موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - 6364 مهاجر أفريقي وصلوا اليمن في شهر - الرئيس/ علي ناصر يعزّي بوفاة النائب البرلماني الدكتور عبدالباري دغيش - تدشين خطة الانتشار الإسعافي على الطرق السريعة - النواب يجدد الثقة بالإجماع لهيئة رئاسته لفترة قادمة - صنعاء: انطلاق حملة للتبرع لمرضى الثلاسيميا - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 43 ألفاً و799 - مع غزة ولبنان.. مسيرة مليونية بصنعاء -
تحقيقات
الثلاثاء, 24-مايو-2016
-
ظل الحلم الكبير الذي يراود الشعب اليمني منذ قيام ثورة (26 سبتمبر 1962م و14 أكتوبر 1963).. هو اعادة تحقيق الوحدة اليمنية وتحويل هذا الحلم إلى حقيقة مهما كان الثمن..
وبذل أبناء شعبنا اليمني في شمال وجنوب الوطن كل جهودهم وسخروا امكاناتهم من أجل تحقيق هذا الهدف العظيم بل ان بعضهم تبنوا العنف وحملوا السلاح وسالت الدماء في قعطبة ومريس ومكيراس وكرش والوازعية وبيحان وجبن والضالع.. الخ، من أجل الوحدة.. بيد أن تلك الجهود والدماء لم يكتب لها النجاح بسبب الكثير من العوائق التي كانت تحول دون تحقيقها وتساقطت رؤوس رؤساء في الشمال والجنوب.. ولم تهدأ اليمن ابداً كانت تتفجر كالبراكين.
ومنذ انتخاب علي عبدالله صالح رئيساً للبلاد في عام 1978جاء بفكر جديد ورؤى ثاقبة راعت المعطيات وواكبت المستجدات وتجنب بحكمته اخطاء الماضي ليتحول بفضل حنكته السياسية وخبرته القيادية ووحدويته الصادقة ومعه الوطنيون المخلصون حلم الجماهير إلى حقيقة ساطعة ومعاشة على أرض الوطن خصوصاً وقد عاش الزعيم منذ نعومة أظفاره مناضلاً في خنادق الدفاع عن الجمهورية والثورة ومن أجل اعادة تحقيق الوحدة اليمنية.. كما عاش تفاصيل محطات مسيرة الوحدة خطوة خطوة من بداية السبعينيات.. ومنذ عام 1978م أصبح الزعيم علي عبدالله صالح صانع ومحرك عجلة التاريخ ورباناً للسفينة في مسيرة الوحدة حتى تحققت في يوم الـ22 من مايو1990م..
لقد شغلت الوحدة اليمنية عقل وضمير شعبنا اليمني، الذي ظل على الدوام يعتبر النضال والتضحية في سبيل هذه القضية المصيرية، واجباً مقدساً يمليه الايمان المطلق بوحدة هذا الوطن الأزلية أرضاً وإنساناً، لذلك لم تكن الجهود والمحاولات التي بذلتها قيادات انظمة الحكم المتعاقبة في الشطرين سعياً لتحقيق الوحدة، إلاّ تعبيراً عن هذه الحقيقة، مثلما هي تجسيد لارادة الشعب الجسور، رغم انها كانت دائماً تجري وسط غليان الساحة الوطنية وعواصف التوتر والصراعات والاضطرابات في الأوضاع السياسية اليمنية شمالاً وجنوباً منذ ما قبل الثورة وما بعدها حتى منتصف العام 1978م، خاصة بسبب الاختلاف السياسي بين النظامين في الشطرين وتباين كل منهما في كيفية تحقيق الوحدة، الأمر الذي جعل الحوار الوحدوي صعباً ومعقداً للغاية، بل والأكثر من ذلك كان غياب روح التفاهم والمعالجة السليمة للخلافات، وتباين الآراء حول مفهوم الوحدة كثيراً ما يؤدي إلى التأزم السياسي المتفاقم الذي وصل إلى ذروة المواجهة المسلحة بين الشطرين، وشكل التهديد الخطير والمحدق على الثورة ووحدة الشعب اليمني..
