استطلاع: عبد الكريم المدي - أكد عدد من السياسين والأكاديميين والناشطين أن الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الأميركية يتحمل المسؤولية الأخلاقية والقانونية حيال الجرائم التي يرتكبها التحالف السعودي العدواني في اليمن.
مؤكدين لـ«الميثاق» أن هناك مشاركة مباشرة في العدوان المستمر منذ عام ونصف على الشعب اليمني ودوراً ودعماً معلناً أمريكياً، بريطانياً، فرنسياً مقدماً للسعودية بشكل أو بآخر، سواء من خلال بيعها الأسلحة، أو تقديم المعلومات والخرائط والاحداثيات ، اضافة إلى تزويدها بالخبراء وخاصة فيما يتعلق بإدارة غرف العمليات وتدريب مرتزقة تحالف العدوان السعودي والتستر على جرائمه في مجلس الأمن..والخطة التي قدمها ولد الشيخ على انها أممية، بينما هي سعودية تهدف إلى تعطيل أي حل سياسي.. فإلى الحصيلة :
قال المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية في جامعة صنعاء الدكتور عادل عبدالحميد غنيمة:
لاشك أن الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وفرنسا مشاركة في العدوان الذي تشنه السعودية على اليمن من خلال الدعم اللوجيستي ، وكذا تقديم الأسلحة والذخائرالمحرمة دولياً، إلى جانب مشاركتها بعدد من الضباط لإدارة غرف العمليات التي تحدد مواقع القصف عبر الأقمار الصناعية وإمداد طائرات دول العدوان بالوقود في الأجواء اليمنية، ولذك فإنها تعتبر من الدول المسئولة مسؤولية مباشرة عن جرائم الحرب في اليمن، لاسيما بعد اعتراف المسئولين البريطانيين والامريكيين امام برلماناتهم بالمشاركة في العدوان لوجيستياً، لافتاً إلى أن قوانين بلدان الغرب تمنع تقديم الأسلحة والذخائر اذا ما ثبت أن الدولة التي تشتريها ترتكب جرائم حرب ،وهذا ما تقوم به الآن السعودية التي تتزود بهذه الأسلحة من أميركا وبريطانيا ..
وأوضح الدكتور عادل غنيمة لـ«الميثاق» أن منظمة العفو الدولية سبق وأن حذرت أمريكا وبريطانيا ودول أوروبا بوقف بيع الاسلحة للسعودية وقد استجاب لتلك التحذيرات البرلمان الأوروبي، بينما رفض الكونغرس الأمريكي وقف بيع الاسلحة ولم تلتزم - أيضاً- بريطانيا وفرنسا بالحظر الأوروبي لأنه غير ملزم للانظمة السياسية .
مشيراً إلى أن الدول الغربية استفادت مادياً من خلال بيع الأسلحة للسعودية والإمارات وإيجار الأقمار الصناعية وطائرات الوقود، وهذه من الأسباب التي تدفع أمريكا لإفشال جهود أي حل سياسي في اليمن من خلال دعم المبادرة السعودية غير المتوازنة وإرغام ولد الشيخ على طرحها في الكويت كمبادرة من المبعوث الدولي.
قال الدكتور محمد السنفي:
الغرب الذي ينافح بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ، ويحتل الشعوب ويدمرها تحت هذه الشعارات واليافطات، كما هو متورط فيما يحدث في بلادنا ومشارك ومتواطىء مع تحالف العدوان السعودي الذي يقدم له السلاح والخرائط والخبراء وانتهاء بحمايته لدى المنظمات الحقوقية والأمم المتحدة ومجلس الأمن، مشيراً في تصريح لـ«الميثاق» إلى أن لغة المصالح وصفقات الأسلحة واللوبيات التي تستفيد من هذه الصفقات هي المتحكمة بالقرار لدى تلك الدول وعلى رأسها أميركا وبريطانيا.. مضيفاًِ: وهذه الدول تعتبر نفسها فوق الجميع وفوق القانون ولا يستطيع أحد محاسبتها على أي عمل أو جريمة تقدم عليها أو تتسبب بها.
وأوضح أنه من خلال ما يجري في بلادنا وفي وفلسطين يتضح جلياً أن أمريكا وبريطانيا وإسرائيل والغرب عموماً دول فوق القانون، وحينما تجد أن القانون قد يؤثر على مصالحها هنا أو هناك إما تقوم بانتهاكه على الملأ، أو صياغة قانون جديد يخدمها ويطبق على غيرها من الدول الأخرى.
وقال: لقد علمتنا التجارب والأحداث أن الرأسمالية متوحشة لاتؤمن بالقوانين ولا تطبقها إلا على البسطاء، أما الدول العظمى فقانونها رأس مالي قذر والمصلحة هي جوهرمبادئها ومصدر تحركاتها، وإن كانت تأتي من دولة دكتاتورية ونظام قمعي فإنها تقيم معه أقوى العلاقات وتتعامى عن جرائمه وبطشه، وما يجري بحق الشعب اليمني اليوم من قبل التحالف السعودي العدواني الإرهابي الباغي إلا نموذج بسيط على بشاعة الرأسمالية والأنظمة الغربية المتوحشة.. ففي سبيل تحقيق المصالح الغربية لا مشكلة أن تقوم السعودية بقتل وتجويع وحصار وانتهاك حق الشعب اليمني في الحياة.. وحل أزماتها، تحت أي ذريعة ، قد تأتي بذريعة استعادة الشرعية كما يجري معنا واحياناً تحت ذريعة محاربة القاعدة والإرهاب، ومرة بحجة الحفاظ على الديمقراطية،وهكذا ..
