|
|
|
حاوره/أحمد الرمعي - أوضح الأستاذ أحمد الرهوي- وكيل محافظة أبين- أن الوحدة اليمنية التي تحققت في الـ22 من مايو 1990م هي ملك للشعب اليمني وأن نقض عراها لا يخضع لأمزجة وأهواء البعض. وقال الرهوي في حوار مع «الميثاق»: إن مشاريع ومنجزات تنموية كبيرة تحققت بفضل الوحدة لم يكن المواطنون في المحافظات الجنوبية والشرقية حتى يحلمون بها وأنها كانت بالنسبة لهم من المعجزات. مضيفاً: أن تنظيم القاعدة لم يغادر محافظة أبين وأنه مازال يسيطر على كل مؤسساتها وأن ما تردد عن اجتثاث هذا التنظيم الإرهابي من أبين عبارة عن زوبعة إعلامية.
وأكد الرهوي أن السعودية ستندم لعدوانها على الشعب اليمني الذي كان يعتبر السند لها وأنها لا تقاتل طرفاً -كما تدَّعي- بل شنت عدوانها على كافة أبناء الشعب اليمني.. الى نص الحوار:
♢ بعد 26 عاماً من الوحدة اليمنية المباركة.. كيف يمكن مواجهة التحديات والتهديدات التي تواجهها الوحدة ومن تلك التحديات والتهديدات دخول القوات المحتلة؟
- ونحن نحتفل بالعيد الوطني الـ26 لقيام الجمهورية اليمنية نزف التهاني والتبريكات الى ابناء شعبنا اليمني العظيم بهذه المناسبة الغالية علينا جميعاً خاصة وهو يواجه تحديات متمثلة في العدوان السعودي الذي بدأ في الـ26 من مارس من العام الماضي ونحن على أعتاب الشهر الثالث بعد العام الأول منذ بدئه، وقد أثبت خلاله الشعب اليمني صموده وتماسكه ووحدته.. وهو الشعب الذي يواجه العالم.. سواء من خلال الحصار المفروض عليه جواً وبراً وبحراً أو من خلال استهدافه بأحدث ما انتجته المصانع من آلة الحرب المدمرة والتي استخدمت ضد ابناء الشعب اليمني بما فيها الأسلحة المحرمة دولياً مثل القنابل العنقودية وغيرها مما أدى الى تدمير البنى التحتية بشكل شبه كامل اضافة الى أعداد الشهداء والجرحى والمعاقين وكذا الآثار النفسية التي خلفها هذا العدوان، ورغم ذلك مازال الشعب متلاحماً ومتماسكاً وهذه التحديات بحاجة الى أن نطور من آليات لمواجهتها سواءً أكان على مستوى القواعد الشعبية أو في إطار القوى السياسية الرافضة للعدوان والأخذ بآراء كل الخبرات من أكاديميين واقتصاديين وغيرهم لمواجهة التحديات التي فرضها علينا العدوان.. أيضاً علينا العمل كفريق واحد، ونتمنى أن يتكرر نفس المشهد في التلاحم الشعبي الذي كان مجسداً في عام 1994م عندما تعرض الوطن ووحدته لمؤامرة الانفصال.
أيضاً نحن بحاجة الى المزيد من التلاحم والالتفاف حول الهدف الواحد المتمثل في الذود عن الوطن وان تباينا في آرائنا ولكن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية فلدينا الهدف الأسمى والأكبر وهو الوطن والدفاع عنه الذي يجب أن يكون فوق كل الرغبات الشخصية والحزبية.. نحن أمام عدو واحد وتوحدنا في مواجهته هو البوصلة الحقيقية وما عدا ذلك فهو ثانوي.
♢ في اي خانة تضعون تواجد قوات أمريكية وبريطانية في العند وعدن والمكلا؟
- في خانة الاحتلال- المشروع الاستعماري- الذي ليس بجديد علينا وهو ماثل أمامنا عندما بُدئ بالتمهيد للقاعدة وداعش ثم رافقها حملة اعلامية وتضخيم هذه التنظيمات وتكبيرها حتى تكون هي الجسر الذي تنطلق منه قوات الاحتلال للتدخل بشكل مباشر كما حصل في العراق وليبيا وسوريا.. وتواجد هذه القوات الأجنبية على الأراضي اليمنية هو نوع من الاحتلال لاشك في ذلك.
