حاوره: محمد أحمد الكامل - كشف مدير عام المركز الوطني لعلاج الأورام الدكتور عفيف النابهي أن اكثر من (40) الف مريض سرطان في المركز يعانون بشكل كبير جداً جراء استمرار العدوان السعودي على اليمن .. موضحاً ان هناك مرضى انقطعوا عن العلاج برغم مايشكله من خطورة كبيرة على حياتهم قد تصل الى الوفاة، بالاضافة الى عجز كبير في صيانة المعدات والاجهزة الخاصة بالمركز .
وقال الدكتور عفيف النابهي في حوار مع صحيفة «الميثاق»: انه وبعد معاناة في نفاد مخزون الأدوية يسعى المركز الى توفير العلاجات وضمان استمرارية علاج المرضى وذلك من خلال اعلان المناقصات وعمليات الارساء الخاصة بذلك.. الى التفاصيل:
< في البداية ترحب بك صحيفة «الميثاق» وتشكرك على اتاحة هذه الفرصة.. أولاً: هل يمكن ان تضعنا في الصورة لآخر الاحصاءات والارقام بعدد مرضى السرطان في اليمن عامة والمركز الوطني لعلاج الاورام بشكل خاص؟
<< بالنسبة لآخر الاحصاءات والأسماء المترددة المسجلة فقط لدينا نحن في المركز الوطني لعلاج الأورام فقد وصل عدد مرضى السرطان الى أكثر من (40) الف حالة مقسمة بين 50% نساء، 38% رجال، 12% أطفال. وأود ان اوضح انه لاتوجد احصاءات وأرقام دقيقة على مستوى الوطن بسبب عدم وجود سجل وطني لمرضى السرطان في اليمن نستطيع من خلاله تسجيل كل الحالات المصاحبة على مستوى محافظات الجمهورية.
ومع انه يوجد سجل سرطاني في عدن وايضاً سجل في محافظة حضرموت وكذلك سيئون بالاضافة الى سجل لدينا في المركز الوطني لعلاج الأورام اما بقية المحافظات الى حد الآن لايوجد لديها احصاءات في هذا الجانب، وبالتالي فان الأرقام التي نتكلم حولها ليست أرقاماً 100% تشير الى الاحصاءات وعدد المصابين بمرضى السرطان في الجمهورية.
اما بالنسبة لمعدل الوفيات فهي قضية صعبة لعدم قدرتنا على احصائها، وقد حاولت ذلك عندما تقدمت بهذا المشروع لمنظمة الصحة العالمية وايضاً لوزارة المالية في فترة سابقة بحيث نبدأ برصد حالة الوفيات أولاً بأول وخاصة للمرضى وبحيث يشكل المركز مرجعاً وطنياً يأتي اليه المرضى من جميع انحاء الجمهورية وقليل جداً منهم الذين لايصلون الينا.
حيث ان هدف المشروع أن نكون على اتصال مع المريض من خلال نظام الكتروني
< ما اكثر المحافظات اصابة بمرض السرطان وما السبب في ذلك؟
<< يجب ان نعرف ان مرض السرطان وانتشاره مرتبط بالتعداد السكاني في العالم أجمع فكلما زاد عدد السكان زادت نسبة الاصابة بالمرض سواء على مستوى الدولة أوحتى محافظات الدولة نفسها.
ولكن لدينا بعض الخصوصية في بعض محافظات الجمهورية والتي تتمثل في الاسباب من حيث استخدام الشمة وبالذات في بعض المحافظات بشكل كبير الى جانب تعداد سكان هذه المحافظة ايضاً مثل محافظات الحديدة، عدن، حجة، عمران، يعني الاصابة بمرض سرطان الفم الاكثر بسبب الشمة أو البردقان، كذلك سرطان الكبد في محافظة تعز حقيقة عال جداً الى جانب سرطان الفم ايضاً نظراً لاستخدام الشمة وانتشار فيروس الكبد (C,B).
< ما العلاقة بين فيروس الكبد والاصابة بمرض السرطان؟
<< نعم بعض الفيروسات والفطريات والطفيليات قد تؤدي الى التهابات مزمنة دائماً ماتعتبر سبباً رئيساً لمشروع سرطان سواءاً كان في الكبد أو في أي مكان آخر ومن هنا فيروس الكبد يؤدي الى الالتهاب المزمن في الكبد الذي يؤدي الى تليفه وينتج عن ذلك - ليس كل الحالات طبعاً- عينة من المرضى بالسرطان بسبب فيروس الكبد.
