الكويت : توفيق الشرعبي - فائز بن عمرو - < يواصل الوفد الوطني أو ما بات يعرف بمكون القوى الوطنية «المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله» حواراته في الكويت مع وفد الرياض برعاية الأمم المتحدة بمسؤولية وطنية عالية فوتت على تحالف العدوان بقيادة السعودية ما حاولت طرحه وفرضه عبر الوفد التابع لها في جلسات الحوار.. الوفد الوطني الذي يترأسه الاستاذ عارف الزوكا الأمين العام للمؤتمر والاستاذ محمد عبدالسلام الناطق باسم أنصار الله أكد في المشاورات جديته للذهاب نحو السلام الشامل والكامل من خلال مشاورات حقيقية،
الأمر الذي جعل العدوان ومرتزقته في موقف محرج، خصوصاً وأن دول العدوان عملت على جعل القضايا الشائكة مجرد أوراق ضغط بيدها للاستمرار في عدوانها على بلادنا من خلال التلاعب على الحوار وتحويله الى مشاورات هزلية.
الجدير بالذكر أن قضية وقف إطلاق النار التي كان من المفترض أن تصبح واقعاً على الميدان قبل انطلاق المشاورات بأسبوع كامل كضمانة من ضمانات نجاح مشاورات الكويت، لم يتم الالتزام بها من قبل عملاء الرياض، كما أن العدوان فضح نفسه من حيث لا يدري بما يبيّته من نوايا لإفشال المفاوضات من خلال إجهاض جهود تثبيت وقف إطلاق النار ومحاولة الانحراف بدور الأمم المتحدة نحو الانحياز لرؤية طرف الرياض.
ويواصل الوفد الوطني القادم من العاصمة صنعاء تمسكه بضرورة تثبيت وقف إطلاق النار وفك الحصار الجائر على شعبنا حرصاً منه على نجاح مشاورات الكويت حتى لا تصير الى ما صارت إليه مفاوضات جنيف1 و2، وقبل كل ذلك يؤكد الوفد الوطني من خلال موقفه هذا أنه لا مناص للأمم المتحدة ودول العدوان إذا أرادت الوصول لإحلال السلام في اليمن وحقن الدماء إلا الالتزام الكامل بتنفيذ تعهداتها السابقة كمقدمة للشروع في حوار بنَّاء.
وكان الوفد الوطني قد شدد في الجلسة الأولى على أهمية تحييد الدور الأممي في القضية اليمنية وإخراجه من تحت العباءة التي تسعى دول العدوان لإحكام وضعه تحتها.
ويوماً بعد آخر يؤكد الوفد الوطني جديته في تحقيق الضمانات الكاملة لنجاح حوار الكويت وهو ما بدا واضحاً في مواقفه وخصوصاً فيما يتعلق بوقف إطلاق النار، ناهيك عن القضايا الجوهرية التي عمل الوفد الوطني على فرضها بدبلوماسية تقوم على الواقع والمنطق في الطرح والموضوعية في التعاطي مع مختلف ما يُطرح من رؤى ومقترحات، الأمر الذي انعكس إيجاباً على أجواء الحوار المنعقد في العاصمة الكويتية..
وعلى الرغم من وجود انحياز واضح لوفد الرياض لم ينجر وفدنا الوطني وراء محاولات الطرف الآخر بل نجح في فرض رؤيته المتعلقة بأولويات الحوار ومقدماته الضامنة لنجاحه من منطلق وطني، ليظهر وفد الرياض خلال ما مضى من جلسات متخبطاً ومرتبكاً وتائهاً بين محاولات فرض رؤيته التي لا تتفق مع الواقع وتتناقض كلية مع مبادئ الحوار ومقدماته المفترضة ومصلحة الوطن سيما في الحالة اليمنية، ناهيك عن حالة الحرج الشديد الذي أوقع وفد الرياض نفسه فيه سواء أمام الكويت كدولة مستضيفة، أو أمام المجتمع الدولي.
وما يطرح من قبل وفد الرياض ليس سوى مطالب تحتاج الى آليات وخطط وإجراءات لا يمكن التوافق عليها أو جعلها محل نقاش قبل أن تتخذ كل الاطراف من الإجراءات العملية ما يهيئ الظروف والأجواء لنجاح المشاورات الحالية، وهذا ما نقصده هنا بتثبيت وقف إطلاق النار.
وكان وفد الرياض قد فشل في جلسة السبت في محاولته إعادة المفاوضات الى مربع القضايا الجزئية لتمييع النقاش الجاد، حيث طرح قضية الإفراج عن بعض المعتقلين الذين يتبعون هادي..
وبحسب مصدر مطلع فإن ولد الشيخ كان قد اقترح خلال الجلسة على الفريقين إصدار بيان يدعم موضوع تثبيت كامل للأعمال العسكرية وهو ما أيده الوفد الوطني، بينما تهرب وفد الرياض من الالتزام بذلك كونه لا يمتلك القرار بوقف الأعمال العسكرية ولا تثبيت وقف إطلاق النار، ما يؤكد أن ما يجري ليس مجرد خروقات وإنما استمرار في العدوان وهو ما يتناقض مع بنود اتفاق الأمم المتحدة التي أكدت على وقف إطلاق النار كمرحلة أولى تليها المشاورات والحوار.
هذا وأكد المصدر أن اثنين من خبراء الأمم المتحدة العسكريين الذين يعملون مع لجان مراقبة وقف إطلاق النار شاركا في الجلسة وتحدثا عن عراقيل تواجه عمل اللجان المختصة بتثبيت وقف إطلاق النار..
وأوضح الخبيران أن مهمتهما هي التهدئة والتنسيق وليس رصد الخروقات.
وكشفت مصادر سياسية في حوار الكويت أن رئيس وفد الرياض رفض بشدة الموافقة على تثبيت وقف إطلاق النار.
وأشارت المصادر الى أن المخلافي أكد أنه لا يريد أن تتوقف الغارات والتحليق الجوي فوق الأراضي اليمنية.. معتبراً ذلك ضمانة لوفد الرياض كون توقف الغارات سيعزز موقف مَنْ أسماهم الحوثيين.
وحسب المصادر السياسية فإن ما صرح به المخلافي إملاءات سعودية، وأن وفد الرياض لا يملك أي قرار سوى العودة للسعودية وهو ما اتضح من خلال جلسات السبت، حيث أجل وفد الرياض البت في موضوع إصدار بيان بشأن وقف إطلاق النار.
الوفد الوطني من جهته أشار الى ان استمرار الغارات الجوية واستهداف الطرق والجسور والمنازل يؤكد أن الإعلان عن وقف الأعمال العسكرية مجرد كلام عارٍ عن الصحة، وأن مسار المشاورات في ظل العدوان لن يختلف عن الجولات السابقة..
|