محمد أنعم -
أرض المعركة المحتدمة الآن على امتداد اليمن وعرضها تشبه حلبات صراع الموت التي كانت تقام للترفيه على ملوك وأمراء وأميرات الامبراطورية الرومانية الذين أدمنوا على مشاهدة صراعات دامية ضحاياها من العبيد.
الى اليوم ماتزال مسارح الموت «كولوسيوم» تقف كالأشباح في الدول التي ورثت الامبراطورية الرومانية والى اليوم لم تتعظ كثيراً من الشعوب والقوى والأفراد وماتزال دماء العبودية والطاعة العمياء تتدفق في عروقهم بشكل مخيف.. يقتلون ويُقتلون مقابل حصولهم على فتات من العيش الملوث أو طمعاً في دراهم معدودة.
همجية ووحشية أباطرة روما تظهر في تزيين ساحات الموت والتي شيدت ببناء معماري كان يعكس رقياً واضحاً بالاحساس الجمالي المرهف والذي يمثل انعكاساً لتطور كبير في وعي الانسان الذي ظل رغم كل ذلك حبيس معتقدات خرافية وتعاليم كهنوتية وعنصرية أباحت لأولئك الملوك الحق في استعباد وقتل الآخرين.
جاء سبارتاكوس وقاد أول ثورة للعبيد حرر فيها الانسان من أن يظل مجرد قاتل أو مقتول كما يريد ذلك سادة روما.
استذكار هذا المشهد المرعب ضرورة لدى الشعب اليمني بعد عام من جرائم الحرب والابادة الجماعية التي يتعرض لها من قبل آل سعود حيث يرى أن كثيراً من ابنائه يعيشون حياة عبيد روما، يتقاتلون بوحشية داخل حلبات، فيما القاتل الحقيقي «السعودية» يقف على المسرح متفرجاً ويرمي للمتصارعين بالأسلحة ويقهقه ضاحكاً مطلقاً إشارة البدء والانتهاء وكأنه مقدس ومنزه من الحساب والعقاب.
هذا ليس وطناً بل اننا نعيش وسط حلبة صراع دامية مُرعبة.. الكل يؤدي دور العبيد وليس بيننا «سبارتاكوس»، من حق آل سعود أن يمددوا.. طالما والعبيد يحملون جثث ابنائهم واخوانهم ويرمونها خارج المسرح ويحلمون أن يلعقوا خف سعودي بقر بطن أخيه وأزهق روح أمه.. بل هذه الحفلة الدامية التي توشك أن تنتهي بسلام، وكل هذه الدماء والدموع والوطن المثخن بالجراح.. أكلها كانت حفلة من أجل عيون الأمير محمد بن سلمان.
أقيال اليمن سُفكت دماؤهم، أيكونون أيضاً مجرد عبيد؟.. لا.. لا أصدق.. وهل نعيش في وطن فعلاً اسمه اليمن.. أم في حلبة صراع مفتوحة تُخضع مصائرنا لرغبة ملوك آل سعود..؟!
آلاف اليمنيين حصدت أرواحهم طائرات وصواريخ آل سعود ولم تجف دماؤهم بعد ولم يتحدث عنهم أحد.. وستضيع دماؤهم مثلما أضاعوا دماء ضحايا مذبحة تنومة.
في روما خرج سبارتاكوس وحرر العبيد.. دفع قياصرة روما الثمن.. وبقيت مآثرهم مجرد عبرة لمن لا يعتبر.
سبارتاكوس لم يتوسل السلام، بل هو من صنع السلام للبشر بضربة رمح حررت العبيد وحولت روما الى أرض هم سادتها.. يكفينا موتاً..
دماء الآلاف من ابناء شعبنا التي سفكها آل سعود تخولنا أن نطالب في الحوار ليس فقط بالسلام.. وإنما أولاً بحقنا أن نعيش أحراراً في أرضنا ووطننا، وألاَّ يظل آل سعود يتعاملون معنا وكأننا مجرد عبيد في «حلبة» صراع لهم، ونحن نعده لنا وطناً.
فإذا لم توقف السعودية قتلنا بالطائرات وتوقف دعم مرتزقتها الذين ينفذون أجندة محمد بن سلمان، فلا يجب أن يفلتوا من العقاب، لابد أن يتحرر شعبنا فلا تكبلونا كالعبيد ثانية... ويَنْفَذ آل سعود كما نَفذوا من العقاب على ما ارتكبوه من جرائم خلال فترة الدفاع عن الجمهورية.