كتب: بليغ الحطابي - على الرغم من التوقيع على وقف إطلاق النار وتوصل بعض اللجان المحلية في عدد من المحافظات لوقف وتثبيت إطلاق النار التي جرى تشكيلها كخطوة تمهيدية لوقف العدوان السعودي الذي يشن على بلادنا منذ أكثر من عام بهدف تغذية الصراع الداخلي واشعال الفتن الطائفية والمذهبية والمناطقية كنوع من أنواع الضغط على اليمن واليمنيين وخلط الأوراق الذي تتلاعب به السعودية في اليمن منذ زمن..
مر الى اليوم نحو اسبوعين منذ تشكيل هذه اللجان لكنها في حقيقة الأمر لايزال عملها تشوبه جوانب كثيرة من القصور وعدم الجدية كون أحد طرفيها مسيّراً من أسياده في الخارج وهو ذلك الذي أنفق وحشد كل ما لديه من إمكانات وأموال ومرتزقة للعدوان على اليمن واليمنيين.. إلا أنه فشل فشلاً ذريعاً.. وقبل انطلاق مشاورات الكويت التي تدخل اليوم الاثنين يومها الخامس كانت اللجان المحلية لوقف تثبيت إطلاق النار قد تمكنت من وضع صيغة لاتفاقات مبدئية والتوقيع عليها من قبل الأطراف طرف يمثل المؤتمر وأنصار الله وآخر يمثل المرتزقة ودولة العدوان.. لكنها اتفاقات لا تلبي الطموح والرغبة الجمعية للشعب اليمني المتطلع لوقف العدوان ورفع الحصار السعودي المفروض، وهو الذي لا يتوقف بممارسة الانتهاكات الصارخة لهذه الاتفاقات باعتباره طرفاً فيها ويواصل استهداف منازل ومصالح وممتلكات المواطنين والمدنيين في الحديدة وتعز ومأرب والجوف وحجة.. الخ..
ويتواصل العدوان الجوي مع استمرار عملية التحشيد والتسليح لفلول المرتزقة والميليشيات المتطرفة التابعة للجماعات الدينية.
رأي الخبراء..
ويقول: خبراء ومحللون سياسيون إن السعودية لجأت الى الموافقة على وقف إطلاق النار في الجبهات الداخلية وإن كان ذلك بشكل صوري لتخفيف الضغط عليها والزحف والتقدم الذي يحرزه الجيش واللجان الشعبية على الحدود والتمكن في الأيام الأخيرة من السيطرة على مواقع عسكرية استراتيجية جعلت مدناً سعودية أخرى تحت مرمى الجيش اليمني المسنود باللجان الشعبية.. فضلاً عن الفشل المتلاحق لقوى العدوان ومرتزقتهم في تحقيق نصر ميداني كان يمكن أن يعزز موقفهم في مفاوضات الكويت الجارية.. ما يعني أن لجوءها لاتفاقات وقف إطلاق النار هو محاولة لحفظ ماء الوجه الذي جندت عدداً من زعماء المجتمع الدولي ومنظماته لإيجاد مخرج لائق لها كما توسلت عند أطراف أخرى كروسيا وسلطنة عمان لجعل الوفد الوطني يوافق على ذلك.
ورغم محاولة تجيير تلك الاتفاقات بأنها تحت رعايتها كما حدث في اتفاق ظهران الجنوب لإيقاف المعارك على الحدود.. إلا أنها فشلت مرة أخرى.. وها هي تحاول عبثاً اللعب وإفشال مشاورات الكويت عبر خرق الاتفاقات التي أبرمتها اللجان المحلية أو عبر تجنيد أبواقها ومرتزقتها الإعلاميين لبث سموم وشائعات تستهدف الوفد الوطني المفاوض المؤتمر الشعبي وحلفاءه وأنصار الله وحلفاءهم والقوى الوطنية الاخرى الرافضة لعدوان وصلف وهمجية آل سعود ومراهقيهم.
