حسين حازب - وأنا أفتش مذكرتي اليوم وجدت هذه الخواطر التي كتبتها في مذكرتي يوم تم إنزال صورة الزعيم علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الأسبق- رئيس المؤتمر الشعبي العام- من على سد مارب واستبدالها بصورة احد شيوخ الخليج والعلم الإماراتي والسعودي والبحريني في مثل هذا اليوم 12 أكتوبر من العام الماضي.. ولم أتمكن من نشرها في حينه لانقطاع النت ذلك اليوم..
أنقلها لكم اليوم كما هي:
((مهلاً.. مهلاً.. يا قوم..
لن تطمسوا تاريخه او تقللوا من زعامته ومكانته..
مهلاً يامن تتباهون بإنزال صورته من على احد منجزاته، وتستبدلونها بعلم دولة غازية ومعتدية..
مهلاً يا قوم حتى يسجل التاريخ هذه اللحظة التي لا تطول لحية ولا شارباً..
مهلاً يا قوم فنحن لا نرى الزعيم علي عبدالله صالح في صوره الموجودة هنا أو هناك..
ولا نراه في هذه الصورة التي تطلقون عليها الرصاص وتسحبونها بسيارة، وتتباهون بذلك امام تلفزيونات المعتدين ..
نحن نراه ونتدكره في مكان الصورة التي نزعتموها من على سد مارب..
نحن نراه ونذكره في السد الذي لا تستطيعون أن تسحبوه بالسيارة التي سحبتم بها الصورة، حتى لو تم تفجير السد بقنبلة نووية..
فنحن سنظل نراه في مكان السد الذي أعاد بناءه ليربط الماضي بالحاضر والمستقبل ..
نحن نراه وهو يقف في مواجهة العدوان في عاصمة اليمن الموحد ووسط شعبه ووسط ركام ما يتم تدميره من المنشآت والمنازل والمؤسسات المختلفة بصواريخ وطائرات من ترفعون أعلامهم على سد مأرب والبلق..
نحن نراه شامخاً كالبلق وجبل هيلان وجبل السحل وجبل يثووب وحمراءالجبل وجبل صلب وجبل يام والكفي وحيد الطيال وحيدالقويم، ونقم وشمسان وعطان وعيبان..
بإنجازاته ومواقفه الثابتة ثبوت هذه الجبال..
يا من تتلذذون وتطلقون النار على صورته..
مهلاً فنحن نراه وسنظل نذكره
نحن وكل الأجيال القادمة
في إعادة الوحدة اليمنية بالحوار وبالطرق السلمية، وفي الدفاع عنها وهزيمة من تآمروا عليها الذين عادوا اليوم من جديد يحاولون القضاء عليها لأنهم وجدوا من يعينهم من جديد..
ونراه في تكريم كل الرؤساء والزعماء السابقين الذين كانوا في المنافي او السجون أو تم قتلهم وفي عودتهم الى وطنهم، وتكريمهم احياء وأمواتاً..
ورأيناه ونتدكره وهو يستقبل الزمرة من الحزب الاشتراكي بعد مجزرة 13يناير 86م، ويتعامل معهم كأبناء وطن واحد ويدمجهم في مؤسسات الدولة كأبناء وطن واحد، ولم يضعهم في مخيمات النازحين..
نحن نراه وسيظل مذكوراً عند الحديث عن الديمقراطية والتعددية الحزبية التي بلغت اكثر من أربعين حزباً في عهده وتجمُّعاً، وفي القبول بالآخر والشراكة الوطنية، والتداول السلمي للسلطة، وفي حرية الصحافة والإعلام وحرية الكلمة حلوها ومرها.
نحن نذكره ونراه في تفجير الطاقة النفطية والغازية في مارب وحضرموت وشبوة..
وسيذكره التاريخ وتراه الأجيال في القضاء على مشاكل الحدود مع الجيران وترسيمها بالطرق السلمية..
سنظل نذكره ونراه في تحرير جزيرة حنيش واستعادتها بالطرق السلمية والتحكيم الدولي..
سيظل حاضراً وتراه الأجيال ونراه في بلحاف ومشروع الغاز الاستراتيجي الكبير والثالث في الوطن العربي.. وفي ميناء رأس عيسى الذي ينتهي إليه خط الانبوب النفطي من صافر ..
سيظل مذكوراً ويراه الشعب في الآلاف من الكيلومترات من الطرق المعبدة في جميع محافظات الجمهورية.. وفي المئات من الكيلومترات من الأنفاق والجسور والكباري..
نحن نراه وستراه وتذكره الأجيال..
في عشرين ألف مدرسة للتعليم العام حكومية وأهلية..
وستة ملايين طالب وطالبة في التعليم العام، وفي العشرات من الجامعات الأهلية والحكومية، والمعاهد الفنية، وكليات المجتمع.. ومئات الآلاف من الطلاب المبتعثين في الخارج وآلاف الخريجين بشهادات عليا..
وسيظل الوطن والشعب يرى الزعيم في الأمن والأمان في طول البلد وعرضها الذي كان ملموساً حتى تسلمتم السلطة..
نحن نراه اليوم وغداً وكل يوم.. في الموانئ العالمية من حوف الى ميدي، والمطارات الدولية في اغلب محافظات الجمهورية .. والخطوط البرية الدولية التي تربط اليمن بدول الجوار..
نحن نراه وستراه الأجيال في الجيش الغيور الذي دافع ويدافع عن الوطن وسيادته من الغزاة والمعتدين الطامعين، ويواجه الاٍرهاب..