عقبات ومعوقات
شهدت وتيرة العمل الوحدوي المزيد من الدفع الجاد الذي بدأت محطاته الأكثر وضوحاً مع مطلع السبعينيات من القرن الماضي إبان حكم سالمين والقاضي عبدالرحمن الإرياني، غير أن تلك المحطات واللقاءات وما تمخض عنها من اتفاقات لتحقيق الوحدة والتي جاءت بعد حرب 1972م بين الشطرين كانت كثيراً ما تصطدم بمعوقات كبيرة وعوامل احباط عدة ليس أولها التدخل الخارجي السعودي تحديداً والدولي، أو تردي وتعقيد الأوضاع الداخلية التي خلفها نظاما الإمامة والاستعمار، وليس آخرها التباين السياسي والاقتصادي وكذا التناقضات الأيديولوجية بين النظامين، وكلها ضمن منظومة عوامل معيقة وقاهرة، من نتائجها فقدان استقلالية القرار السياسي لنظامي الحكم في صنعاء وعدن، والذي بدونه يصعب تحقيق هدف مصيري بحجم الوحدة اليمنية.
رؤية ثاقبة
مع انتخاب الزعيم علي عبدالله صالح رئىساً للجمهورية من قبل مجلس الشعب التأسيسي في 17 يوليو 1978م، اظهر موحد اليمن دهاءً سياسياً ورؤية ثاقبة وواقعية في معالجة القضايا الوطنية الكبرى وعلى رأسها قضية اعادة تحقيق الوحدة التي كانت تتصدر أولوياته، حيث قال وبصوت مدوٍ في بيانه يوم توليه مقاليد الحكم : «اننا عازمون على تحقيق حلم الشعب.. حلمنا جميعاً في الوحدة اليمنية المباركة».
من يومها بدأ الزعيم علي عبدالله صالح موحد اليمن أولى خطواته في صناعة المجد اليمني باخراج قضية الوحدة اليمنية من دوامة الصراعات والمزايدات للأنظمة السابقة إلى السياق العملي، وتميز بالقدرة على إحياء الاتفاقيات الوحدوية واخراجها إلى النور وترجمة مضامينها في الواقع التطبيقي والعملي بروح قيادية فذة وعبقرية نادرة للتعامل مع ملفات شائكة كهذه.. وبرهن بذلك على انه من القادة الاستثنائيين المجللين بتاج الزعامة الوحدوية التاريخية فقد استطاع بعبقريته الفذة وعمق فكره المستنير وترفُّعه عن الصغائر وسِعَة صدره وديمقراطيته ورؤيته المستقبلية الثاقبة ان يوظف عناصر الوحدة الوطنية في مصهر منهجه الوحدوي ويستلهم منها طرائق عمله ويجسد مضامينها بقوة ايمانه العميق بها.
وبرزت عبقرية الزعيم علي عبدالله صالح باستيعابه لمحطات مسيرة الوحدة مستفيداً من كل الأخطاء والسلبيات التي سبقت عهده.. وظل يرى مع كل مرحلة جديدة من الحوار ضرورة تحديد الأولويات في التفكير الوطني الوحدوي، ومناهج العمل الوحدوي.. وكان عليه ان يغربل حصيلة تجارب السنوات الماضية ويعيد تقييم المواقف والتجارب السابقة التي اثبتت استحالة تحقيق الوحدة اليمنية بقوة السلاح أو بفرض الافكار والرؤى لطرف على آخر، وان ينطلق في توجهه الوحدوي المتأصل في فكره وفلسفته من حيث انتهت الجهود والاتفاقات السابقة بابتكار صيغ وأولويات العمل الوحدوي للمراحل اللاحقة.