♢ بمعنى أن ما حدث في المكلا من القضاء على القاعدة في عدة ساعات مسرحية؟
- بالفعل القضاء على القاعدة في حضرموت أو أبين هي مسرحية.. وقد أثبتت الأيام التي تلت الادعاء بالسيطرة وطرد القاعدة من حضرموت بأنها روايات كاذبة الغرض منها تزييف وعي الرأي العام.. وفي الحقيقة أن القاعدة وغيرها من التنظيمات الإرهابية هي صناعتهم باعترافهم.. باعتراف هيلاري كلينتون وأيضاً باعتراف صحيفة «المونيتور» الأمريكية حيث أكدت الصحيفة أن ما حدث الغرض منه تحقيق مصالح استراتيجية وتقاسم نفوذ داخل المحافظات الجنوبية ونعلم أن حضرموت هي أكبر محافظة من حيث المساحة ومطلة على البحر العربي ولها موانئ، وسيطرة الاحتلال عليها جزء من خطة السعودية لإيجاد منفذ لها على بحر العرب لتمد من خلاله خطوط النفط وهو مشروع قديم وأيضاً كي تطل على القرن الافريقي وآسيا تحت مبررها المزعوم وقف التمدد الإيراني وفي الأخير هي تريد جذب اليمن الى سيناريو العراق وسوريا.. وهو احتلال لا خلاف عليه ولا ريب في ذلك.
♢ تهجير المواطنين اليمنيين من عدن ولحج هل يسير في نفس السيناريو؟
- الاجندة الموجودة حالياً في المحافظات الجنوبية مختلفة هناك أجندة صغيرة على مستوى القيادات المحلية وهناك أجندة أكبر وأصحاب الأجندة الصغيرة يعتقدون أنهم ينفذون مشاريعهم هم بغرض الوصول الى فرض أمر واقع وهو الانفصال، وهو موضوع يتقاطع أحياناً، وأحياناً يختلف مع الاستراتيجيات الكبرى للدول التي تسيطر الآن على عدن وفي مقدمتها الإمارات.. والعملية مكشوفة وواضحة حيث لم يحدث هذا الأمر لا في عهد الانجليز ولا في غيره، حيث كانت ردة الفعل الشعبية غاضبة تجاه هذه الممارسات لأن الشعب اليمني موحد منذ الأزل وكان الخلاف فقط في المشاريع السياسية، والوحدة عندما تحققت فإنما كان ذلك نتاج نضالات وكان الشعب اليمني مهيأ لها على اعتبار أنه كان هناك وحدة طبيعية بين ابناء الشعب اليمني فقط عندما تهيأت الإرادة السياسية تحققت وأثمرت انضاج الوحدة لكن ما حدث من تهجير اليوم فيه نكهة مناطقية وعنصرية مقززة ومستهترة وغير مقبولة وردة الفعل ستكون قوية عليها لأنها عبارة عن رغبات شخصية لا يوافق عليها جميع أبناء اليمن وبالتالي لا يصح إلاَّ الصحيح.
♢ كيف تفسرون ما يجري في المحافظات الجنوبية وخاصة تلك التي يسيطر عليها الغزاة ومرتزقتهم من انفلات أمني؟
- الانفلات الأمني نتاج طبيعي وغير مستغرب لأن الحاصل أن هناك غياباً للمشاريع والرؤى وايضاً هناك أجندة مختلفة وغزو اجنبي وما يحدث هو نتاج لكل هذا ونتاج للمحتلين.. الآن تتواجد على أرضنا قوات أكثر من 20 دولة وهذه الدول لها أجندة مختلفة تخدم مصالحها وما هو موجود من انفلات هو بفعل متعمد الغرض منه قبول ما كان غير مقبول وكأن المحتلين يقولون لا منقذ لكم من هذا الانفلات الأمني سوانا، والإرهاصات التي تلت هذه العمليات أكدت ذلك عندما قدمت القوات الأمريكية والبريطانية، وما حدث ويحدث من غياب للأمن فإن من يقوم به هم أدوات الغزاة وهم من ربوهم وهم من صنعوهم والدليل على ذلك ما بثته قناة الـ«بي بي سي» بأن الغزاة والتنظيمات الإرهابية يقاتلون في جبهة واحدة.. إذاً لسنا بحاجة أن نثبت المثبت لأن الأمور مكشوفة وواضحة بأنهم يريدون أن يحققوا مشاريعهم واستراتيجياتهم سواءً بالعصا أو بالجزرة وبواسطة أذنابهم الداخلية.
