عباس غالب - ليس لديّ أي تحفُّظ بشأن مشاورات الأطراف اليمنية في الكويت من أجل إطلاق سراح المعتقلين والأسرى وأولئك الذين تحت الإقامة الجبرية من المدنيين والعسكريين.. ولكن مصدر الامتعاض أن تتناسى هذه الأطراف أن شعباً بأكمله يرزح تحت الاعتقال القسري ويرضخ لعدوان سعودي- أمريكي همجي وحصار جائر منذ أكثر من عام دون أن تسعى أطراف المشاورات جدياً للتوصل إلى صيغة اتفاق شامل يسحب على قوات التحالف ورقة التوت التي تتستر بها وهي تستخدم طرفاً بعينه -مع الأسف الشديد - لضرب اليمن وتجزئة أرضه ووحدة نسيجه الاجتماعي.
أليس من حق الشعب اليمني أن يحظى بجانب من اهتمام المشاورات الجارية في الكويت، بل أليس من الواجب الإنساني والأخلاقي أن ترفع عن كاهله هذه المعاناة ويفك أسـره من الاعتقال الكبير الذي تفرضه السلطات السعودية وحلفاؤها دون أي مسوغ قانوني وعلى نحو يتناقض مع أبسط حقوق الإنسان.. ودون أن يكلف أحد من أمراء الحرب أو وكلاء العدوان نفسه العودة إلى جادة الحق والصواب وأن يكون جزءاً من الحل وليس جزءاً من المشكلة وبحيث يعمل على المساهمة في الحيلولة دون تمادي هذا العدوان.. وبالتالي التخفيف من وطأة تداعيات الحرب.
نعرف أن فريق الرياض يخضع لرغبات سلطات العدوان غير أننا نعرف أيضاً أن هذا العدوان قد وصل إلى طريق مسدود في حربه على اليمن طيلة هذه الفترة ولم يتبقَّ له سوى إخراج مشهد الحرب بأقل كلفة ممكنة من حفظ ماء الوجه، الأمر الذي يفرض على طرف الرياض استيعاب معطيات هذه النتيجة التي أملتها -إلى جانب صمود اليمنيين- جملة من الضغوط الدولية التي باتت تضيق الخناق على النظام السعودي جراء تخلفه الكامل عن مواكبة هذه المتغيرات المتسارعة على الساحتين الإقليمية والدولية، فضلاً عن تورطه في تجييش عصابات الإرهاب خلال العقود الماضية -ولايزال- مستمراً في هذا النهج العدائي الخطير على أمن وسلامة واستقرار المنطقة والعالم.
وإذا كان من السابق لأوانه التكهن بقدرة أطراف مشاورات الكويت على التقاط هذه المعادلة، إلا أننا نتطلع إلى هذه الأطراف بكبير الأمل في أن يقدموا رؤية تصالحية تسمح بقطع خط الرجعة على بعض أولئك الذين يحاولون دوماً الاصطياد في المياه العكرة خدمة لمصالح ذاتية أو حزبية أو يقدمون أنفسهم كعملاء بالأجر اليومي(!) بل إن المطلوب مـن الجميع تقديم التنازلات وصولاً للحل اليوم قبل أن يصبح غداً بعيد المنال.وبالطبع لابد -كما أسلفت-من التعامل مع مستجدات الوضع الراهن بالسرعة المطلوبة لرفع وطأة العدوان على بلادنا، والعمل الخالص والجدي في اخراج اليمنيين جميعاً من سجن الاعتقال الكبير بالتزامن مع إطلاق الأسرى والمعتقلين حتى وإن كانت هذه الخطوة لا تقلل من جدية أطراف الكويت التي لا تزال تبحث عن موطئ قدم في إطار الحل الشامل والعادل لمظلومية اليمنيين..قولوا معي: إن شاء الله.
|