كانت عبقرية موحد اليمن تتضح في كل الجبهات المستعرة التي كان يخوضها وفي ساحة كانت مليئة برموز وطنية بارزة.. لكنه بنجاحاته في إخماد نيران الخلافات والمواجهات المسلحة داخل الشطر الشمالي وكذلك بتأسيس المؤتمر الشعبي العام، استطاع أن يبهر عبدالفتاح اسماعيل، وعلي ناصر محمد وعلي سالم البيض وغيرهم.. فخلال سنوات نجح الزعيم صالح في قهر المستحيلات وتجاوز ماكانت محظورات، واصبح قائداً عربياً يشار اليه بالبنان، بينما كان الحزب الاشتراكي يأكل كل خمس سنوات قياداته ظل موحد اليمن كبيراً ولم يتعامل بانتهازية وغطرسة أو يتآمر لتحقيق انتصار الضعفاء.. بل أصر على ان يتعامل مع ملف الوحدة تعامل الكبار ولهذارفض اعادة تحقيق الوحدة اليمنية بعد مذبحة 13 يناير 1986م حتى لايعتري الوحدة مزاعم وتقولات.. وأصر على الانتظار حتى تم ترتيب الأوضاع في عدن ليواصل نضاله الوحدوي مع قيادة الحزب الاشتراكي اليمني الجديدة التي جاءت بعد الإطاحة بالرئيس علي ناصر محمد.
لقد شهدت اليمن بشطريها بعد مذبحة 13 يناير 1986م مرحلة حوار فاصلة في مسيرة الوحدة اليمنية، ولعل ابرزها قمة طرابلس التي عقدت في 2 /7/ 1986م بين الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية والمهندس حيدر العطاس رئيس مجلس الشعب الأعلى في الشطر الجنوبي والعقيد معمر القذافي قائد ثورة الفاتح من سبتمبر الليبية.
تلاها قمة صنعاء في يوليو 1987م بين الرئيس علي عبدالله صالح وعلي سالم البيض الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني وكذلك قمة تعز في ابريل 1988م لتتوالى بشكل مدهش القمم واللقاءات الوحدوية التي توجت باتفاق اعلان الجمهورية اليمنية.
عبقرية زعيم
إن المنجز الوحدوي الخالد كما يسجله التاريخ.. لم تصنعه الصدفة ولم يأتِ أيضاً على طبق من ذهب.. بل صنعته عبقرية موحد اليمن الزعيم علي عبدالله صالح الذي انقذ اليمن من سعير الصراعات الدامية التي أكلت كل شيء في البلاد وأحرقت شباب اليمن في درب الوحدة.. فقد قاد الوطن والشعب بحكمة وعقلانية وبزخم جماهيري عظيم إلى تحقيق اعظم وأكبر الانجازات في التاريخ اليمني الحديث.. المتمثل بإعادة تحقيق الوحدة المباركة ومعها إلى مسيرة البناء والتحديث والتقدم عبر مسيرة حوار متميزة.
لم تكن زيارة موحد اليمن التاريخية إلى مدينة عدن يوم 29 نوفمبر 1989م، إلاّ تواصلاً لمساراته ومحطاته الوحدوية، مثلما كانت كلماته واحاديثه التي يلهب بها حماس جماهير الشعب في الشمال والجنوب وبلاد الاغتراب المؤكدة على حتمية تحقيق الوحدة اثناء تلك الزيارة امتداداً لتبنيه هذا المشروع الوحدوي منذ انتخابه رئيساً للبلاد عام 1978م.
وهو كما يقول الكاتب العربي النشاشيبي: «لقد نقل فكرة الوحدة من الصالونات والغرف الموصدة إلى الشارع العام».. ذلك هو عين الحقيقة الساطعة التي جسدها التوقيع على اتفاق عدن التاريخي ليلة 30 نوفمبر 1989م تحت هدير الهتافات للجماهير الذي اهتزت له الأرض والجبال وتراخت من صداه فرائص المعارضين والمتحفظين والمترددين.. كان صوت تلك المرأة التي هتفت عند وصوله الى عدن بين الجموع الهادرة لا يبارح ذهنه وهي تردد باستماتة «الوحدة يا علي.. الوحدة آني فدى لك».. حسب تغطية الاستاذ عبده بورجي- صحيفة «26 سبتمبر» العدد (375) 7 / 12 / 1989م.