< اذا ما أردنا وضع مقارنة عامة بين عامي (2014-2016م) ونحن الآن في العام (2016م) كيف ترى ذلك؟
<< في الحقيقة من حيث مستوى الاصابة ومن خلال التسجيل في مركز الأورام فان هذا الرقم يزداد سنة بعد أخرى، الا في العام (2015،2016م) حيث قلت نسبة التسجيل في مركز الأورام وخاصة في ظل المشكلة القائمة في البلاد والعدوان السعودي على اليمن وماينتج عنه من عدم قدرة المصاب على الوصول الى صنعاء اضافة الى صعوبة التنقل والحركة من المحافظات الى صنعاء.. وهذا بالتأكيد هو السبب الرئيسي وراء تراجع الرقم.اما لو قارنا ايام زمان والسنوات الماضية فهناك ارتفاع في عدد الاصابة بشكل سنوي بمعدل حوالى (2000:2300) مريض عام 2005م، ومن العام (2005 الى 2016م) وصل العدد الى حوالى 6500 مريض.
<بدخول العدوان السعودي شهره الرابع عشر.. ما تأثير هذا العدوان على أنشطة المركز وعلى حالة المرضى في نفس الوقت؟
<< المركز تأثر تأثراً كبيراً جداً وباعتباره المركز يمثل المرضى حيث ان المركز الوطني لعلاج الأورام هو الوحيد في الجمهورية، الأمر الذي نتج عنه صعوبة حركة المريض في المحافظات وعدم قدرته على الوصول الى صنعاء، ومن النواحي المادية ايضاً عدم قدرة المريض على الحركة في العاصمة صنعاء، كذلك نقص العلاجات حيث بعد أن كان لدينا مخزن أدوية ممتلئ ونعالج جميع المرضى مجاناً للأسف الشديد اصبحنا نعاني بشكل كبير ومنذ السنة الماضية من نقص حاد جداً ونفاد في العلاجات، لدرجة ان بعض الاصناف يتم شراؤها من السوق وبأسعار عالية جداً مع ان عليها الكثير من الاستفهام قد تكون مهربة ودخلت بطريقة غير شرعية، ومن هنا تأثر المريض بشكل كبير جداً وخاصة في نقص العلاجات الكيميائية بالاضافة الى تأثر اجهزة المركز التي تعطلت ومنها مايحتاج الى صيانة دورية وقطع غيار و..الخ.
< اذا ماتكلمنا عن هذة الجزئية واقصد نفاد مخزون الادوية وكيفية التعامل مع هذه المشكلة؟
<< في الحقيقة اول ماتم تعييني ركزت على هذا الجانب بشكل كبير جداً ورفعت موازنة العلاجات والمستلزمات الطبية والمحاليل من مليار وخمسين مليوناً الى مليارين واربعمائة وخمسين مليون ريال وكان تركيز المركز تركيزاً كاملاً حول كيف يتمكن المريض معها من ان يتلقى العلاج بشكل كامل دون أي تباطؤ وأمنَّاء ذلك بمخزون كبير جداً من الأدوية وكنا قد بدأنا بالمناقصات..
الآن مثلاً المناقصة التي تجري حالياً بدأتها في شهر سبتمبر2014م بحيث أوفر مخزون 2015م بشكل كامل ولكن للأسف الموازنة التغت علينا بعدما حدث من مشاكل وعدوان وحرب ولم تعتمد موازنة للمركز للعام 2015م الا في ديسمبر من نفس العام وبنسبة 50% وبالتالي بدأنا في شهر يناير (2016م) بعمليات المناقصة.
< فيما يخص الاجهزة وخاصة مع مايعانيه المرضى وشكواهم من عدم الانتظام في العلاج الاشعاعي؟
<< كما قلت سابقاً هناك عجز في الصيانة للاجهزة والمعدات ولم يتم اصلاحها وعدم توافر قطع الغيار ايضاً ورفض الوكيل التجاري توفير ذلك ما أنتج لدينا عجزاً في قضية الاشعاع مع انه يوجد لدينا جهاز جديد ولكن نظراً للظروف والحرب وعدم قدرة الحركة لأي مهندس على الذهاب للخارج للتدرب على تركيب هذا الجهاز وتشغيله لدينا أو عدم السماح للمهندسين في الخارج أن يأتوا ويركبوها، كل ذلك حال دون تشغيل الجهاز..ونحن في المركز قد طرقنا كل الابواب وكل الوسائل من اجل تدريب هذا المهندس لتشغيل وتركيب هذا الجهاز أوارسال مهندس عن طريق الوكيل القائم لكن للأسف لافائدة.
ولا أخفيك ايضاً اننا حاولنا وعن طريق وزارة الخارجية التواصل مع سفارتنا في الرياض من اجل اعطاء فيزة للمهندس للسفر للسعودية لانه تم تركيب نفس الجهاز هناك، ليتدرب على كيفية تركيبه وتشغيله ويعود ليركبه هنا، ولكن صدمنا الرد الذي جاء من مسؤول السفارة هناك حين قال: لانعترف بالداخل .. يعني لانعترف بكم..
