الميثاق نت: -
توفي العالم المصري-الأميركي أحمد زويل الحائز جائزة نوبل للكيمياء العام 1999 والذي فتحت اكتشافاته افاقا جديدة في الكيمياء وعلم الاحياء خصوصا مع تطبيقات على مجال الصحة، الثلاثاء في الولايات المتحدة عن 70 عاما.
وقد نعت الرئاسة المصرية في بيان مساء الثلاثاء "ببالغ الحزن وعميق الأسى العالم الجليل الدكتور أحمد زويل، الذي وافته المنية اليوم (الثلاثاء) في الولايات المتحدة".
وأضاف البيان أن "مصر فقدت اليوم ابنا بارا وعالما نابغا بذل جهودا دؤوبة لرفع اسمها عاليا في مختلف المحافل العلمية الدولية، وتوجها بحصوله على جائزة نوبل في الكيمياء العام 1999 تقديرا لأبحاثه في مجال علوم الليزر واكتشاف الفيمتو ثانية".
وذكرت وسائل الاعلام المصرية ان وصية زويل كانت ان يدفن في مصر وتنفيذا لرغبته هذه سينقل جثمانه من الولايات المتحدة. الا ان موعد وصول جثمانه وتشييعه في القاهرة لم يعلن بعد.

ولد زويل في 26 شباط/فبراير 1946 في دمنهور، كبرى مدن محافظة البحيرة في دلتا النيل (قرابة 150 كيلومترا شمال القاهرة)، ودرس في مدارس حكومية قبل ان يلتحق بكلية العلوم في جامعة الاسكندرية التي تخرج منها العام 1967.

وعمل زويل في سلك التدريس في جامعة الاسكندرية نفسها، ثم سافر الى الولايات المتحدة حيث حصل على درجة الدكتوراه في علوم الليزر في العام 1974، وعمل باحثا في جامعة كاليفورنيا ثم انتقل بعد عامين للعمل في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (كال تيك). وهو يدير في هذا المعهد منذ العام 1990 مختبر العلوم الجزيئية ومركز الابحاث متعدد الاختصاصات.

وحصل زويل في العام 1982 على الجنسية الأميركية.

وهو فاز العام 1999 بجائزة نوبل للكيمياء بعدما نجح بواسطة ليزر فائق السرعة في تصوير ذرات جزيئية تتحرك خلال عملية تفاعل كيميائي.

وهو من بين اربعة مصريين فازوا بجائزة نوبل الى جانب الرئيس انور السادات في السلام في العام 1978 والاديب نجيب محفوظ في الأدب في العام 1988 ومحمد البرادعي في السلام في العام 2005.

عاد احمد زويل الى مصر بعد ثورة 25 كانون الثاني/يناير 2011 التي أطاحت حسني مبارك وايقظت احلام الديموقراطية لدى كثير من المصريين، وقال انه يفكر في خوض اول انتخابات رئاسية بعد الثورة، الا ان القانون الذي صدر لتنظيم هذه الانتخابات حظر ترشح مزدوجي الجنسية فعاد مجددا الى الولايات المتحدة. لكنه كان يتردد كثيرا على مصر حيث كان بدأ في تأسيس جامعة للعلوم والتكنولوجيا لكنها تعرضت للكثير من المشكلات الادارية والقانونية.

-الفيمتو ثانية -

وساعد زويل ببراعة في تطوير وتشكيل ما يعرف باسم "الفيمتو ثانية" وهي وحدة زمنية تخطت حاجز الزمن العادي وتعادل واحد على مليون من البليون من الثانية.

وهو مجال تتقاطع فيه الكيمياء والكيمياء الفيزيائية. وهو الاكتشاف الذي مكن من متابعة عمليات التفاعل التي تدور في اصغر الجزيئات الكيميائية والبيولوجية والتدخل فيها لتعديلها.

وفتح ذلك آفاقا جديدة في مجال الكيمياء، وعلم الأحياء وعلم الصيدلة لتطوير التفاعلات الكيميائية والكيميائية الحيوية بشكل أكثر كفاءة وأكثر انتقائية ما ساهم في احراز تقدم في مجال الصحة.
وحصل زويل على اوسمة عدة في بلده مصر التي منحته قلادة النيل اعلى وسام مصري في العام 1999 كما حصل على الدكتوراه الفخرية من اكثر من جامعة في الولايات المتحدة وبريطانيا (اكسفورد) وسويسرا (لوزان) وبلجيكا (لوفان ولييج) واستراليا (سوينبرن) وكندا (نيو برونزفيك) وايطاليا (لا سابينتسا).
وكان عضوا في الكثير من الاكاديميات لا سيما "ناشونال اكاديمي اوف ساينسز" و "اميريكن اكاديمي اوف آرت اند ساينسز" و الاكاديمية الملكية للعلوم والاداب في الدنمارك.
وفاز بجوائز عالمية عدة من بينها جائزة وولف العام 1993.
واعتبر المتحدث باسم مجلس الوزراء المصري السفير حسام قاويش في تصريحات للاعلام المحلي ان زويل كان "خير سفير" لمصر، مشيرا إلى أن الحكومة تدرس "كيفية تكريمه بشكل يليق باسمه".