عبدالله المغربي -
أربعة عشر شهراً او تزيد منذ ان تم تعيين المبعوث الاممي اسماعيل ولد الشيخ احمد في اليمن.. وطيلة هذه الفترة وهو يجري اتصالات وتواصلات ورحلاتٍ مكوكية بنية إيجاد حلٍ سياسي في اليمن يُنهي صراع حلفاء الامس خُصوم اليوم ويُوقف العدوان البربري على اليمن من قبل نظام آل سعود وحلفهم الذي استهدف وبكل وحشية آلاف الأبرياء ودمر مساكن الكثيرين وبث سمومهُ بكل مكان يطاله او يطأه مرتزقته، مانحاً بذلك اليمنيين كل اليمنيين من دون استثناء حتى أولئك المنتفعين منه والمطايا له ليُنهي بما يصنعه في بلد الحضارة يمن الايمان وموطن الحكمة كل مقومات الحياة ..
ومنذ ان تسلم ولد الشيخ مهمته كمبعوث للأمم المتحدة في اليمن كان الفار هادي يمثل حجر العثرة امام التغيير الرئاسي الذي كان يفترض ان يكون في العام 2014م بانتهاء فترة رئاسته التي حددتها مبادرة مجلس التعاون الخليجي.
ولان هادي ظل متشبثاً بسلطة الوهم التي كان على رأسها وكرسي الرئاسة بمنزله ظل وعلى مدى عامٍ او يزيد معرقلاً لكل ما حددت المبادرة إنجازه ليصل بذلك التعطيل الى ما سُمي بـ مؤتمر الحوار الوطني الشامل ، ولأن الوطن مُتمثلٌ لديه وامثاله بكرسي حكم وسلطة ووفرة مال فقد استمر في التمديد والمماطلة والتعهد والتسويف حتى أوصل الحرب وفتنة الاقتتال الى عاصمة اليمن وقلبها النابض صنعاء .
وبغبائه المعهود ظل متمسكاً بكرسي رئاسته المزعومة في مكتبه بمقر سكنه ومنزله الخاص حتى قُبض عليه وتم وضعه تحت الإقامة الجبرية.
لم يدرك القابضون عليه بنشوته لما صنعوه به فقد بدأ الفار حينها بالتخطيط للعب الدور المفضل لديه منذ عشرات السنين، ولخبرته ولما له من تجارب سابقات وباعٍ طويل في الوضاعة تمكن من الخلاص والفرار من قبضة القابضين عليه أكان ذلك بحيلةٍ منه او بخيانة احد القابضين والمحتجزين له..
بدأ رحلة الهروب حتى وصل الى عاصمة اليمن الاقتصادية وثغرها الباسم ، عاصمة الجمال وبها وكل اخواتها - محافظات اليمن - كان الامن والامان ، ليُدعو اليها عناصر التخريب أكانوا متشددين مكفّرين او عناصر قاعدية مفخخين، ولم ينسَ استضافة الدواعش من هم للرقاب ذابحين ، ولمّا كان القتال في اشُده ونار الحرب مستعرة وقبل ان يصل خصومه الى مخبئه قرر ان يتابع رحلة الهروب ومشوار الفرار ليصل الى الجارة والشقيقة سلطنة عُمان، ومن ثم السعودية ليرتمي بين احضان سلمان.
وحين فاق من سباته العميق بعد رحلة الهروب الطويلة سمع عن عاصفة الحزم بأوامر سلمان وعرف ان تحالف دويلات يقصف اليمن من صعدة الى همدان ومن أقصى عدن الى مران ..
ولمّا سمح له أربابه بالظهور لمرتزقته من على شاشة التلفاز بدى كقطٍ مُستأسد يهدد ومن باحة الفندق يتوعد .. الحرب مستمرة ، والتراجع ليس في قاموسه ، بالميليشيات سأُقاتل وبالقاعديين سأغتال والمفخخات أفجر وللفوضى سأكون الداعم والناشر وبالدواعش سيكون التواصل مباشر..