< وخلافاً عن جبهة الحدود السعودية التي تشهد هدوءاً منذ اسبوع وما جاورها كالطوال وميدي بمحافظة حجة إلا أن جبهة محافظة تعز المنقسمة لأكثر من جبهة هي الأعنف أو الأشد خرقاً للاتفاق الذي أعلن السبت الماضي 16ابريل الجاري سواءً من الطيران المعادي الذي لا يكاد يغادر سماءها أو من المرتزقة وميليشيات حزب الإصلاح الذين يقاتلون في مختلف الجبهات، وأكد مصدر في اللجنة لـ«الميثاق»، أن جبهات تعز «ذوباب، الوازعية، المسراخ، والمدينة» لاتزال تشهد مواجهات عنيفة لعدم التزام طرف مرتزقة الرياض، أو ما يسمون المقاولة بالاتفاق، حيث سبق لرئيس اللجنة محمد عبدالله نائف أن هدد بالاستقالة لعدم احترام المرتزقة للاتفاقيات.. المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه لعدم السماح للجان بالتصريحات الصحفية قال: إن الجهود لاتزال مستمرة في التواصل والتنسيق لإيقاف المعارك.. وأكد أن المشكلة التي تعترض اللجنة هو أن من يمثلون طرف المرتزقة لا يمتلكون قرارهم ويتم التلاعب بهم وتحريكهم من الخارج.. أو أنهم يعملون وفق أجندة محددة لخدمة الأعداء.
الضالع الأقل خرقاً..
أما في محافظة الضالع الذي تم التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار فيها الاربعاء 20 ابريل في مدينة دمت تعد الأقل خرقاً للاتفاق الموقع بوقف القتال في «مريس، دمت، حمك، الخشبة» وما في إطارها.
وطبقاً لمصدر في اللجنة المحلية لتثبيت وقف إطلاق النار فإن الخروقات التي تشهدها جبهات الضالع ضعيفة ولا تكاد تُذكر كون جميع الأطراف ملتزمين بالاتفاق.
وأضاف: أن مشائخ ووجهاء المناطق المتحاربة وقعوا وثيقة وقدموها الينا في لجنة وقف إطلاق النار لاعتمادها وتنص على مبادئ أساسية تمنع الاقتتال أو الاستجابة لأي دعوة من شأنها سفك الدماء.
وعزا المصدر في لجنة الضالع حدوث بعض الخروقات الى تباعد مقرات اللجنة الطرف الأول بدمت والطرف الآخر بريف قعطبة.
مؤكداً أن هناك التزاماً في جبهة حمك والخشبة على خط إب قعطبة.. ولفت المصدر في سياق تصريحه الى قيام اللجنة بالنزول الميداني وبشكل يومي الى المواقع والجبهات التي يحدث فيها خرق أو إطلاق نار للتعرف على أسباب ذلك والعمل على منع تكرارها، وذلك بالتنسيق مع المشائخ والوجاهات الاجتماعية من أبناء تلك المناطق وحثهم على القيام بواجبهم كلاً في نطاقه من أجل تنفيذ ما ورد في الوثيقة والعمل على تثبيت وقف إطلاق النار والوصول الى إنهاء كامل وشامل للإشكالات في طريق إنهاء العدوان ورفع الحصار عن الشعب اليمني.
وطبقاً للجنة الضالع فقد تم تشكيل غرفة عمليات ومراقبين، وتم تحديد مهام كل فريق من أجل تفهُّم الاشكالات، أو الخروقات التي قد تحدث ومن ثم التنسيق والتواصل والعمل على حلها ومعالجتها.
ورغم الخروقات الحربية إلاّ أن تفاؤلاً كبيراً رصدناه في الشارع اليمني بإمكانية التوصل الى اتفاقات توقف العدوان ونزيف الدم المستمر داخل البلاد.. وان يغلّب المتحاورون اليمنيون لغة العقل والحكمة..
|