محمد انعم -
< تعيش مصر.. أم الدنيا.. مسقط رأس أعظم القادة في التاريخ من سعد زغلول إلى عرابي إلى عبدالناصر.. هيكل.. شوقي .. نجيب محفوظ.. زويل .. ومئات الأعلام والرموز الحاضرة في الوجدان العربي والعالمي ممن أنجبتهم مصر، أسوأ مرحلة في تاريخها على الاطلاق..
فما تواجهه شعوب الأمة العربية من العراق إلى سوريا وليبيا واليمن والصومال وغيرها من مؤامرات وعدوان خارجي ، هو بسبب السياسة الكارثية التي تنتهجها مصر و تستهدفها اولا بعزلها عن محيطها وتدمير القلاع التي تحمي امنها القومي ..
اليوم ، كل شيء يتهاوى لأن مصر تضرب تحت الحزام ، وشعبها العظيم تكاد تخنقه الأزمات التي تزداد اشتعالا ولا يمكن ان تخمدها اموال السعودية ودول الخليج ، بل ستزيدها اشتعالا لا سيما وان التغلغل الوهابي سيفجر وحدة المجتمع المصري ولو بعد حين بعد ان فتح الرئيس السيسي الباب على مصراعيه لهذا الفكر التكفيري ..
للأسف لم يكتف السيسي ببيع الجزر المصرية والأزهر الشريف للسعودية بل باع دماء عشرات الالاف من ابناء الشعب المصري الذين ذبحتهم السعودية في ارض اليمن ..كما باع ايضا مكانة مصر العربية القيادية والريادية في الشرق الأوسط وحولها إلى ذيل تابع للسعودية..
اليوم.. ضاعت مصر.. توقف قلب العروبة عن النبض ، وصار مجرد الة حاسبة لعد النقود ..وحَّولها السعوديون من دولة إلى مجرد دويلة تؤدي دور جارية في قصر وهابي قذر .. فقد اوصلوا نظام السيسي إلى أن يقوم بإعلان بيع الهوية المصرية في المزاد .. الهوية التي ظلت الشيئ المقدس ومصدر فخر واعتزاز ابناء الشعب المصري.. يعرضها السيسي بثمن بخس مقابل حفنة من المال المدنس.
ومن انعكاسات هذا الانحطاط والسقوط قيام السفير عمرو أبو العطا مندوب مصر في الامم المتحدة في جلسة مجلس الأمن ببيع مصر الدولة والتاريخ والمكانة طمعاً بالمال السعودي المدنس .. فعلى الرغم من الامنا جراء قصف الطيران السعودي والمصري لأطفال ونساء اليمن ، لكننا شعرنا بألم اكثر عندما وجدنا سفير مصر يقف مهانا ومذلا امام العالم في مجلس الامن وهو يدافع بشكل رخيص ومبتذل عن جرائم السعودية وكل من حوله ينظرون اليه بسخرية واحتقار وهو يؤدي دور سمسار وقح يتاجر بمواقف مصر وشعبها العظيم بشكل مخجل ..
يثق الشعب اليمني ثقة مطلقة بعظمة الشعب المصري وعروبيته ..فهذا الشعب قوي وحر وابي وشجاع وكريم وعزيز ولا يمكن ان يمثله امثال هؤلاء المسؤلين الذين خرجوا من تحت المعطف الوهابي المجردين من القيم والاخلاقيات والحاقدين على مصر مثل حقدهم على اليمن ..فهم يدركون ان ثمة قواسم مشتركة تجمع اليمنيين والمصريين الذين تصدوا للفكر الوهابي عندما كانت هذه الدعوة محاصرة في نجد ودكها محمد علي باشا بخير اجناد الارض كما صدت جبال اليمن تمدد هذا الفكر في الجزيرة العربية ..
حقيقة ان مصر تتعرض لمؤامرة سعودية اخطر من العدوان الذي تتعرض له اليمن ..ويكفي ان كل شيئ عظيم في مصر يتعرض للبيع باساليب انتقامية حاقدة و لم تعد تملك مصر إلا الاهرامات وسينسفها الدواعش الذين تمولهم السعودية وبقية دول الخليج في سيناء ؟