عبدالكريم المدي -
شكرا للدكتور الحامدي ..شكرا للتربية.. علمتمونا الصمود
عبدالكريم المدي
النجاح الذي حققه الدكتور عبدالله الحامدي القائم بأعمال وزير التربية والتعليم ، يُوازي النجاحات التي حققتها وحدات الجيش والأمن واللجان الشعبية التي تستبسل في مواجهة العدوان.
ومن دون إستمرار العملية التعليمية وإجراء الامتحانات، خلال فترة العدوان، وفي أصعب الأوقات التي مرت بها بلادنا في التاريخ الحديث ، فإن ذلك يعني سقوط مؤسسات الدولة وعلى رأسها مؤسسة التعليم العام والجامعي .
هل تعتقدون إن التحديات التي واجهت وتُواجه قيادة وزارة التربية ممثلة بالدكتور الحامدي ورفاقه بسيطة ،أو من النوع الذي يمكن أن يتعاطى معها الشخص العادي بطريقة الهواة أو المحبَطين ، أو المحبِطين ( بكسر الباء) أو أولئك الذين لا يمتلكون القدرات والملكات اللازمة التي امتلكها الحامدي ، وأكد من خلالها، أنه من الأشخاص الاستثنائيين الذين يحقُّ لنا أن نفتخر بهم. ولكم أن تعودوا للعام الدراسي الذي بدأت فيه آلة العدوان بضرب بلادنا ومقدراتنا ومن ضمنها المنشآت التعليمية( مدارس وغيرها).
لقد مثّل ذلك تحديا كبيرا ولا يُلام من أنسحب أو استسلم للضغوط في مثل تلك الظروف ، لكن ( الحامدي) ليس من تلك الخامات، إنما هو من خامات ومعادن نفيسة،وقد اثبت ذلك بكفاءة نادرة ومقدرة عجيبة في إمتصاص المشاكل وتخطي العقبات، غير مكترث بالشهرة ولا في إضاعة الوقت بحثا عن بريق الإعلام .
ليستمر في تغذية شريان العملية التعليمية بما تحتاجه من أفكار ورؤى وتعليمات وقرارات وخطط، دون أن يُشعر التربويين والإدارات المدرسية بخطورة المرحلة ، أو يترك لهم مجالا حتى بمجرد التفكير بإمكانية قبول الفشل أو التسليم بفكرة الانسحاب من الميدان.
استمرت هذه الفلسفة الوطنية التي تجلت في عقلية هذا الرجل تمنح المجتمع الأمل والمقدرة المدهشة على العطاء ، فاتحة أبواب المدارس بأقل القليل وفاتحة معها- أيضا- آفاق التطلع وإمكانية المبادرة والإنجاز وتحقيق النصر في أكثر الظروف قساوة.
ولعل من يشاهد هذا القائد التربوي والوطني ( الحامدي ) وهو يتعاطى مع عدد كبير من القضايا التي تعرض عليه سيزداد تقديرا له ، وسيُدرك حينها أحدأهم أسرار نجاحه، التي تستطيع أن تضيف إليها وأنت ترقبه عن بعد إتقانه للفكر الإداري. الإبداعي ومعه الفلسفة التربوية العصرية وفنّ الإدارة في أبهى تجلياته.
أصدقكم القول إن هذه الأزمة والظروف المعقدة التي مرّ ويمر بها الوطن كانت بمثابة وسيلة وفرصة هامة مكنت المجتمع من إكتشاف عقليات وطنية وطاقات وقيادات إبداعية تتسم بالكفاءة والاخلاص والصبر والمقدرة على تنويع الخيارات من أجل إستمرارالحياة وبقاء كيان الدولة وتطمين الناس ،داخليا وخارجيا بأن الأوضاع تسير بشكل طبيعي، وأياً كان حجم التحديات فإنه مقدور عليها .
أخلص إلى القول : الدكتور عبدالله الحامدي القائم بأعمال وزير التربية والتعليم يستحق تعظيم سلام كما يستحق أن يكرمه كل يمني وكل أب وأم وتربوي وسياسي ومثقف ، لأنه عمل بصدق ووعي وجعل ملايين الطلاب يتجهون كل صباح إلى مدارسهم في الوقت الذي كانت فيه وما تزال آلة العدوان الهمجي تقصف مدننا وقرانا وطرقاتنا ومصانعنا ومرافقنا وكل مظاهر حياتنا ،ووحدها تقريبا قيادة وزارة التربية والتعليم ،من راهنت على الصمود الحقيقي والأسطوري من خلال استمرارا العملية التعليمية التي كانت مدارسنا بفوصولها الدراسية وساحاتها التي تعجُّ بالحياة وتصدح بحناجر أجيالنا الصاعدة في طابور الصباحي والتي تردد بكل عنفوان وشموخ السلام الوطني. الذي يعد بمثابة الدفاعات الجوية التي حمت وتحمي أجواءنا وأرضنا وأحلامنا وحقنا في الحياة من شرور العدوان.
شكرا دكتور عبدالله الحامدي ، شكر قيادات وزارة التربية ومكاتبها في المحافظات والمديريات..
شكرا لكل مدير مدرسة ووكيل ومشرف ومعلم ومعلمة .. لقد علمتمونا أبجديات الصمود والمقاومة بالكلمة وكراريس الرسم وأقلام الرصاص وحقائب المدرسة وطابور الصباح.
شكر لكم لقد منحتمونا الأمل و أرقى وأقدس دروس الحياة ، وعلى رأسها حُبُّ الأوطان وكيف يكون الإنتماء إليها .