< هناك ايضاً مشكلة عدم توافر الكراسي والأسرة وخاصة بعد اغلاقكم للطابق الثالث من قسم الرقود مع انه جاهز وفيه كراس وأسرة جاهزة للمرضى؟
<< اغلاقنا للطابق الثالث من قسم الرقود هو من اجل المحافظة على المرضى أنفسهم ففيه خطورة على حياتهم باعتبار ان سقفه مايزال زنكاً قابلاً للاختراق في اي لحظة من أي راجع رصاص وهو ايضاً الآن يحتوي على الكثير من الرواجع وآثارها مازالت واضحة، وقمنا بالتوسعة السريرية في الطابق الأول والذي لم يكن رقوداً.
اما عن التوسعة بشكل عام رصدنا هذا كل في موازنة 2015م سواء التوسعة السريرية التشخيصية أو في الكادر الطبي ايضاً، ولكن للأسف الشديد كل المشاريع التي تبناها المركز توقفت وكما هو معروف، وايضاً كل المشاريع في البلد من نفس الحال بسبب الحرب والعدوان على اليمن.
< ماذا عن أوضاع المرضى والاستمرارية في تلقي العلاج في المحافظات الجنوبية كحضرموت وعدن؟
<< بالنسبة لحضرموت هناك مركز للأورام يقدم العلاج الكيميائي وايضاً في فرعي عدن وسيئون يقدم خدمات العلاج الكيميائي فقط اما العلاج الاشعاعي وبقية المحافظات فهناك صعوبة كبيرة حيث توقف العلاج الاشعاعي وكذلك خدمات المركز بشكل مستمر بالاضافة الى سيئون ويحاول الكثير الوصول الى صنعاء رغم صعوبة ذلك بسبب الأوضاع الأمنية كون الخدمات الطبية في صنعاء متوافرة بشكل كبير عن بقية المحافظات الا ان كثيرين منهم لايملكون القدرة على القدوم الى صنعاء.
< ماخطورة ذلك وكم يبلغ عددهم؟
<< هناك خطورة كبيرة تترتب في حالة الانقطاع والتوقف عن العلاج للسرطان حيث انه يعطى في فترات دورية، مثلاً كل اسبوعين أو كل (21 أو28يوماً) بالاضافة الى العلاج الاشعاعي يعطى كل يوم أو خمسة ايام الى اسبوع بحسب ماهو مقرر من الجرعة العلاجية للمريض.
وبالتالي فان انقطاع المريض او توقف الكيميائي أو الاشعاعي يؤدي الى مخاطر بعودة المرض او انتقاله وانتشاره بشكل أكبر مايتسبب في وفاة المريض.
< كم يبلغ عددهم؟
<< في الحقيقة ماتم رصده وتسجيله بشكل عام في المركز لعلاج الأورام بصنعاء لعام 2015م (44) مريضاً في حضرموت، (62) في عدن (79) في الضالع وغيرها من المحافظات الجنوبية.. وللأمانة هناك من مازال يأتي ولديه القدرة على المجيئ الى صنعاء كما قلت.
< فيما يخص تعاون ودعم المنظمات الدولية تجاه مايعانيه مرضى السرطان في اليمن في ظل العدوان والحصار السعودي؟
<< نحن راسلنا كل المنظمات ووجهنا نداء استغاثة وناشدنا كل الناس ان مريض الأورام في اليمن يعاني كما ان انقطاعه عن العلاج يؤدي الى الوفاة أو مخاطر الوفاة وللأسف الشديد لم تدعمنا اي منظمة غير منظمة الصحة العالمية دعمتنا بالعلاجات مع اننا مازلنا نعاني من عدم توافرها، كما دعمتنا أيضاً ببعض الاشياء المهمة مثل الديزل والحمدلله الآن المولد شغال والذي توقف لفترات.
< بعد مسرحية توقف اطلاق النار والهدنة المزعومة.. هل تلقى المركز اي مساعدات طبية وخاصة بعد ترويج تحالف العدوان انه قد سمح بدخول المساعدات الانسانية ومنها الطبية الى اليمن؟
<< أقولها هنا وبكل صراحة نحن للأمانة تقدمنا وطلبنا المساعدة من الجميع وفي هذا الوضع الذي تعيشه البلاد يجب ان نبحث عن انقاذ الناس والمواطنين ولو حفرنا الصخر.
ومن هنا ناشدنا قوى التحالف وكان أملنا كبيراً ان يقدموا لنا شيئاً ولكن دون جدوى، حيث ان التحالف قدم لنا علاجات بالكرتون فقط وأوصلوها الى مأرب.
< ماذا تعني بالكرتون؟
<< يعني كأن تقدم علاجاً لصيدلية وليس مركز كامل هو الوحيد العامل في الجمهورية ونحن كالغريق يحاول أن يمسك بقشة، ولكن تواصلوا معنا من مأرب وقالوا معاكم علاجات بالكرتون فقط، علماً أنها حتى لاتساوي مخاطر إرسال احد الى مأرب لإحضارها.
|