محمد انعم - تابع العالم بذهول وفزع شديد أخطر لحظات في تاريخ وحياة البشرية عندما خرج بان كي مون يعترف بخضوع المنظمة الدولية واستسلامها أمام قوة الريال السعودي.. طأطأ رأسه ورفع الراية البيضاء مستسلماً ..وبدون حرج أو تردد او مقاومة أعلن خضوعه للريال السعودي واعترف بأنه أصبح الوثيقة المقدسة للأمم المتحدة بدلاً عن ميثاقها وكل العهود والاتفاقيات الدولية التي ناضلت البشرية من أجل تحقيقها عقوداً من الزمن.
ليست المشكلة في ضياع دماء أطفال اليمن.. بل إن أمين عام الأمم المتحدة منح الريال السعودي حقاً مطلقاً في استخدام (الفيتو) دون العودة لاجتماع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن..
هذا المشهد المرعب جعلني أتخيل نابليون بونابرت وهو في الميدان يستعد لخوض احدى معاركه الحربية الحاسمة ويرد على أحد جنوده الذي تقدم اليه وسأله مستفسراً: مع من سيكون الله في هذه المعركة.. مع جيوش الكاثيوليك.. أم مع جيوش البروتستانت..؟ ..
فرد عليه نابليون: الله سيكون مع اصحاب المدفع الكبير.
اليوم.. وبسرعة عجيبة سقط ميثاق الأمم المتحدة وكل العهود الدولية أمام الريال السعودي، الذي أصبح السلاح القوي لحسم المعارك والحروب في المنطقة والعالم.. وصارت الأمم المتحدة مثل كهنة كنائس القرون الوسطى الذين سخروا كل شيء من أجل كسب الأموال، مقدمين من اجل ذلك اقدس المقدسات ، فلم يتورعوا أن يمنحوا العوام من الناس صكوك الغفران لدخول الجنة..
الأخطر من كل ذلك ان الامم المتحدة ترعى حواراً بين الاطراف اليمنية في الكويت وهو أطول حوار يجري في ظل استمرار العدوان السعودي والحصار على الشعب اليمني ولم تستطع المنظمة الدولية ان تلزم السعودية بوقف العدوان او ان تقنعها بأن تسمح للسفن التجارية التي تحمل الأغذية والأدوية بالدخول للموانئ اليمنية .
المثير للاستغراب اليوم ان السعودية (طبخت) خارطة طريق للحل في اليمن باسم الأمم المتحدة .. خارطة لا تخرج عن بشاعة (عاصفة الهدم) او على غرار ما اسمته بـ (إعادة الأمل) لتواصل عدوانها الهمجي على الشعب اليمني ..
لن تقبل السعودية بحل سياسي في اليمن على الإطلاق، فقد سبق لها في جنيف 1 ان احتجزت طائرة الأمم المتحدة في جيبوتي ومصر لأنها تقل الوفد الوطني.. أما مشاورات الكويت فلم تنعقد إلا بعد ضغوطات مورست عليها من مختلف دول العالم ومع ذلك تواصل بعجرفة العدوان والحصار وترتكب جرائم حرب وابادة جماعية بحق الشعب اليمني وتتحدى بأموالها العالم..
تسعى السعودية الى فرض خارطة طريق على مقاس القرار( 2216) ، تضمن لها الحق ان تجتاح قواتها وخلال (سبعة ايام) العاصمة صنعاء كما وعدت أمريكا من قبل وإعادة الخائن هادي وان يتم تعويضها على عدوانها على الشعب اليمني بتمليكها جزءاً من حضرموت وكل صعدة مقابل خسائر قتلها الآلاف من اليمنيين الأبرياء، وبدون ذلك ترفض كل الحلول ..
هكذا ستكون خارطة الطريق السعودية والتي تستخدم في صياغتها أقوى سلاح وهو (عاصفة الريال) والذي سيخرس أفواه أعضاء مجلس الامن ومن لف لفهم ، لاسيما وأن مؤامرة (خارطة الطريق) قد جرى (طبخها) في مكتب الامين العام للأمم المتحدة وسبق لمجلس الأمن أن رفضها..
إن المجتمع الدولي الذي رضخ بالأمس وقبل بأن يقايض الأمين العام للام المتحدة بان كي مون دماء اطفال اليمن بالريال السعودي ، جعل الشعب اليمني يفقد الثقة بالأمم المتحدة ويعد خارطة الطريق المرتقبة مجرد صفقة قذرة لن يقبل بها على الإطلاق خصوصاً وأنها أُعدت من قبل السعودية التي تقود العدوان على بلادنا وتفرض الحصار على شعبنا.
|