حاوره في الكويت / توفيق عثمان الشرعبي - أكد الاستاذ يحيى عبدالله دويد - عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام عضو الوفد الوطني- على بوادر انفراجة للأزمة اليمنية قبل شهر رمضان..
وقال دويد في حوار مع صحيفة «الميثاق»: لقد دخلت المفاوضات اليمنية المنعقدة في الكويت مرحلة الجد وبدأ المتحاورون مناقشة المواضيع الرئيسية والمهمة.
وأضاف: نحن حريصون على إنجاح المفاوضات وانتزاع السلام لحقن دماء شعبنا والتخفيف من معاناتهم.
لافتاً الى أن وفد الرياض لم يبدِ مرونة في المفاوضات ولايزال يتمترس وراء مواقفه ويتمسك بالسلطة بشكل مطلق ويرفض مناقشة موضوع الشراكة الوطنية.
وأشار دويد إلى أنه لن يكتب لمشاورات الكويت النجاح ما لم تقدم كافة الأطراف تنازلات حقيقية لتحقيق السلام.
مثمناً الأدوار التي يقوم بها سمو أمير دولة الكويت وكذلك سفراء الدول الثماني عشر وجهود المبعوث الأممي وحرصهم على الدفع بالمشاورات نحو النجاح باعتبارها فرصة ذهبية لن تتكرر. حول ذلك وقضايا أخرى مهمة تطرق إليها الاستاذ يحيى عبدالله دويد في سياق الحوار التالي:
> ما تقييمكم لسير مشاورات الكويت التي تجاوزت الشهر منذ انطلاقها في الـ21 من شهر أبريل الماضي؟
- مشاورات الكويت لاتزال مستمرة ولو أنها تسير بوتيرة متباطئة، وما تحقق حتى الآن لا يتناسب مع الوقت الذي انقضى منذ انطلاقها وحتى هذه اللحظة، ولكننا نتطلع خلال الأيام القادمة إلى أن يحصل تقارب وانفراج قريب.
> هل تتوقعون أن تطول مدة المفاوضات، ولماذا لم تحدد بزمن معين كما حصل في الجولتين السابقتين في جنيف وبييل؟
- من خلال المؤشرات يبدو أن المجتمع الدولي والإقليمي مُصرّ على أن تخرج مشاورات الكويت بنتائج وحلول نهائية، ولذلك لم يحدد إطار زمني لهذه المشاورات وبالتالي الوقت متاح.. والجميع يحدوه أمل أن تتم توافقات على حلول قبل شهر رمضان المبارك إن شاء الله.
> إلامَ تعزون التقدم البطيئ في سير المشاورات التي توصف من قبل المتابعين بمشاورات «محلك سر»؟!
- الموضوعات والملفات المطروحة على طاولة المفاوضات شائكة ومعقدة بعد أكثر من عام على الحرب والصراع، وبالتالي تحتاج الى وقت طويل لبحثها ومناقشتها بالإضافة الى أن الثقة مفقودة تماماً بين الأطراف، وهذا الأمر يخلق الكثير من المخاوف لديهم، وبالتالي يكون التقدم بطيئاً وبحذر شديد.
> الملفات شائكة.. هل انعدام الثقة وراء عدم التقدم في المفاوضات أم تمترس وفد الرياض وراء مواقف وشروط تعجيزية؟
- هناك أكثر من عامل ومنها أن الطرف الآخر لم يتسم بالمرونة وتقديم التنازلات فيما يخص الموضوعات المطروحة وبالذات الرئيسية، بالإضافة الى أن الموضوعات شائكة وانعدام الثقة يسهم إلى حدٍ كبير في تعزيز المخاوف بين الأطراف.
> في ظل التعليقات للمشاورات من قبل وفد الرياض برأيكم إلى أين تتجه المشاورات.. هل إلى فشل أم إلى توافق هش أم غير ذلك؟
- رغم أن المفاوضات متوقفة منذ تعليق وفد الرياض الاسبوع الماضي مشاركته لكنها ماتزال مستمرة من خلال اللقاءات الانفرادية التي يجريها المبعوث الأممي مع وفدي الطرفين، والحقيقة أن المفاوضات خلال هذا الاسبوع الماضي تتسم بالجدية ودخلت في المواضيع الرئيسية والمهمة ولا يهمنا في هذا الجانب الشكليات وأن يكون هناك حوار مباشر أو غير مباشر بقدر ما نهتم بالنتائج.
> في الوفد الوطني.. هل أنتم راضون عن حيادية المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ؟
- الحقيقة أن الأمم المتحدة ممثلة بمبعوث الأمين العام والفريق المساعد له يستحقون الشكر على الجهود التي يبذلونها منذ انطلاق المشاورات حتى الآن وأيضاً الجهود التي بذلوها للتحضير لهذه المشاورات، لا نستطيع على الإطلاق أن نشكك في نوايا وأداء المبعوث الأممي وفريقه في الوقت الراهن طالما هناك جهود تُبذل لتقريب وجهات النظر بين الطرفين ونأمل أن تستمر جهود مبعوث الأمين العام وفريقه واستكمال مهمتهم بنفس الوتيرة وبنفس الحيادية والشفافية المطلوبة منهم في هذه المرحلة وعدم الانحياز لأي طرف.
> هل لايزال وفد الرياض يتمسك بشروط معينة، وما أبرز العقبات والتحديات التي تواجه المفاوضات؟
- أبرز العقبات التي تقف عائقاً أمام تقدم المفاوضات هي تمسك وفد الرياض بالسلطة بشكل كبير ومطلق وعدم الانخراط في مناقشة موضوع الشراكة الوطنية وموضوع العودة الى سلطة توافقية كما كانت منذ التوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.
