الكويت: توفيق عثمان الشرعبي - فايز بن عمرو - وفي هذا المنحى اُستؤنفت جلسة المشاورات -السبت- بين الوفد الوطني ووفد الرياض بحضور المبعوث الأممي الى اليمن السيد اسماعيل ولد الشيخ وذلك ضمن جلسات مشاورات السلام المنعقدة حالياً في الكويت .
وقد كانت الجلسة مخصصة لتقديم الاطراف رؤاهم حول الموضوعات المقترحة للإطار العام، حيث قدم الوفد الوطني رؤيته للإطار العام للحل السياسي والأمني والتي سلمها مساء الجمعة الى الامم المتحدة.
واستعرض الوفد الوطني خلال الجلسة تفاصيل الرؤية الخاصة بالحل السياسي والأمني بشكل مستفيض كما قدم شرحاً مفصلاً حول الرؤى التفصيلية التي تضمنت آلية تسليم الاسلحة الثقيلة والترتيبات الامنية والعسكرية المؤقتة وكذلك آلية الانسحاب وخطواته وكذا آلية تبادل وتسليم الاسرى والمعتقلين والموضوعين تحت الاقامة الجبرية والمفقودين.
فيما قدم وفد الرياض رؤية اقتصرت على الترتيبات الامنية والعسكرية والانسحابات وتسليم الاسلحة فقط.يُذكر أن الوفد الوطني كانت قد أصدر بلاغاً صحفياً قبيل تقديم رؤيته أكد فيه الحرص على انجاح المشاورات القائمة حالياً في دولة الكويت والاعتزاز بصمود شعبنا اليمني العظيم ورغبته في انهاء العدوان ورفع الحصار وتحقيق الامن والاستقرار والسلام.. واستجابةً للجهود الكبيرة التي تبذلها دولة الكويت الشقيقة بقيادة صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد الصباح سلم وفد القوى الوطنية المكون من المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله في الموعد المحدد رؤيتهم للإطار العام للحل السياسي والأمني الى الامم المتحدة.
وكانت الكويت ألقت- قيادة وشعباً وحكومة- بثقلها على ملف الأزمة اليمنية وأطراف الصراع واستطاعت بفضل تدخل صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الاحمد الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة انقاذ المشاورات بين الوفد الوطني ووفد الرياض من الانهيار، حيث جاء تدخل أمير الكويت في لحظة فارقة وخطيرة بعد أن فشلت كل المحاولات والجهود في أن تعيد مسار المشاورات الى الوضع الطبيعي، خصوصاً بعد أن تمترس وفد الرياض باشتراطاته المتعنّتة والمعرقلة ومنها رفضه الالتزام بتنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار، وهو الاتفاق الذي يتمسك به المؤتمر وأنصار الله كضمان لإنجاح مشاورات الكويت خاصة وأنهم لم يحضروا للمشاركة فيها إلاّ بعد أن تلقوا ضمانات من وفد كويتي وعماني ودولي زار صنعاء قبيل انطلاق المشاورات بأيام بتنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار.
لذا كان يوم الاثنين 25 أبريل يوماً صعباً ليس أمام الوفد الوطني ووفد الرياض وإنما على سفراء الدول الثماني عشر والوفود الأممية وقبل ذلك القيادة السياسية الكويتية التي تدخلت ورمت بكل ثقلها لإعادة الأمل للشارع اليمني والعربي بحلول سلمية للأزمة ووضع حد لنزيف الدم والخراب والدمار الذي يلحقه العدوان والاقتتال الداخلي بين أبناء الشعب اليمني ومقدرات وطنهم، لاسيما وأنه قد ترتَّب على هذا الصراع الدامي تداعيات خطرة على شعوب المنطقة وأمنها واستقرارها ومستقبل الأجيال.
لذا يمكن أن نقول إن أمير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح انقذ دول المنطقة وشعوبها وليس فقط المشاورات بين الاطراف اليمنية لأن الفشل كان يعني اشتعال حرب ضروس في اليمن ولن تكون دول المنطقة في مأمن من نيرانها إطلاقاً.. وبناءً على معطيات لقاءات يوم الاثنين وصل أمير الكويت الى قناعة بضرورة ارسال نائب وزير الخارجية الكويتية الى السعودية حاملاً رسالة الى مسئولي الرياض بهذا الشأن خاصة بعد أن اقتنع بصوابية موقف الوفد الوطني وبتمسك المؤتمر وأنصار الله بضرورة الالتزام بتثبيت قرار وقف اطلاق النار لضمان نجاح مشاورات الكويت.
وكانت صحيفة السياسة الكويتية في عددها الصادر الثلاثاء قد ذكرت ان وساطة كويتية بين قيادة التحالف في السعودية نجحت في اخراج المفاوضات اليمنية من عنق الزجاجة..
وقالت الصحيفة: هناك انفراجة ملموسة تمثلت في تحسن التزام الأطراف المتصارعة بوقف الأعمال القتالية، وانتقال المشاورات الى مواضيع أساسية تتعلق بمضمون الاطار العام الذي تقترحه الأمم المتحدة لتسوية النزاع وارساء حل شامل للأزمة.
ونقلت الصحيفة من عضو وفد انصار الله " ناصر باقزوز ان "رئيسي وفدي انصار الله والمؤتمر الشعبي التقيا النائب الاول لرئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد قبيل توجهه الى السعودية مساء الاثنين وطلبا منه التدخل لوقف وقف الغارات الجوية"، بينما أكدت مصادر- وصفتها الصحيفة بالمطلعة- ان الوساطة الكويتية نجحت بالفعل في تحقيق تقدم انعكس تفاؤلاً في السير ببحث جدول الاعمال والنقاط الخمس.
وجاءت هذه الوساطة بعد أن جدد الوفد الوطني تمسكه بموقفه في الجلسة الثنائية التي عقدت الاثنين الماضي بين رئيس الوفد الوطني الممثل بمكون المؤتمر الشعبي العام برئاسة الاستاذ عارف عوض الزوكا الأمين العام للمؤتمر وجماعة أنصار الله برئاسة الاستاذ محمد عبدالسلام مع مبعوث الأمم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ احمد، والتي تم فيها مناقشة ملف تثبيت وقف اطلاق النار الشامل والكامل بعد أن أقرت جلسة المشاورات فرصة 24 ساعة للجنة الثنائية الخاصة بمتابعة تثبيت وقف اطلاق النار للاستمرار في عملها بالتواصل مع اللجان المحلية والاطراف المعنية.
وفي ذات اليوم جاءت تصريحات المبعوث الدولي -الاثنين- لتكشف حقيقة انسداد المشاورات، حيث اعترف ولد الشيخ في بيانه الصحفي بالقول: لاشك أن هناك فروقات كبيرة في وجهات النظر إلاّ أن اجماع المشاركين على إحلال السلام يجعل التوصل الى الحل ممكناً.
وأضاف ولد الشيخ: إن هناك خيارين فقط، البقاء على الحرب أو التشاور وتقديم التنازلات من أجل التوصل الى السلام، وعلى الجميع تحمل مسئولية قراراتهم.
وذكر المبعوث الدولي أنه عُقدت عدة لقاءات ثنائية مع رؤساء الوفود ومجموعة من الهيئات الدبلوماسية الموجودة في الكويت للتباحث في مستجدات الوضع اليمني.
|