وتتويجاً للقاءات الوحدوية.. بين قيادتي الشطرين جاء لقاء القمة في صنعاء في الفترة من 19-22 أبريل 1990م، برئاسة موحد اليمن علي عبدالله صالح والاستاذ علي سالم البيض، حيث انتقلت حكومة الشطر الجنوبي إلى شمال الوطن في لقاء موسع للقيادتين السياسيتين وقد تم الاتفاق على اعلان الجمهورية اليمنية، وتنظيم الفترة الانتقالية كما نصت بنود الاتفاقية.
وفي مدينة تعز انعقدت قمة اخرى بين قيادتي الشطرين للفترة 10-12 مايو 1990م، وقال الزعيم علي عبدالله صالح في حديث له حينها : «ان القمة انتهت أولاً: إلى قرار بتشكيل لجنة حوار مع التنظيمات والقوى الوطنية والشخصيات الاجتماعية على الساحة الوطنية، وثانياً: تم الاتفاق على اخلاء العاصمة صنعاء والعاصمة عدن من القوات المسلحة وسحبها إلى مناطق عسكرية يتفق عليها المسؤولون في رئاسة الأركان، وثالثاً: يتم تشكيل لجنة من وزيري الداخلية ورئىسي جهاز الأمن الوطني وأمن الدولة، وتقرر حل هذين الجهازين لأنه لا يوجد داعٍ لبقاء أي منهما.. ورابعاً: سيكون هناك جهاز في الداخلية مسؤول عن الأمن العام في العاصمتين وفي سائر مدن الجمهورية اليمنية»..
وفي موكب رسمي كبير تحرك الزعيم علي عبدالله صالح إلى عدن، وكان مجلسا الشورى والشعب قد وافقا على القرارات الوحدوية بالاجماع، واجتمعا في 22 مايو 1990م في قاعة فلسطين في مدينة عدن بحضور الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وتم من عدن الباسلة الاعلان عن قيام الجمهورية اليمنية ليرتفع علم اليمن الموحد إلى الأبد، وليتحقق الحلم الوحدوي التاريخي العظيم كأهم وأكبر المنجزات في التاريخ اليمني المعاصر، كما تم في نفس اليوم اختيار مجلس رئاسة مكون من خمسة أعضاء برئاسة: الزعيم علي عبدالله صالح رئيساً، والاستاذ علي سالم البيض نائباً للرئيس، وسالم صالح محمد وعبدالعزيز عبدالغني والقاضي عبدالكريم العرشي.
وهكذا استطاع الزعيم علي عبدالله صالح ان يعيد لليمن وحدته وللشعب اليمني امجاده وحضارته وقوته بين الأوطان، وانتصر لليمن وشعبها بتحقيق أحد أهم أهداف الثورة اليمنية الخالدة المتمثل بإعادة تحقيق الوحدة اليمنية العظيمة، التي أكد انها شكلت الأساس الجوهري لعمله السياسي.
ولقد حرص موحد اليمن على أن يقرن الوحدة بالديمقراطية والتعددية وحرية الصحافة وحماية حقوق الإنسان.. كما ربط الوحدة بحياة الناس.. وعوض الشعب اليمني بالمشاريع الخدمية والتنموية والتي وصلت الى كل منطقة وقرية في الشمال والجنوب، لذا فعندما تعرضت الوحدة لمؤامرة الانفصال الفاشلة هبت جماهير الشعب للدفاع عنها من كل حدبٍ وصوب وتعمدت الوحدة اليمنية بالدم في 7 يوليو 1994م.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "تحقيقات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)