رجاء الفضلي -
تتذكرون جيداً ردة الفعل الغاضبة التي عبر عنها «ممثل» الأمين العام للأمم المتحدة الخاص باليمن السيد اسماعيل ولد الشيخ احمد اثناء سير المفاوضات في الكويت وعقب سيطرة الجيش اليمني على عدد من المواقع العسكرية في عدد من الجبهات التي شهدت مواجهات عسكرية دامية ونتيجة رفض العدوان السعودي وحلفائه الالتزام بالهدنة المعلنة من الأمم المتحدة..
قال حينها: إن ما قام به الجيش سيؤثر على المفاوضات وقد يقودها للفشل وطالب بالانسحاب من تلك المواقع!!
وتتذكرون أيضاً ما صرح به عقب الإعلان عن انشاء المجلس السياسي الأعلى وقال إن هذه الخطوة تتنافى مع ما يحصل من مشاورات وأنها خطوة انفرادية ستصعد من المواجهات وستعيق التوصل لأية حلول، ووصف هذه الإعلان بغير المقبول!!
وعلى الرغم من رفض النظام السعودي وحلفائه للهدنة التي أعلنتها الأمم المتحدة مراراً وتكراراً رغبةً في انجاح مشاورات الكويت وذهاب السعودية وحلفائها نحو التصعيد العسكري الميداني والجوي، لم يصدر ولد الشيخ أي تعليق وبقي صامتاً وكأن ما يحدث لا يعنيه ولن يؤثر على سير المشاورات أو يؤدي الى افشالها!!
وفي المقابل أيضاً بقي ولد الشيخ ملتزماً الصمت عند إعلان هادي اتخاذه أكثر من خطوة انفرادية وأحادية ولم يصدر أي تعليق من قبله!!
مواقف كثيرة أماطت اللثام عن حقيقة هذا «الممثل» الأممي وكشفت عن انحيازه لجبهة النظام السعودي وحلفائه واظهار عدم مصداقيته برعاية الحوار وإدارته بحيادية وبما يصب في مصلحة اليمن واليمنيين ويقود الى تحقيق التوافق والوصول الى السلام!
آخر مواقف هذا «الممثل» غير الحيادية عبر عنها عقب المذبحة البشعة التي ارتكبتها طائرات العدوان السعودي بقصفها قاعة عزاء آل الرويشان السبت الماضي وأدت الى استشهاد أكثر من 140 شخصاً واصابة أكثر من 600 آخرين.
قال ولد الشيخ في تغريدات له على حسابه في موقع تويتر في تعليق على المذبحة السعودية وببرود لا حدود له: «ندين بشدة ما حصل في صالة العزاء بالعاصمة صنعاء دون أن يحدد طبيعة ما حدث.. وأضاف ولد الشيخ: «اليوم يوم حزين على اليمن وتعجز الكلمات عن التعبير عن مدى الأسى الذي نعيشه جميعاً»!!
كلمات ولد الشيخ عاجزة عن التعبير عما حدث أو حتى وصف المذبحة ومرتكبيها!!
وذهب ولد الشيخ في بقية تغريداته يذكّر: «أن الأمم المتحدة تذكّر مرة جديدة أن استهداف التجمعات الأسرية عمل غير إنساني ويتناقض مع القوانين الدولية ومعاقبة الفاعلين ضرورة»!!
هذ هو موقف «الممثل» ولد الشيخ من جريمة الإبادة التي تعرض لها المعزون من طائرات العدوان السعودي في القاعة الكبرى بصنعاء.. لم يكشف عن غضبه وصدمته حول ما حصل، كما كان يفعل في مواقفه السابقة، ولم يقل إن هذه المذبحة ستفشل توجهات إعادة المشاورات التي كانت قد بدأها الأسبوع الماضي، ولم يحمل التحالف السعودي المسئولية بل على العكس من ذلك بدا بارداً وكأن ما حدث عبارة عن حادثة بسيطة ولن يكون لها أي تداعيات!!
وفي موقف أكثر غرابةً في فرنسا الاثنين الماضي ينفي فيه مسئولية النظام السعودي وحلفائه عن ارتكاب المذبحة دعا ولد الشيخ الى نشر نتائج التحقيق الذي يجريه التحالف العربي حول مذبحة صنعاء «على وجه السرعة» وأن تتم إحالة مرتكبيها الى العدالة!
إنه «ممثل» بارع، يجيد إصدار المواقف وإطلاق التعليقات التي تتوافق وإدارة النظام السعودي وتتحاشى اغضابه، وليكشف بحق وحقيقة أنه «ولد» آل سعود والخدام الوفي لهم والمنفذ لرغباتهم ومشيئتهم!!
وهنا تعجز كلماتنا عن إطلاق أي وصف آخر لهذا «الممثل» الذي لا يشبه شيئاً على الاطلاق!!