عبدالله المغربي - منذ قيام ثورة الـ 26 من سبتمبر 1962م وجارة السوء وملوكها الغجر وأمراؤها الفجار يُحيكون شباك الشر لليمن وخيوط المؤامرات لشعب سبأ واحفاد حمير ..
توحدت البلاد بعد لقاءات ومشاورات مروراً بعددٍ من المحطات التاريخية التي تضاف الى سجل كل من شارك فيها بأنه واحدٌ من محققي وحدة شعب طالما ظن المستعمرون انه قُسِم واعتقد البغاة الحاكمون انه استسلم ..
تحققت وحدة اليمن على الرغم من دفع جارة الشرور بالمأجورين والمأزومين لافشال تلك المحطة المفصلية في تاريخ الجمهورية اليمنية ، فكانت انتكاسة تضاف الى سجل الانتكاسات لها في اليمن .
ومع مرور الأشهر والايام على الوحدة سعت السعودية الى اغراء رئيس الجمهورية حينها المشير علي عبدالله صالح بوعودٍ وطرحت له حق وضع الشروط وارسلت اليه الوفود تلو الوفود ليس لشيء يمكن ان يتخيله احد ولكن بهدف شراء ارضٍ في تراب هذا البلد ..
في العام 1992م طلبت شقيقة اليمن في الحد الشمالي من رئيس الجمهورية ان تُمنح المملكة قطعة ارض بعرض أربعة كيلو مترات ممتدة من السعودية الى بحر المكلا لتمر انابيب النفط على ان تكون لها حق التملك والحماية للأنبوب وتكن قطعة الارض تلك بديلاً عن مضيق هرمز الإيراني ..
مبالغ مغرية وعروضٌ استثمارية ضخمة ووعودٌ بفوائد وعوائد شخصية ستُمنح للرئيس صالح ان قبل التوقيع بمنحهم قطعة الارض التي ستقسم المحافظة حين يمر الانبوب في منتصف حضرموت ..
لم يمنح الرئيس صالح الوقت لذلك الوفد ان يكمل ما بجعبته والتبريرات لما كان يقصد في طلبه .. حُسم الامر ورُفضت العروض ورأى الوافدون في ذلك الوفد سخط الرئيس من طلبهم الرخيص وأدرك الفطناء فيهم ان الآباء لا يفرطون في الأبناء وان العظماء لا تهمهم الأموال وان اصحاب الهامات الشامخة لا يمكن لهم ان يحنوا رؤوسهم إلا لخالقهم .. فعادوا الى أميرهم والتقوا بملكهم ليُخبروه ان في اليمن رئيساً مؤتمناً وقائد وطن وولي شعب لا يمكن لأحدٍ انتزاع ما يملك او مُساومته لأخذ ما بيده ..
رفض الزعيم الصالح عرض الجيران الطالحين وعلمهم من بعد ان أقنعهم ان المال لا يمنح الكرامة وان النفط لا يُعطي الشموخ وان الاوطان لا تُباع وان الارض مُنحت لنا من اجل الذود عنها والكفاح لصالح إنسانها ..
ولان آل سعود لم يؤمنوا وظل المنافقون والكفرة مُقربين منهم فما زال ملوكها اليوم يودون إلا ما يودون ويعرضون ما كانوا له على الرئيس صالح عارضين ..
أموال مُغريات ووعودٌ مُفيدات لمن يقطن اليوم في أحد فنادق بلدهم ليمنحهم ما كانوا به يحلمون وظلوا من اجل الحصول عليه خلف الصالح يلهثون ..
وفي زحمة الايام وهفوة الزمان وجدوا ضالتهم التي ما فتئوا يبحثون عنها حتى وجدوها - ضالتهم العمياء وعجوزهم الشمطاء مؤيدهم في عدوانهم والفار ممن اختاروه ولمنصب الرئاسة رشحوه ..
ظلت الكثير من الدول العظمى تركض وراء الزعيم صالح ليمنحها حق انشاء غرفة عمليات عسكرية في منطقة يمنية ما، وكم وكم لهث من الملوك الغَاوِين والامراء الشياطين راجين وطالبين ليُمنحوا الحق في البعض من ارض اليمانيين .. لكنهم رغم المحاولات والطيب واللين ما وصلوا الى بلدانهم إلاّ وبأيديهم يحملون خُفي حُنين ..
اليوم وجد الرعاة ما كانوا يتمنون وحظيت الدويلات الركاك على غنائم سمان فجزيرة السحر والبقعة المبتهجة دوماً بما بها وبمن يسكن فيها أصبحت اليوم مرتعاً لبضعة إماراتيين والسعودية تسعى للحصول على ما تضمن به الحفاظ والسيطرة والحماية وحق التمليك لها في أنبوبها النفطي الزاعمة عمله وتنفيذه بتوقيع الخائن المُهان والفاقد للأمان الفار من بلد الايمان ..
ليعي الاشقاء الأعداء والاصدقاء الخصماء ان اليمن بلاد الحميريين وان القرآن الكريم خصَّنا بالذكر نحن اليمانيين .. وليتيقنوا ان الايام دول وان الاغتصاب مُحرم وان كل بطاشٍ مهزوم، وإن طال صبر الخالق على ما يفعلون فصبر المخلوق لن يدوم، وليدركوا ان اليمانيين سيُقاتلون فيقتِلون ويستشهدون ولن يفرطوا ..
|