نجيب شجاع الدين - من قال إن صواريخ السعودية والدول المتحالفة معها عسكرياً قتلت المئات من اطفال اليمن.. ومن قال إن مشاهد الموت والدمار الآتية من البلاد طيلة 14 شهراً حقيقية أو ينبغي التحقق منها والتحقيق فيها ؟!!
يحلو لأهل اليمن التنغيص على الآخرين باستمرار !!. إذ يقتل الواحد منهم " 6400" مدني الى الآن، دون ان يسأل لماذا ويعرف السبب ؟.. حتى ذويه يدفنون رفاته ببكاء حار وهم لا يعرفون سبب استهداف القنابل الذكية لمنازلهم واسواقهم ومستشفيات ومدارس اولادهم.. ومع هذا يظل عند اصحاب العواصف الخبر اليقين.
منذ 14 أبريل الماضي رأت الامم المتحدة أن اليمن اضاع شرعيته وطلبت من المجتمع الدولي تبني موقف جديد من المجتمع اليمني يلتزم بعدم " الاعتراف " به وأن كل ما حدث ويحدث على ارضه لا محالة باطل أو زائل .
كان يمكن لمناسبة الدورة السبعين للجمعية العامة للامم المتحدة - الخميس الماضي - ان تمر بسلام لولا أن بان كي مون وجد على طاولته تقريراً بعنوان "الاطفال والنزاع المسلح 2015م" فوقّع عليه وهو يعلم انه لم يقع في الخطأ أو أن ثلاثة من سطور التقرير قد توقعه في ذلك كونها تدين دول التحالف بقيادة السعودية بجرم قتل 510 اطفال وجرح 667 آخرين يشكلون 60 % من الضحايا الصغار لليمن، فيما 29% يتحمل مسئوليتهم القتال البري وهجمات الحوثيين .
هؤلاء أُدرجوا في القائمة السوداء للدول والجماعات المسلحة التي تنتهك حقوق الاطفال خلال النزاعات .
انهالت الاتهامات على بان كي مون الذي وضعه مجلس التعاون في قائمة المغرر بهم وتمنى عليه العودة لجادة الصواب قبل ان يضبط متلبساً وبحوزته مخطط الانقلاب على شرعية هادي .. كما ان قول الحقيقة في شأن اليمن يعد مخالفة صريحة لقرارات أممية سابقة ..واذا لزم الامر يمكنهم القول ان -اصدار هكذا تقرير - محاولة مكشوفة لإجهاض مشاورات الكويت في وقت يحتم على الامين العام الاهتمام بفعاليات اليوم العالمي لغسل اليدين .
الاثنين الفائت اعلن متحدث الامم المتحدة ان امينها مون لا يشعر بالقلق وانما بالذنب الشديد، إذ عاش 96 ساعة بلا معلومات صحيحة , لكنه في الوقت الراهن صار مقتنعاً ان التحالف العربي بقيادة السعودية " أحباب الله" ويجب حذفهم من اللائحة السوداء اللعينة.
هذا التقرير الذي أعده فريق من اعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر يخضع حالياً لاعادة صياغة الجزء المتعلق بمصير اطفال اليمن .
عملية الاضافة والحذف الاخيرة لحقوق الانسان كما لو كنا في مجموعة دردشة افتراضية أثبتت بالفعل أن المشكلة بلغت من الصعوبة والتعقيد حداً لم يعد احد يعرف فيه من الذي يدافع عن اهل اليمن ومن يثأر منهم!!؟
|