♢ محادثات الكويت.. ما الذي تعتقد أنها ستفضي اليه؟
- الذي يجري في الكويت وما حدث قبله في جنيف في اعتقادي أنه لا يجدي نفعاً، أولاً نحن نعلم أن السعودية قد اشترت العالم كله بأموالها حتى المنظمات الدولية.. ولكن الدول الغربية لديها رأي عام.. وقد يتقبل لفترة معينة ما يجري ولكن عندما تزيد الأمور عن حدها فإن الحكومات تصبح غير قادرة على أن تتماهى في ذلك لأنها ستحاسب في الانتخابات وصندوق الاقتراع، في حالة اليمن وصلت الأمور الى اقصاها فأصبحت هذه الدول غير قادرة على مغالطة شعوبها أكثر من هذا من أجل مصلحة السعودية أو مصلحة الامارات لذلك فإن محادثات الكويت هي عبارة عن امتصاص غضب لأننا لا يمكن أن نتحدث عن محادثات تفضي الى سلام في الوقت الذي ماتزال الطائرات تحوم ومازال اليمنيون يُقصفون منذ أن أعلنوا عن اتفاق وقف اطلاق النار في العاشر من الشهر الماضي والى اليوم لم يتوقف الطيران اطلاقاً بل ويقصف على مسمع ومرأى من العالم، والحوار في الكويت له شهر الى الآن.. أرى أن هذا الحوار هو عبارة عن تهدئة للرأي العام وهو كسب للوقت لترتيبات ميدانية على الجبهات من دعم وحشود وأسلحة والدليل أن لنا شهر حتى الآن ولم يتحقق على أرض الواقع شيء ولو حتى الاتفاق على مبادئ أساسية.. هذا الشهر شهد استمرار الدفع بالحشود الى الجبهات ومدها بالعتاد العسكري اضافة الى القصف اليومي هذا كله تهيئة لمرحلة قادمة وهو أيضاً نوع من الضغط على وفدنا الوطني لتقديم التنازلات واذا لم تفض هذه المحادثات الى شيء فإن ما يجري هو استعداد لمعركة قادمة وهذا ما قاله المتحدث باسم العدوان احمد العسيري.
♢ 26 عاماً من عمر الوحدة اليمنية.. ما أبرز الانجازات التي تحققت في المحافظات الجنوبية والشرقية وخاصة في الجوانب التنموية؟
- الوحدة هي مطلب شعبي وجماهيري وقدم من أجل تحقيقها اليمنيون بكافة مشاربهم قوافل من الشهداء.. والوحدة وحدت الطاقات اليمنية، وما تحقق على مستوى المشاريع الكثير في المحافظات الجنوبية ولا يستطيع أن ينكرها أحد إلاّ جاحد، كنا ننتقل من أبين الى عدن وكلها صحراء ونخرج من عدن الى لحج وهي صحراء الآن تكاد تكون المدن مترابطة فيما بينها البين.. بواسطة الطرقات.. الطرق الدائرية.. والمسفلتة جميعها أنشئت بعد الوحدة.. المدارس والمنشآت الحكومية والمقرات الرسمية عندما تشاهد مبنى المحافظة في أبين أو في لحج وكأنك تشاهد نسخة من البنتاجون أو الكونجرس.. أيضاً تحسنت أوضاع الناس المادية حيث فتح المجال للعمل والاستفادة من الأراضي الزراعية.. وتوسع السوق.. كنا لا نستطيع تسويق المنتجات الزراعية وكانت تفسد علينا ونضطر الى إتلافها، لكن عندما توحدت البلاد أصبح الذي يزرع في الشمال يزرع في الجنوب لذلك تكاملت جميع احتياجات الناس لأن هناك منتجات زراعية أيضاً تزرع في الجنوب في موسم وفي موسم آخر تزرع في الشمال.. وهكذا حتى استطعنا تغطية السوق المحلية والتصدير للخارج وكل هذا بفضل الوحدة.. أضف الى ذلك توافر المياه والكهرباء ووصول الاتصالات الى كل منزل فقبل الوحدة استطيع أن أقول لك إننا في القرية التي أقطنها والقرية المجاورة لنا كنا مجاورين لمركز