عادل الهرش - شدني الرحال الجمعة الماضية وقمت بالسفر الى الريف لغرض زيارة والدتي واخذ قسط من الراحة بعيدا عن ضجيج المدينة وصخب السياسة واجواء الحرب والعدوان على اليمن.
وصلت الى القرية واستقبلتني أمي التي أسأل الله ان يطيل في عمرها ويمدها بالصحة والعافية.
كانت والدتي في تلك الاثناء تحمل المذياع في يدها وتحاول من خلاله ان تسمع الاخبار فقامت فوراً بإيقافه وتوجهت لي بسؤالها عن حال الرئيس الصالح ولسان حالها لايتوقف منذ ان كنت طفلاً وبدأت أعي وأفهم الاشياء وهي تصدح له بالدعاء ليل نهار وعند كل صلاة الى الآن لأن والدتي لم تعترف بأحد من الحكام غيره ومازال في نظرها هو الرئيس..
لا أخفيكم شيئاً، ففي العام 2012م وعندما دعا فخامة الرئيس الصالح كل أبناء اليمن الى الخروج وانتخاب عبدربه منصور هادي خلفاً له في رئاسة الجمهورية وقتها كنت متواجداً بالقرية واستطعت ان اقنع عدداً من أهلي بالفار هادي لكي ينتخبوه إلاّ امرأة واحدة في قريتنا أبت ورفضت في ذلك اليوم أن تذهب الى المركز الانتخابي وتدلي بصوتها للدنبوع إنها أمي التي كلما كنت احاول أن اقنعها وأن اوضح لها بعض الاشياء وعن تنازل فخامة الرئيس الصالح عن السلطة كلما كانت الدموع تزداد وتنهمر من عينيها وهي تقول لي يا ولدي ستضيع اليمن من بعد الرئيس علي عبدالله صالح، قلبي يحس بذلك ان هادي بياع، هادي قتل أبناء الجنوب وهرب الى صنعاء فلا خير فيه اسمعوا كلامي أرجوكم ثم أكملت حديثها وقالت لي أنتم لم تعرفوا كيف كانت اليمن في عهد الامامة ثم بعد ثورة سبتمبر وفي عهدالرؤساء الذين تعاقبوا عليها من بعد ذلك يا ابني حال المواطن اليمني لم يستقر إلاّ في عهد الرئيس علي عبدالله صالح..
لم ينم المواطن اليمني البسيط قرير العين إلاّ في عهده..
لم تصل الطريق الى قريتنا إلاّ في عهده..
لم تحفر اول بئر لمياه الشرب لقريتنا إلاّ في عهده..
لم تصل الكهرباء إلاّ في عهده
لم ولم ولم.. استطيع أن اتذكر كل ذلك الكلام الذي حكته امي لي عن منجزات الرئيس الصالح حتى سكت أنا ونكست رأسي وانهزمت أمامها واحسست وقتها بالذنب لاني كنت قد انتخبت الملعون هادي
أكتب لكم هذا الكلام ليس مزايدة مني لأنها والدتي، ولكن هذا هو حال اغلب الفلاحين البسطاء في الارياف من الآباء والامهات..
هذا هو شعب الرئيس علي عبدالله صالح الذي يحبهم ويحبونه وهو منهم وهم منه برغم أنه لم يعرفهم وهم لم يعرفوه عن قرب إلا عبر التلفزيون أو يسمعوه عبر المذياع..
هذا هو حال تلك الشريحة من المجتمع التي لم تعرف السياسة او الحزبية او الاملاءات والتوجيهات والاغراءات التي تحصل في المدينة بين المتصارعين على كراسي السلطة والحكم..
هذا هو حال تلك الطبقة النقية الأفئدة وصافية القلوب التي تخلو من الغل والاحقاد..
هذا هو حال تلك الوجوه التي لاتفارقها البسمة والامل بالخير والانتصار والنهوض من جديد لأن جوهرها ممتلئ بالايمان بالله ورسوله وبحب اليمن وأهله..
هذا هو حال أؤلئك الصامدين في وجه العدوان المتحملين لقساوة الزمن وغلاء المعيشة وجور التآمر وبلاء الخيانة..
هذا هو الشعب اليمني الذي خرج في يوم 26 من شهر مارس الماضي في يوم الحشد الاعظم بميدان السبعين بالعاصمة صنعاء ليقف بكل شموخ وإباء وعزة في وجه أعداء اليمن..
هذا هو الشعب اليمني الذي خرج الى اوساطهم ومن اجلهم الزعيم الصالح في ذلك اليوم المشهود تقديراً واجلالاً واكباراً لهم..
ختاماً..
لي الفخر بك يا أبي المرحوم..
لي الفخر بك يا أمي الحبيبة..
لأنكم زرعتم في قلبي حب اليمن وأهله وقادته الاوفياء منذ نعومة أظفاري..
حفظ الله اليمن وأهله..
ومنصورون بعون الله..
|