فيصل الصوفي - عشية أول يوم من رمضان، نهضت حكومة المملوك هادي الرياضية بالرياض، على عجل لتعقد اجتماعاً "استثنائياً"، حول فجيعة دخول السعودية نادي الدول والمنظمات المنتهكة لحقوق الإنسان، وقالت لأمين عام الأمم المتحدة إن السعودية تدخلت في اليمن "بطلب من الرئيس الشرعي هادي".. وهذه العبارة هي التي يكررها ناطق العدو السعودي عسيري، من أول أيام العدوان إلى اليوم.. يرينا الأمر مقدار فزع السعودية من أي مساءلة حول جرائمها في اليمن، رغم أن الأمم المتحدة لم تفعل أكثر من إدخال المملكة في القائمة السوداء لمنتهكي حقوق الطفولة في اليمن، وهو إجراء عادي، فكيف لو ارتقى إلى مستوى إحالة السعودية إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية؟ ويرينا الأمر أيضاً أن ارتهان المملوك هادي وحكومته للعدو السعودي، وصل مستوى افتدائه بأنفسهم! يا أمم، يا عالم، لماذا أدخلتم السعودية القائمة السوداء، بينما هي تبيض "بطلب من الرئيس الشرعي.."؟!
لقد مارست السعودية شتى صنوف الضغوط المالية والسياسية ضد الأمم المتحدة لكي تتراجع عن إدخال السعودية في القائمة السوداء لمنتهكي حقوق الأطفال، وهددت بحشد رجال الدين لكي يصدروا فتوى تصنف الأمم المتحدة عدواً للإسلام.. وقد استجاب الأمين العام بان كي مون لهذه الضغوط بدعوى أن السعودية سوف توقف مساهماتها في تمويل برامج الأمم المتحدة التي يستفيد منها ملايين الأطفال، ولذلك لا بأس من التضحية بأكثر من 500 طفل يمني قتلتهم السعودية.. ومع أهمية الضغوط السعودية، فأني لا أشك لحظة أن الأمم المتحدة تأثرت أيضاً بما نتج عن اجتماع حكومة المملوك هادي عشية أول يوم من رمضان، حيث أرسلت هذه الحكومة رسالة مفادها أن السعودية بريئة من قتل الأطفال اليمنيين الذين ذكرهم تقرير أمين عام الأمم المتحدة.. لقد كان المملوك هادي ووزراؤه يبررون للسعودية جرائمها، فارتقوا درجة في سلم العمالة والخيانة، وصاروا يدافعون عن جرائمها وينسبونها لغيرها، لكي تخرج من القائمة السوداء.. سوَّد الله وجوههم.. لكن قد هي سوداء من أول يوم عمالة وخيانة..
حكومة المملوك عقدت اجتماعاً "استثنائياً" لتبدي " انزعاجها الشديد واستغرابها" من وضع المملكة وحلفائها في القائمة السوداء السنوية للأمم المتحدة، لانتهاكها حقوق الطفولة في اليمن.. وتكلمت تلك الحكومة مثل العسيري ناطق العدو، لماذا أدخل الأمين العام للأمم السعودية في القائم السوداء؟ السعودية تحمي الشعب اليمني بطلب من هادي، تقرير بان كي مون معلوماته وأرقامه مغلوطة ومضللة، مستقى من "الميليشيات الانقلابية"!. وهكذا. وهكذا.. لقد صارت حكومة هادي الناطق الثاني باسم العدو، بعد ناطقه الأول عسيري، فكيلوا -بأمانة وديانة- اللعنات التي يستحقها هادي وحكومته، وأعطوهم حقهم وأوفوا الكيل، ولا تُخْسِروا الميزان.. حكومة وقفت مع السعودية ضد أطفال اليمن، وفُجعت تماماً مثلما فُجعت السعودية بتقرير بان كي مون، رغم أن تقرير هذا السيد زعم أن السعودية، قتلت 510 أطفال وأصابت 667 آخرين فقط، في حين أن القائمة بأعمال الممثل المقيم لمنظمة اليونيسيف ذكرت في مارس الماضي أن المنظمة تحقق في مقتل 800 طفل وإصابة 1180، وذلك في مؤتمر صحفي عقدته بصنعاء بعد مرور عام واحد من العدوان السعودي، أما الذي عندنا نحن اليمنيين فهو أن السعودية قتلت ما لا يقل عن ألفي طفل يمني، ولو نجت السعودية من جرائمها اليوم بفضل المال والتهديد بالفتوى الدينية، وبفضل شهادة حكومة هادي، فغداً لن تنجو من جرائمها.. زيدوا حكومة المملوك لعنة أخرى في هذه الليالي المباركة.
|