> كنتم في الوفد الوطني قد أكدتم أن استمراريتكم في المشاورات مرهونة بالالتزام بتثبيت وقف إطلاق النار، وها هي المفاوضات بعد أكثر من شهر تشهد استمرار العدوان ومرتزقته في شن الغارات والخروقات في الميدان.. ما تعليقكم؟
- هذا شيء مؤسف، كان لدينا شرط رئيسي قبل انطلاق المشاورات بألا تنطلق إلاّ في ظل تثبيت كامل وشامل لوقف الاعمال القتالية ووقف اطلاق النار، ولكن للأسف لم يلتزم الطرف الآخر بهذا رغم أنه تم التوقيع قبل انطلاق المفاوضات على تعهدات التزمت الاطراف بموجبها بالعمل على تثبيت وقف اطلاق النار، وكنا نتوقع كأمر طبيعي فيما يخص المدة المؤقتة أن تكون هناك خروقات ولكن ما يحدث حالياً أعمال قتالية ممنهجة وليس مجرد خروقات..
ورغم ذلك لا نريد أن نفوت هذه الفرصة الخاصة بالحوار الذي يعقد عليه ابناء شعبنا اليوم آمالاً كبيرة لحل الأزمة وإيقاف العدوان ورفع الحصار.. لا نريد أن نفوت هذه الفرصة ونعلق المشاورات نتيجة الأعمال القتالية الممنهجة التي يشنها ويقوم بها الطرف الآخر، ولكن لدينا وسائل كثيرة للضغط من خلالها على الأمم المتحدة ونقدم كافة الدعم والمساندة للجنة التنسيق والتهدئة حتى تقوم بأعمالها على أكمل وجه ونضع المجتمع الدولي أمام صورة ما يجري أولاً بأول من خلال التقارير عن أعمال التحشيد والخروقات في الجبهات واستمرار القصف بالطيران التي زادت وتيرتها في الفترة الأخيرة.
> هل نتوقع تقديم تنازلات من قبل الطرفين للدفع بالمشاورات نحو الأمام؟
- في النهاية يجب أن يدرك الجميع أنه لن يُكتب لهذه المشاورات النجاح مالم تقدم كل الأطراف تنازلات وتخطو خطوات متساوية باتجاه تحقيق السلام.
> هناك معلومات مطمئنة بخصوص ملف الأسرى.. ما الجديد؟
- ملف الأسرى والمعتقلين ومَنْ هم تحت الاقامة الجبرية يحرز تقدماً طيباً.. هناك اتفاقات شبه نهائية تتم صياغتها ونعتقد أنه خلال اليومين القادمين سيتم التوصل الى توافقات في هذا الجانب وهذا أمر طيب ومؤشر مطمئن في سير عملية المفاوضات.
> التقيتم مرتين سمو أمير دولة الكويت.. كيف وجدتم دور القيادة الكويتية في دعم ومساندة إنجاح المفاوضات اليمنية؟
- حقيقةً نسجل شكرنا وتقديرنا لكل ما قدمته دولة الكويت أولاً من خلال استضافتها المشاورات اليمنية وتقديم كل التسهيلات للأطراف المشاركة فيها، وكذلك حرصها الشديد على إنجاحها، وتقديم كل الدعم اللازم لذلك سواءً بشكل مباشر أو غير مباشر وقد تجسد ذلك من خلال استقبال سمو أمير دولة الكويت وفود الطرفين مرتين وكذلك استقباله مبعوث الأمم المتحدة وحرصه على الدفع بالمشاورات الى الأمام من خلال تذليل الصعوبات وإزالة بعض التعقيدات التي تظهر أثناء سير المشاورات بين الطرفين والعمل على حلها وإيجاد تفاهمات بينهما.
وحقيقةً كان لسمو أمير دولة الكويت الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في استمرار المفاوضات الى هذه اللحظة.
> وكيف تقيمون دور سفراء الدول الـ18 تجاه المشاورات اليمنية في دولة الكويت؟
- المجتمع الدولي يولي أهمية كبيرة للمشاورات التي تنعقد حالياً في الكويت ويعتبرها فرصة ذهبية لن تكون متاحة مرة أخرى في حل الأزمة اليمنية، صحيح أن المواقف الدولية تجاه المشاورات ليست موحدة، تظهر مواقف لبعض الدول من وقت لآخر تختلف عن النظرة العامة لبقية المجتمع الدولي.
ولكن ما نلمسه أن المجتمع الدولي حتى الآن داعم، ويحرص سفراء مجموعة الثماني عشر على أن يواكبوا المشاورات أولاً بأول ويقدموا النصح ويمارسوا الضغوطات على أي طرف يكون متخلفاً في بعض المواقف، ونأمل أن تفضي جهودهم الى نتائج إيجابية -إن شاء الله- وأن يظل دعم ومساندة المجتمع الدولي للمشاورات اليمنية المنعقدة في الكويت الى آخر لحظة وبنفس الوتيرة.
> كلمة أخيرة توجهها للشعب اليمني عبر صحيفة «الميثاق»؟
- نبارك لشعبنا اليمني العظيم أعياده الوطنية عيد الوحدة اليمنية، كما نزف له أسمى آيات التهاني والتبريكات بقدوم شهر رمضان المبارك جعله الله شهر خير ويُمْن وبركة على وطننا وشعبنا، ونسأل الله أن يلهمنا التوفيق والرشاد لنكون عند مستوى المسئولية الوطنية الكبيرة التي حمَّلنا إياها شعبنا العظيم.. ونأمل أن نتمكن من انتزاع السلام وحقن دماء اليمنيين والتخفيف من معاناتهم من خلال الخروج بحلول جذرية للأزمة في مشاورات الكويت إن شاء الله.
|