مطهر الاشموري - < يلاحظ حتى المتابع العادي أن الأمم المتحدة أو الشرعية الدولية بقدر ما هي متورطة أو متواطئة مع العدوان السعودي فهي بمثابة متورطة أو متواطئة كذلك بالتبعية مع الارهاب في اليمن. ولذلك فهي لا تتحدث بل ولا تتعامل مع الارهاب في اليمن كما مع الارهاب في العراق أو سوريا مثلاً..
وها هو إرهاب القاعدة أو داعش أو أي مسمى يعيد السيطرة على جعار ومناطق من أبين بما في ذلك المؤسسات الحكومية وأقسام الشرطة وغيرها، ولكن ذلك كأنما لا يعني المندوب الأممي ولد الشيخ أو الأمم المتحدة، حيث الإرهاب في اليمن تحديداً هو سعودي المنشأ والبناء والتبني فكراً ومالاً وتمويلاً ويمثل أهمية للنظام السعودي أكثر من الجيش السعودي، فالارهاب والعدوان هو واحد وجبهة واحدة، ولذلك فمواجهة الارهاب والعدوان هو كذلك واحد وجبهة واحدة.
مشكلة هذا العالم والشرعية الدولية «الأمم المتحدة» كانت في حاجية أمريكا للإرهاب لتواجه السوفييت، فيما هي حاجية أمريكا والعالم الآن للإرهاب وللحرب ضد الإرهاب كأرضية لتنفيذ المشروع الأمريكي العالمي بالمنطقة، والنظام السعودي هو الأقدر على تلبية حاجية أمريكا للإرهاب لتحارب به السوفييت في افغانستان أو لينفذ من خلال تفعيله وتفعيل الحرب ضده كإرهاب مثل هذا المشروع العالمي.
فالحرب بالإرهاب هي حاجية مشروع أمريكي عالمي يواجه السوفييت في افغانستان، كما الحرب ضد الإرهاب هي حاجية مشروع أمريكي عالمي بالمنطقة، والسعودية كنظام هو بالإرهاب يخدم هذه المشاريع الأمريكية العالمية وإن اضطر بعد أحداث سبتمبر 2001م لشرعنة خافية أو يتم إخفاؤها لأدوار هذا النظام كنظام إرهاب للعالم ولكن أثقال هذا العالم ظلت ومازالت في حاجية استعمال «الإرهاب والحرب ضد الإرهاب» لصالح تفعيل صراعات أو مشاريع عالمية.
إذا الاخوان كانوا في محطة كما حرب 1994م مع النظام في صنعاء فأمريكا تفرض حظراً عسكرياً كاملاً وتمنع توريد أو وصول أي سلاح للنظام في صنعاء بحجة الإرهاب وعدم وصول السلاح لإرهابيين كما تزعم.
أما والاخوان باتوا مع النظام السعودي «العدوان والارهاب» في محطة 2015م فأحدث أسلحة أمريكا وأفتك أسلحة الجو والبر والبحر تصبح للإرهاب ومع الإرهاب الذي كان الذريعة والحجة لمنع توريد ووصول الأسلحة لليمن 1994م، وبالعكس فالشعب والبلد الذي يرفض ويحارب الإرهاب لا يكتفي بالإبادة الجماعية المباشرة ضده بل تمارس الإبادة الجماعية بحصار بري وبحري وجوي شامل يمنع حتى وصول الغذاء والدواء لهذا الشعب.
من الواضح جداً حتى للأعمى أن الحرب ضد الإرهاب لم يعد دافعها الإرهاب أو استئصاله بقدر ما هي حاجية لمشروع أمريكي عالمي كما كانت الحاجية من قبل للإرهاب ذاته، والنظام السعودي يلوي ذراع أمريكا ومن خلال ذلك الشرعية الدولية بهذه الحاجيات وكذلك بأمواله.
ولهذا فالشرعية الدولية كحرب ضد الإرهاب لم تعطل أو تضعف أو تميع إلا بقدر ما تصل أو تطال النظام السعودي بأي قدر وهي لم تعطل أو تميع وتضعف في أي بلد كما في اليمن ربطاً بالنظام السعودي في علاقته بالإرهاب وبالمشاريع والصراعات الأمريكية تحديداً.
المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية شن حملة على المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون وأهم ما قاله هو أن هيلاري سلمت العراق لـ«داعش» والنظام السعودي يموّل حملتها الانتخابية.
هو في هذا مارس الربط الواقعي بين الإرهاب والمال السعودي لأن «داعش» التي سلم لها العراق هي السعودية النظام حتى وهذا النظام بات يحرض على إخفاء هذه الحقيقة أو عدم الاعتراف بها بعد أحداث سبتمبر 2001م كما قبل ذلك.
العدوان السعودي على اليمن كان لتسليم واقع اليمن بالكامل لـ«داعش» ولو ذلك تحقق لوردت اليمن الى جانب العراق في حملة ترامب على هيلاري كلينتون!
|