ويختتم الدكتور السنفي: أمر تورط اميركا وبريطانيا وفرنسا وغيرها بجرائم النظام السعودي في اليمن لا يحتاج إلى توضيح ،وسوف يستمرون في هذا النهج ، ولن يوقفهم إلا صلابة وصمود الشعب اليمني وقبل ذلك إيمانه الواثق بنصر الله وتوفيقه.. وهو القائل: (إن ينصركم الله فلا غالب لكم) صدق الله العظيم.
وتحدث الكاتب والناشط السياسي خالد جبرة قائلاً:
دون أدنى شك أن أمريكا وبريطانيا وفرنسا شركاء رئيسيون فيما يرتكب في حق هذا الشعب الأعزل الذي أنهكته الأزمات والصراعات، فالسعودية هي ليست سوى مخلب من مخالب الدول العظمى التي نجحت في إقناع السعودية بابتلاع الطعم بعدما صنعوا لها الذرائع حتى تحولت إلى أداة منفذة لأجندة مرسومة ومعدة سلفاً قائمة على خلفيات ومواقف وتوجهات سياسية لعدد من البلدان وقادتها الذين يمتلكون نزعة قومية عربية رافضين للتبعية المطلقة والوصاية العمياء والذين دفعوا ثمن مواقفهم ولاءاتهم ورفضهم للوصاية باهظاً.
ومن حيث نوع الدعم فهو على كل الأصعدة، ناهيك عن أنهم من يديرون رحى الحرب عسكرياً وسياسياً من خلف ستار، وتسترهم على الجرائم التي تُرتكب ضد اليمنيين أمر مؤكد لأنهم ليسوا من سيغضون الطرف عنها فحسب بل سيعملون بكل إمكاناتهم على طمس تلك الجرائم وإخفائها قسراً لأنهم شركاء حقيقيون وفاعلون وأصحاب السبق، فالحرب حربهم وإن أظهروا خلافا مع السعودية أحياناً أو أبدوا تخوفهم وقلقهم الدائم من الوضع في اليمن .
أو كما ظهر وزير خارجية بريطانيا ذات يوم يقول بأن السعودية ترتكب جرائم حرب في اليمن فكون المملكة بغباء حكامها الذين يحكمون من غرف الإنعاش صدقت الذريعة المصطنعة ووقعت في فخ ومستنقع اسمه حرب اليمن فهي كذلك من ستدفع فاتورة الحرب شاءت أم أبت وإن حاولت الامتعاض من أثقال تلك الفواتير بين الفينة والأخرى فلزاماً ابتزازها بتصريح هنا أو هناك لتبرئة ساحة تلك الدول ومن ثم ابتزازها ليتم تسديد ثمن المواقف والسكوت عن الجرائم التي تُرتكب مع أنها صناعتهم وهم مرتكبوها.
ولو كان ثمة منظمات شفافة ومحايدة ونزيهة لا تُشترى بالمال أو تخضع لدول هي شريك رئيس في الحرب لكشفت حقائق خطيرة وحولت أمريكا وبريطانيا وفرنسا ومملكة النفط وكل من تحالف معهم إلى محكمة الجنايات الدولية.
قال الدكتور فتحي السقاف:
أميركا والغرب عموماً شاركوا في العدوان على اليمن ، ويكفينا الاثبات على ذلك أن إعلان الحرب على اليمن في 26 مارس جاء من خلال السفير السعودي حينها عادل الجبير في واشنطن وهذا دليل كافٍ على قوة الدعم الذي قدمته لهم واشنطن.
ناهيك عن بيعهم الأسلحة وتحديداً الصواريخ والقنابل الذكية التي تستخدمها طائرات السعودية وتحالفها والتي قتلت وجرحت إلى اليوم أكثر من (30000) مدني نسبة كبيرة منهم نساء وأطفال ، وبالتالي فإن هذا وغيره يجعل أمريكا وبريطانيا مسؤولتين جنائياً عن الجرائم المرتكبة في اليمن ومشاركتين رئيسيتين في الحرب الإجرامية والتي ترتقي في معظمها إلى أن تكون جرائم حرب بحق الإنسانية.
ومضى السقاف قائلاً لـ«الميثاق»: علينا هنا أن لا ننسى السياسات الإجرامية التي قام بها الاستعمار البريطاني الغربي في بلادنا منذُ القرن التاسع عشر ، حينما كان اليمن في عيش رغيد من ظفار وحتى نهر الأردن ، وعندما جاء الاستعمار البريطاني بدد ذلك الاستقرار وقسم اليمن الكبير وأوجد مايسمى بالكيان السعودي وجعل منه بالفعل، العدو الطبيعي اللدود لليمن ،.
ومن يومها وهو يتآمرعلى اليمن ويدمره ،إلى أن وصل به الحال لشن حرب مباشرة عليه، بدعم وحماية من قبل الغرب وعلى رأسه أمريكا بريطانيا وفرنسا والحركة الصهيونية .فجميع هؤلاء شركاء في العدوان.
مشيراً إلى أن هذا دليل على تورط دول الاستكبار العالمي بالإضافة إلى الصمت تجاه مظلومية اليمن التي ربما أنها لم تحصل في تاريخ البشرية، وبذلك فالمسئولية مؤكدة عليهم جميعاً السعودية ودول التحالف فإلى الجحيم.. كله اليمن منتصر والنصر قادم لامحالة.. والرحمة للشهداء والخزي والعار للعملاء.. تحيا الجمهورية اليمنية.
|