عبدالله الصعفاني -
أنت ترأس إحدى الصحف الصادرة عن المؤتمر الشعبي العام.. إذاً أنت مظلوم.. يحيط بك الغبن من القريب قبل البعيد.. ^ إذا رفعت سقف الجرأة في الطرح فأنت تسير على خطى صحافة المعارضة التي تحولت الى مجرد صفحات للحوادث وسرادقات لطم وبكاء حتى في بيت الفرح. واذا تمترست دفاعاً عن الحكومة والحزب والباحثين عن الاضواء فأنت لا تلامس أوجاع القارئ ولا تدغدغ عواطفه وصحيفتك لا تسوق كما يجب بل وحائرة في مداخل الفروع. أما اذا كنت موضوعياً وتناولت النصف الفارغ والنصف المملوء فأنت شخصية رمادية تمسك العصا من المنتصف!! ^ وفي موضوع العصا بالذات.. ما العيب في أن تمسك بها من المنتصف.. ولم لا يمسك المؤتمري بالعصا من المنتصف والحزب وسطي.. متوازن.. والميثاق يؤكد أن التعصب لا يثمر إلا الشر.. ما المانع أن تقول رأيك في الأبيض والأسود بمنتهى الموضوعية ثم لماذا يتحدث البعض عن العصا في معرض تقييمه للمواقف. إذاً.. أنت شديد الشبه بذلك الإمام الذي أخطأ في الصلاة فنبهه المصلون قائلين »سبحان الله« فأخذ يحاول التصحيح ركوعاً وسجوداً دون فائدة فلم يجد بداً من القول: ماذا أفعل؟ هل أنام؟ ^ وفي ضوء معرفتي بظروف من يعمل في موقع رئيس التحرير أشعر بالاشفاق على المغادر والقادم والمتربص بالموقع لأن الارضاء لن يدرك حتى اشعار آخر. ^ وإذا كان من عيوب المؤتمر الحاكم أنه لا ينصف العاملين في اعلامه ويعتبرهم في الجيب منشغلاً بالآخرين إن جاز هذا التعبير، إذا كان من عيوبه أنه يوكلهم الى الغيب دونما اعتبار للعلاقة بين المقدمات والنتائج. فإنه والشهادة لله حزب يرعى الديمقراطية داخله ولا يصادر الآراء.. ويحترم القناعات وباستثناء تغيير وتدوير رؤساء التحرير دونما دراسة فإنه لا يضيق بآراء الصحفيين الذين ينتمون اليه بالبطاقة الحزبية أو حتى أنصاره من الوسطيين المتوازنين غير المؤمنين بالتخندق الحزبي دون أن يثنيهم ذلك عن تعميق قناعتهم بأن المؤتمر هو حزب الوطن وفارس التحولات الكبيرة. ^ منذ نشأة المؤتمر حتى الآن لا أذكر على الاطلاق أن قيادياً كبيراً أو متوسطاً في الحزب أو الحكومة قال لي: لماذا كتبت أو لماذا لم تكتب؟!! وهي ميزة أرجو أن تستمر حتى يحافظ المؤتمر على ميزة مهمة من خصائص الايجابية التي تعبر عن روح رئيسه وقائد الوطن الرئيس علي عبدالله صالح. ^ واستناداً على هذه الروح اسمح لنفسي هنا بمناقشة حكاية المؤتمر مع رؤساء تحرير الصحف الصادرة عنه وتحديداً »الميثاق، و٢٢ مايو«. فعلى كثرة التغيير والتدوير فقد غاب عن الاذهان أن مشكلة إعلام المؤتمر ليست بالمطلق في رئيس تحرير الصحيفة.. هل يستمر أم يغادر أم ينقل الى وسيلة اخرى ليأتي آخر محله. المشكلة إن لم أخطئ هي في نقاط أخرى واضحة ولا تحظى بالملاحظة من المعنيين بقراءة أحوال صحافة المؤتمر.. إن الخلط في اختيار العاملين بين دور المؤتمر الاجتماعي وبين شروط نجاح الدور الاعلامي بما يتطلبه من اقتراب أكثر من التفاصيل المهنية بمعناها الاحترافي.. وحينما يتماهى الخط الفاصل بين الموظفين والصحفيين يطغى العدد على النوع والكم على الكيف. ^ موضوع آخر.. كثيراً ما يدور الكلام همساً حيناً وتصريحاً في آحايين على أن من يأخذ مواقف سلبية وغير موضوعية من المؤتمر وحكومته كثيراً ما يحظى بالعناية حتى وهو يمارس أقصى درجات الابتزاز غير المحمود وهو ما يفسر كثرة المؤتمريين المحايدين في مواقف تتطلب الايجابية خاصة عندما تتجاوز المواقف الكيد بين الأحزاب الى أمور محرمة كمحاولات النيل من الوحدة أو الجمهورية أو الدستور.. هذه مجرد اشارة ليس أكثر حيث يحتفظ الاعلاميون بحكايات بعضها صحيح والآخر شائعات حول مظاهر استقطاب ثبت أنها شديدة الشبه بالحراثة في البحر.. أو البناء بالرمل. ^ والغريب أن المسئولين التنظيميين المتعاقبين على الجانب الاعلامي لم يكلفوا أنفسهم بأية درجة مهمة الالتفات الى أمور هي في صميم عملهم. والنتيجة هذه المناسباتية التي تجعل اعلام المؤتمر لا يعبر عن المكانة الحقيقية والرصيد الكبير للمؤتمر الشعبي العام في مسيرة العمل الوطني والوحدوي العام.. فهل مبادرة المناسبات تكفي أو تبني أو حتى تؤسس؟!! ^ وغير خافٍ ما يلاقيه رؤساء تحرير الصحف من عناء التحول الى مشارعين بحثاً عن مستحقات عاملين أو إمكانات لتسهيل مهمة القيام بعمل ناجح وواضح ناهيك عن نظرة شك لا يجب أن تستمر على قاعدة: »اعطي الثقة كاملة وحاسب بصورة كاملة أيضاً«. ^ ولعل مرد الخلل الاعلامي وجود خلل تنظيمي أشار إليه أمين عام المؤتمر الشعبي العام الاستاذ عبدالقادر باجمال في حديثه المثير الى صحيفة »الغد«: »تنمو حول المؤتمر فطريات مع كونها أقل خطراً«. وقوس آخر: »نريد أن نتعود على المبادرة، والمبادرة لا يفعلها إلاّ محترفون والمؤتمر الشعبي العام مايزال في طريقه الى الاحتراف.. لم يحترف بعد«. ^ وعودة الى كثرة التغيير والتدوير للأسماء أقول: إنه يذكرني بذروة الطفرة النفطية في الخليج حينما كان المدربون البرازيليون الكبار يتغيرون عقب كل مباراة.. بينما قد تكون المشكلة في اللاعب أو الاتحاد أو سوء توظيف الامكانات أو في هذه الأمور جميعاً.. ورمضانكم كريم.