كلمة الميثاق - مأساة اليمن الممتدة لعشرات السنين ومعاناته المستمرة خلالها وحتى وصولها الى وضع كارثي خطير يهدد كيانه الوطني والحضاري والاجتماعي والسياسي والاقتصادي والثقافي، ترجع الى وجوده الجغرافي المجاور لمملكة أسرة آل سعود التي أدى قيامها ومنحها السيطرة على مساحة واسعة من أقدس وأغنى أرض العرب والمسلمين الى أن تستولي وتهيمن على ثروات ومقدسات الأمة وتنشئ نظاماً كهنوتياً استبدادياً متصحر العقل، متحجر التفكير يحكم بالحديد والنار، مستغلاً كل هذا لمصلحة أعدائها من القوى الاستعمارية الغربية الامريكية والصهيونية، مؤسسةً الاسرة السعودية نهجها وتوجهها الارهابي التمزيقي للشعوب العربية والاسلامية على فكرة أدخلها صانعها الاستعماري تتمثل باختصار فى أن بقاء ملكها وقوتها يكمن في فرقة وتمزق وضعف دول ومجتمعات واستهداف تضامنها ووحدة مواقفها واستقرارها وتطورها.
أما اليمن بحكم الجوار فقد طبقت عليه هذه الفكرة الخبيثة بتركيز مكثف، فلم يكتفِ النظام السعودي بالتآمر عليه ونشر الفتن وتأجيج نار الحروب والصراعات وجعل أبنائه يعيشون في دوامة أزمات لا تنتهي، بل وقرر إبادة شعبه وتقسيم أرضه وتشظيته الى كيانات مناطقية وطائفية ومذهبية متناحرة عبر حرب عدوانية استخدمت فيها أقذر الوسائل وأحط الأساليب التي صمد أمامها وتصدى لها شعبنا اليمني العظيم، محطماً على صخرة إيمانه وإرادته وعزيمته كل مخططات العدوان على جبهتي الحرب والسلام للعام الثاني على التوالي.
في هذا السياق جاءت نتائج اجتماع اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام مؤكدةً لمواقفه الثابتة والمبدئية المواجهة للعدوان السعودي والمتحالفين معه وأدواته الارهابية ومرتزقته وكل أشكال الغزو والاحتلال والتواجد الأجنبي على أرضه تحت أي مبرر أو ذريعة كانت.. مجددة في ذات الوقت الدعوة للحوار والحلول السياسية الهادفة الى تحقيق سلام الشجعان.. معبراً في هذا المنحى عن تأييده للمشاورات الجارية في الكويت بين الوفد الوطني ممثلاً بالمؤتمر الشعبي العام وأنصار الله ووفد الرياض.. وأعادت اللجنة العامة تأكيد المؤتمر على ضرورة الالتزام بوقف إطلاق النار على كافة الجبهات، وكذلك وقف السعودية وتحالفها ومرتزقتها العدوان التصعيدي وتحشيداتها البرية والبحرية والجوية.. مطالبةً الأمم المتحدة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي بتحمُّل مسؤوليتها تجاه ما يتعرض له الشعب اليمني من عدوان وإرهاب وغزو أجنبي لأرض وطنه وعلى نحو يشكل انتهاكاً سافراً للقوانين والمواثيق الدولية وللقيم والأخلاق الإنسانية..
هكذا هو شعبنا اليمني وقواه الحية الصامدة الشامخة شموخ جباله وهي تتصدى بروح اسطورية لأبشع حرب وحشية عرفها التاريخ.
|