بميليشيات يُبقي الحرب وبعناصر مرتزقة يُشعل النيران ويزهق ارواح النساء والشُبان والأطفال، والموت يمنحه لأي إنسان ، وهادي ينام باطمئنان ويستمع لأغانيه التي يظن أنها حِسان، وبمن لا يعرفهم وبالمال المدنس يقتلهم وللمهلكة يقودهم يواصل هادي ما يتلذذ له ويهوى رؤيته حين تسيل الدماء وتتناثر الأشلاء وبجماجم المنتفعين هؤلاء، ويبقى الفار هادي منشغلاً في حساباته وأرصدته وأمواله، ويبقى المنتفعون من مملكة السعوديين في طابور اللجنة الخاصة واقفين كُلٌ منهم ينتظر تحصيل ما منحوه لإيداعه في رصيده البنكي وانتظار الوصل بما لديه من ثروة قد جمعها وأرباحٍ قد حصل عليها بخيانته للوطن وخنوعه لريالات آل سعود بأرخص ثمن ليظل المرتزقة هم الحطب لإيقاد نار الحرب وهم الضحايا بغبائهم والمنتحرون لإيمانهم بأن ما يصنعونه فرض عينٍ فرضه عليهم جلمودٌ هارب او مطية يتسكع في شوارع تركيا او فتوى شيخٍ أرعن عرف الجميع حقيقته وكشفت الايام عن مكره وعظيم خُبثه .
هادي ميتٌ سريرياً بالرياض، فلا شرعيةً يمتلك ولا قرار يمكن له اتخاذه وليس بيده حيلة سوى الشرعنة لأسراب الطائرات المُعتدية بالقصف والقتل واباحة السحل، وليس له من صنيع سوى ان يُعطي أساطيل السفن والبوارج ضوءاً اخضر لتبعث بصواريخها وتُدمر بهن ما يمكن لها ان تدمر، ويمنح كل المتربصين باليمن وشعبه الحق في حصاره وتجويعه والسعي لتجزئته وتقسيمه ..
هادي يقول وكل المرتزقة المقاتلين باسمه يؤكدون أنكم لا تُهمونه ولا تُمثلون شيئاً بالنسبة له وأمركم لا يعنيه فأنتم من ارتضيتم لأنفسكم الارتزاق فكنتم الوقود لحربٍ أشعلها الخونة والعملاء ودمارٍ لوطن وقتلٍ لشعب موله ودعمه نظام آل سعود الهالك والمندثر عما قريب بأفعاله في مواطن العرب القوميين والأشراف واصحاب الحضارات من بعيد الزمان ..
ومع مرور عامٍ وأشهر منذ ان شن التحالف بقيادة مملكة الشر ونظام الشرور حربه على اليمن، والفار هادي لا يزال على عهده ووعده لهم بمواصلة الاستئساد من على شاشات قنواتهم وفي مقابلات صحف مملكتهم ولقاءات وسائل اعلام دول التحالف معهم، متمسكاً بكرسيٍ قد اندثر وحكمٍ قد أفل، متشدداً في تطبيق قرارٍ دولي يُبقي على شعرة معاوية في إمكانية ان يمنحه ذاك القرار حق العودة ولو لساعاتٍ كرئيسٍ صوري من أحد اجنحة الفندق الذي يقطنه نفسه، مضيفاً وكما جرت العادة معه بأن الحرب مستمرة متوعداً الميليشيات بالسحل والتصفية وواعداً شعب اليمن الذي أباح دماء أبنائه وأرضه بأن يُعيد رفع علم الجمهورية في محافظةٍ ما يدَّعي انها خارج السلطة اليمنية، متناسياً ان ميليشياته يرفعون علماً قد انتهى وشعاراتٍ قد أفُلت منذ زمن مطالبين بما يخدم الأعداء والمستعمرين، ورافضاً الاعتراف ولو بأحقية عودتك كـ فارٍ الى قريتك..
انتهت سلطتك وبيديك وحقدك دمرت كرسي رئاستك وجعلت من ذكرك وتذكُرِ سيرتك حاضراً ومستقبلاً نقطة سوداء في تاريخ اليمن وذنباً عظيماً حين خرج الجميع ودعا لذلك والي أمرنا ليختاروك مرشحاً لهم ويتوافقوا لمنحك زمام الامر فيهم وينتخبوك رئيساً مؤقتاً لهم لتنهي ذاك الوضع المعقد الذي عاشوه، فتكشف لهم الايام انك أصل العقدة ومن مؤسسي تلك المعضلة وأوائل المشاركين والداعمين لفوضى الصهاينة الخلاقة، لذلك نحن اليوم نستغفر لذنبٍ قد اقترفناه وبأصابعنا عمّدناه، مؤكدين لك ولمرتزقتك وكل من معك أن الوطن بحرٌ لا يقبل الجثث الهامدة ولا النفايات والبقايا التالفة.. وبكل ثقةٍ بالله سنصمد وبما لدينا من الوسائل سنذود، وعن ارضنا وأعراضنا سندافع لنطهر التربة الطهور من دنس كل مرتزقٍ وعميلٍ فجور..