محمد علي عناش -
يحاول مرتزقة العدوان عبر إعلامهم المضلل أن يعملوا عملية تجميل لوجه السعودية المشوه وأن يخفوا علاقتها بالتنظيمين الإرهابيين للقاعدة وداعش وهي ثابتة وراسخة رسوخ الجبال وأصبح يدركها الجميع بالأدلة والشواهد الكثيرة والمتراكمة منذ عقود عدة ومايقوم به إعلام تحالف العدوان ومرتزقته من محاولات فجة لطمس هذه الحقيقة وإلصاقها بطرف آخر كإيران مثلاً- خاصة بعد العملية الإرهابية الأخيرة التي قام بها انتحاري في محافظة عدن مستهدفاً مركز تجنيد مرتزقة للقتال في حدود السعودية- لن يجدي نفعاً ولن تُبرَّأ ساحة السعودية وتورطها في ملف الإرهاب ودعم التنظيمات الإرهابية حتى ولو حاولت السعودية افتعال عمليات إرهاببة داخل الحرم المكي والمدينة المنورة، فما بالك بالتضحية بستين مجنداً كانوا سيذهبون للقتال في حدودها.
ومثل هذه الترهات والمحاولات البائسة التي لا تستند للمنطق ولا يقبلها عقل وتدحضها الشواهد والدلائل التي تدين السعودية، ستواجه بالسخرية والاشمئزاز من أصدقاء السعودية قبل أعدائها.. المرشح الأمريكي الجمهوري ترامب سفيلد البند الأول والرئيسي في برنامجه الانتخابي هو مكافحة الإرهاب ودائماً في كل لقاءاته وتحركاته يركز على هذه المسألة التي تكاد تكون هي الركيزة الأساسية لشعبيته المتنامية..
وهو عندما يتكلم عن الإرهاب لا يعطي اعتبار لأي حسابات أخرى ولذا يتهم السعودية علانيةً وبكل وضوح أنها وراء الإرهاب والاضطرابات في العالم بشكل عام، والشرق الأوسط بشكل خاص، وأنها هي من صنعت القاعدة ثم داعش وهي من تموله وتدعمه وتوفر له المرجعية الفكرية المتطرفة في إشارة للوهابية المتطرفة التي تنشرها السعودية في كل أرجاء المعمورة، ولا يقف موقفه عند هذا الحد بل ويتوعد السعودية بأنه سيوقفها عند حدها ويخلص العالم من شرورها، متهماً في نفس السياق الديمقراطيين بتواطؤهم مع السعودية وعلاقتها بالتنظيمات الإرهابية، واصفاً السعودية بأنها مجرد بقرة حلوب متى ما جفت سيتم حرقها.. السعودية مرعوبة من ترامب ومن خطورة ما يطرحه ويتوعد به، ولذا نزلت بقوتها المالية في الساحة الانتخابية لتمويل الحملة الانتخابية لمرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون.. أطروحات إعلام المرتزقة البلهاء لن تغير في الموقف العالمي تجاه السعودية إلا انها تثير السخرية، ففي الوقت الذي لا يستطيع فيه الفار هادي وأعضاء حكومته الإقامة في محافظة عدن أو أية محافظة جنوبية أخرى باعتبارها محافظات محررة كي يمارسوا شرعيتهم كما يزعمون من هناك، يتكلمون عن الإنجازات التي يحققها جيشهم الوطني في محاربة الإرهاب في ظل استمرار العمليات الإرهابية والاغتيالات شبه اليومية التي تنفذها عناصرالقاعدة وداعش.
وفي كل مرة يبرز هذا الإعلام الساقط والمستأجر ليوجه أصابع الاتهام للزعيم علي عبدالله صالح الذي لا يريد لهذه المحافظات أن تنعم بالأمن والاستقرار- حسب وصفهم وبيانات ردود أفعالهم على هذه الحوادث الارهابية، وهي نغمة يرددها بشكل موحد كل جوقة مرتزقة العدوان من أقصى اليمين حتى أقصى اليسار، من الحميقاني حتى ياسين نعمان، حتى من كان الى الأمس القريب عند نعال صالح كنجيب غلاب وبن دغر، وجميع هؤلاء قابعون في فنادق الرياض، كما يردد هذه النغمة ذيول العدوان في الداخل من يضعون ويرسمون الاحداثيات لطائرات تحالف العدوان.. غير أن الحوادث تتوالى لتؤكد حجم التضليل والكذب الذي يمارسه هؤلاء عن تحرير المحافظات الجنوبية التي أصبحت مرتعاً خصباً وساحة مفتوحة تتحرك فيها الجماعات الإرهابية، التي أصبحت تهيمن على مساحات شاسعة من هذه المحافظات، وما يحدث من عمليات إرهابية هو في حقيقته صراع نفوذ داخل الجماعات والكيانات التابعة لتحالف العدوان بما فيها القاعدة وداعش التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالطرف السعودي الذي لا يريد أي ترتيب للوضع في هذه المحافظات في غير صالحه أو لا يتحكم في مفاصله وأدواته الفاعلة والمسيطرة، والسعودية لا تمتلك من أدوات وأذرع سوى القاعدة وداعش وميليشيات مرتزقة،.
ولذا فالاغتيالات التي طالت قيادات في الحراك الجنوبي وقيادات عسكرية ومدنية موالية لأطراف أخرى في تحالف العدوان تندرج في هذا السياق من صراع النفوذ.