الشيخ سلطان البركاني -الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام -
في مثل هذا اليوم الحزين من العام 2007 تعرضت وأخي وزميلي وأحب الناس إلي وأشرفهم قدرا وأجلهم ذكرى الأستاذ والسياسي والبرلماني المخضرم الشهيد صالح قاسم الجنيد لحادث مروري مروع في منطقة العند بلحج، استشهد على إثره ذلك الرجل العظيم ونقلت أنا إلى الخارج للعلاج ذلك اليوم الحزين ، حيث كنا في طريقنا إلى محافظة الضالع لعقد لقاء تنظيمي للمؤتمر الشعبي العام بالمحافظة، غير ان وقوع الحادث المروري حال دون ذلك وغيب عنا قامة سامقة ورجلا عظيما ، رجلا، يملك من القدرات مالا حدود له.
لقد عرفته وتعرفت عليه وزاملته قرابه 20 عاما ، كان برلمانياً مخضرماً وسياسياً لامعا ومثقفا بارزا ورجلا ماليا وقانونيا بامتياز كان شعره أحلى من نثره ، ونثره أحلى من شعره ، كانت أفكاره رشد وحديثه درر وتفكيره ناضجاً ووطنيا بامتياز وديمقراطيا وليبراليا بكل ما للكلمة من معنى. كان رجل دوله ومنظرا حزبيا من أعلى طراز خسرناه وخسارته لاتعوض وفارقناه في ظرف نحن أحوج إليه وغادرنا وكأنه يعلم أن الزمن يخبئ لنا كل هذه الكوارث التي حلت بعد رحيله ..
كان يطمح أن يرى اليمن نموذجاً فريداً بالمنطقة وكان يؤمن بذلك ويعمل من أجله، كان يكره الظلم والاستبداد والخروج عن القانون وعدم احترام الأنظمة، يكره القهر والتعسف والكهنوت والبابوية والأفكار المتخشبة والتبعية المقيتة، كان حراً أبياً صادحا بالحق، رافعاً راسه في عنان السماء بكل إعتزاز وفخر تزاملنا بالداخل والخارج وسافرنا السفريات الطوال في معظمها كنا ثلاثي بعلوي العطاس فكان صالح الجنيد رحمة الله نجمنا اللامع ..
إني لأتذكر صالح الجنيد- رحمة الله - في كل لحظاته في الداخل والخارج فأتمزق ألماً واكابد الحسرات على فراقه..
إنه أكبر من صديق وأعظم من أخ وأجل من رفيق وفوق مستوى الزميل إنه الرجل الرجل الذي جمعتنا به صفات كبيره واحببت فيه خصالا عديدة عجبت بعظم رجولته ودماثة أخلاقه وسعة آفاقه لقد ذرفت عيناي الدموع كثيراً عند علمي بوفاته بعد فترة من الحادث وتذرف عيناي الدموع في اوقات كثيره عند تذكره وتذكر مناقبه ومواقفه وها انا اليوم بعد تسع سنوات حزيناً مكلوماً تذرف عيناي الدموع، وأنا لفراقك ياصالح لمحزونون ، رحمك الله واسكنك فسيح جناته وابدلك دارا خيرا من دارك وأهلا خيرا من أهلك وغسلك بالماء والثلج والبرد ونقاك من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس..
رحمك الله ، رحمك الله يا أغلى حبيب وأعز شهيد مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.