المديرية لم يكن لدينا حتى هاتف واحد في القريتين.. مصانع الأسمنت التي بدأت مكائنها تعمل واستوعبت العمالة.. لدينا منها اثنان فقط في منطقتنا وكذلك في حضرموت يوجد مصانع.. وفي لحج.. وفي ردفان مصانع كل هذه شيدت بعد اعادة تحقيق الوحدة.. الطرق الداخلية والخارجية التي ربطتنا بالعالم عن طريق سيحوت وجبل فرتك به أربعة أنفاق تعتبر الأولى على مستوى منطقة الجزيرة العربية أطولها 2كلم.. جبل فرتك هذا الذي تم شق الانفاق فيه حتى يصل الى الطريق الاسفلتي للمهرة والاستفادة منه.. هذا المشروع كان يعتبر من المعجزات وكان ابناء محافظة المهرة يعتبرونه من المستحيلات وتحقق في عهد الوحدة وأيضاً الطريق الدولي الذي يربطنا بعمان.. وكما تعلمون أن الطرقات هي شريان الحياة فقد ربطت اليمن بشبكة داخلية على مستوى المحافظات والمديريات وعلى المستوى الخارجي وهذه من خيرات الوحدة، أيضاً في عهد الوحدة استطعنا إقامة علاقات متميزة مع جيراننا ورسمنا الحدود.. وانهينا المشاكل التي كانت بيننا وبينهم ولم نكن نتوقع من السعودية أن تعتدي علينا برغم أن اتفاقية الحدود تلزمها بعدم الاعتداء وتلزمها بالتعويضات وبحفظ حقوق العمالة.. لكن ركبهم الغرور وسيجنون الويلات والمشاكل الآن لم يعودوا يقاتلون طرفاً يمنياً كما يدَّعون بل أصبحوا يقاتلون الشعب اليمني جميعه لأن كل بيت فيه شهيد أو جريح.. وهم الآن في عداء مع كافة ابناء الشعب اليمني الذي كان يمكن أن يكون في يوم من الأيام سنداً لهم ويقف الى جانبهم في حال تعرضوا لمكروه.. اليوم فقدوا هذا الشعب وحولوه الى عدو لهم وسيندمون وسيدفعون ثمن ما اقترفوه بحقه عاجلاً أم آجلاً..
♢ لدي سؤال اعتراضي- هل غادرت القاعدة أبين كما يدَّعون؟
- القاعدة لم تغادر أبين لأنها كما قلت لك هي صنيعتهم ومازالت تسيطر على أبين وعلى مراكزها وعلى مؤسساتها.. وما حدث هو زوبعة إعلامية فقط، لكن في الواقع هم موجودون على الأرض.
♢ كلمة أخيرة تود قولها أستاذ احمد؟
- كلمتي الأخيرة هي دعوتي الجميع إلى أن يستمروا في رص الصفوف وأن نظل موحدين لمواجهة العدوان ثم بعد ذلك فإننا فيما بيننا سنتفق على بناء الدولة وسنتفق على قبول وجهات نظر بعضنا البعض ونأخذ منها ما يصب في مصلحة وطننا.
وفي الختام نهنئ شعبنا اليمني العظيم بالعيد الوطني الـ26 للجمهورية اليمنية وأقول لهم إن ما حدث في المحافظات الجنوبية هو عبارة عن زوبعة، عن أوهام لدى البعض بأن الاستعمار سينقلهم الى الجنة، وتجارب التاريخ ماثلة أمامنا بأن الاستعمار لا يجلب إلاّ الخراب والدمار.
وستظل الوحدة اليمنية باقية لأنها وحدة شعب وليست وحدة أمزجة أو وحدة مصالح شخصية.
ومرة أخرى أحيي الشعب اليمني بالعيد الوطني العظيم وتحية إجلال وكبار للجيش واللجان الشعبية على صمودهم الاسطوري في وجه هذا العدوان البربري الغاشم.. والتحية موصولة كذلك للقيادة اليمنية التي صمدت بجانب شعبها ممثلة بالزعيم علي عبدالله صالح محقق الوحدة والذي يقف الى جانب ابناء شعبه في مجابهة هذا العدوان الغاشم.
|
|
|
|
|
|
|
|
|
تعليق |
إرسل الخبر |
إطبع الخبر |
معجب بهذا الخبر |
انشر في فيسبوك |
انشر في تويتر |
|
|
|
|