ونراه في قوات الأمن المركزي وقوات الشرطة الضاربة والمدربة..
ونراه في القوات الخاصة وقوات مكافحة الارهاب..
ونراه في تلك القوة العسكرية الضاربة الحرس الجمهوري.. التي جعلت الجيش اليمني يحتل المرتبة الخامسة في الشرق الاوسط..
ونراه في الكليات والأكاديميات العسكرية والمعاهد التدريبية ..
ونراه في الاسلحة التي يدافع بها الجيش واللجان الشعبية عن الوطن..
سنظل نراه ونتذكره في ذلك الحضور المميز للجمهورية اليمنية في القمم العربية والإسلامية والعالمية وفي كل المحافل، مدافعاً بقوة عن قضية العرب والمسلمين (فلسطين) وحق الشعب الفلسطيني..
ومقدماً اليمن الى العالم كدولة ديمقراطية تنشد التنمية والأمن والاستقرار.. وحسن العلاقات بين اليمن ودول العالم .. وفي دورية القمم العربية التي اقترحها لإصلاح الجامعة العربية..
نحن نراه وسيظل حاضراً في العالم..
في خليجي عشرين وتحويل اليمن الى قبلة ومأوى للعالم.. وجعل عدن ولحج وأبين تنجح وتتألق في استضافة ونجاح تلك المناسبة الرياضية العالمية..
نحن نراه وستراه وتذكره الأجيال في الانتخابات الحرة المباشرة المحلية والبرلمانية والرئاسية التي حصلت في اكثر من دورة انتخابية تنافسية شهد نزاهتها العالم منذ وصوله الى السلطة بطريقة ديمقراطية..
سنظل نراه في الآلاف من المباني والمنشآت الحكومية والمجمعات ذات المئات من الغرف والصالات في كل محافظة ومديرية..
نحن نراه ونتذكره في لحم أكتاف الكثير ممن يجحدون فضله اليوم وفي رتبهم وعمائمهم والنياشين التي يضعونها على أكتافهم، وفي عمائرهم ومزارعهم وأرصدتهم وبروز أسمائهم في محيطهم الاجتماعي والمحلي واليمني..
نحن نراه في تخبُّطكم وأخطائكم منذ 2011م الى اليوم في كل صغيرة وكبيرة، وعدم قدرتكم حتى على إدارة محافظة أو وزارة..
نحن نراه ونذكره عند ذكرنا نقضكم لكل عهد عاهدتموه أو وثيقه وقعتموها..
ونراه ونذكره في التزامه بالحوار السياسي كطريقة لحل خلافاتنا السياسية وفي دعواته للمصالحة والاصطفاف الوطني الشامل، وفي رفضه للاقتتال الداخلي..
سنظل نذكره ونراه وانتم تستخدمون اسمه شماعة لفشلكم في إدارة الدولة والازمة والخدمات العامة..
وفي عجزكم عن قيادة الجيش والأمن كجيش موحد وفي تمزيقكم له وهيكلته، وتسليم أسراره للعدو وتفكيك سلاح الوطن الجوي ودفاعاته الجوية ومنظومة راداراتها..
ونراه في عجزكم عن ان تكونوا مثله حتى في سلبياته التي كنتم السبب في أغلبها..
نحن نراه وستذكره الأجيال والوثائق في اعتذاره الشهير للشعب عن اي قصور حصل اثناء حكمه..
سنظل نراه وتذكره الأجيال وهو يسلم السلطة والعلم الجمهوري لهادي ويغادر دار الرئاسة بصورة سلمية..
ونراه في حقدكم على كل جميل في هذا الوطن وتدميره والاساءة إليه ..
وفي تسكُّع من يؤيدون العدوان في الرياض وغيرها من العواصم وهم يؤيدون ويباركون تدمير اليمن وقتل أبنائه..
سنظل نراه ونذكره في مواجهة الحصار المفروض على اليمن براً وبحراً وجواً
نحن نراه وستذكره مراكز البحوث والباحثين..
في هذه القيادات التي عجزت عن ان تحفظ شيئاً من مكاسب الوطن الذي تسلموها في 2012م في كل جانب من الجوانب السياسية والديمقراطية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعسكرية والامنية ووحدة الشعب السياسية والاجتماعية.
وعندما تتذكر الناس وتعرف بخيانة من خانوا الوطن والدستور والقسم الذي أقسم بِه كل من يحمل صفة مسؤول، سيظل الجميع يرونه ونراه ذلك الزعيم الذي تحاولون ان تنزعوا إنجازاته من الذاكرة الوطنية ظناً منكم انكم ستطمسونها، وانه لن يكون لكم ذكر اومكانة او زعامة دون طمس تاريخ وانجازات هذا الزعيم ..
وهيهات لكم تحقيق ذلك فهي في ذاكرة الوطن والشعب وجزء من تاريخه، وأفعالكم هذه تجعلني اقول لكم اليوم إن علي عبدالله صالح هو الزعيم الذي لن يصل الى زعامته غيره في المدى البعيد والمنظور، والزعيم الذي لن تطمس زعامته هذه الاقوال والافعال والشواهد التي تقومون بها منذ 2011م وصولاً الى هذا الفعل المشين على سد مارب..
انتم بهذا تزيدونا قناعة فوق قناعتنا انه الزعيم بدون منازع، ففي كل عمل عمله هو أو عملتموه انتم تظهر زعامته وخيبتكم
فمهلاً أيها القوم ...
التاريخ يسجل كل شيء!
2 أكتوبر 2015م
جبل مراد - مارب
|