. فعندما تسمع أوتقرأ أو ترى مثقفاً أو صحفياً او كاتباً يقع في مثل هذه الأخطاء الجسيمة، وتعرف أنه قد أخطأ في معلومات تعرفها، فلن تثق به في سائر ما يقول، إذ ستقول: إن باقي الأشياء التي يقولها، والتي لا أعرفها أنا، هو ملفق.. هذا، وأنا نصير هذا اليمني المخلص، فما بالكم بالمتعة التي سيحصل عليها السعودي او نصير السعودي، جراء هذه الأخطاء.. واحد يتحدث- وهو بصدد العدو السعودي- فيقول:
إن الأمريكيين انشأوا للسعوديين قاعدة عسكرية في خميس مشيط في خمسينيات القرن العشرين، كرد فعل ضد اليمن الجنوبي التي أنشأ فيها الروس قاعدة عسكرية في العند في السبعينيات!! فكيف يستقيم هذا عندي حتى لو كنت أمياً، قاعدة في خميس مشيط بُنيت قبل عشرين سنة من بناء قاعدة العند، ثم يقال لي هي رد فعل أمريكي- سعودي على قاعدة العند؟.. ويريد مخلص يمني تبيين علاقة المخابرات البريطانية واليهودية بتأسيس مملكة آل سعود، وهي علاقة مشهورة والكتب والدوريات الحديثة تنضح بما يفوق الحاجة، لكنه يبسط الأمور، فيعيد نسب آل سعود إلى يهود الدونمة الترك منذ القرن السادس عشر الميلادي، ويذكر أن مخبراً بريطانياً أسس مملكة لآل سعود والوهابيين عام 1701م..
من أين جاء صاحبنا بهذا؟ لا أدري.. الشيء الآخر، ليس مهماً عند المستمع أو القارئ اليوم معرفة ما إذا كان آل سعود أصلهم يهودي أو جني، يهمه ما هم عليه اليوم، وما يقومون به اليوم ضد الشعب اليمني.