عبدالملك الفهيدي - العدوان السعودي ومعه الوضيع هادي وبن دغر وعلي محسن يسعون لفرض مسألة الاقاليم على ارض الواقع من خلال اجراءات شكلية ومالية..
وخطر هذا يكمن في ان السعودية وحلفاءها يريدون في حال توقف عدوانهم على اليمن ان يدعموا حرباً اهلية مناطقية بين اليمنيين ...حيث سيوحون لمن معهم من المرتزقة بأن دافعوا عن اقاليمكم ضد سيطرة صنعاء ولو بالقتال وسيدعمون ذلك بالمال والسلاح وتحت حجج ومبررات للاسف يروج لها الخونة منذ فترة وتتعلق بالسلطة والثروة.
وكدليل بسيط على ذلك فجنود الاحتلال الاماراتي حين كانوا في مأرب كانوا يخاطبون من هم في صفهم من ابناء مأرب بالقول: ماذا يفعل اليمنيون في محافظتكم؟!.
مثل هذا الكلام يقال ايضاً لأبناء حضرموت وعدن وشبوة والجوف وتعز ولحج وابين وغيرها بهدف اثارة نعرات مناطقية يستطيعون من خلالها ضمان استمرار الحرب الداخلية على اسس مناطقية ومذهبية وغيرها خاصة بعد ان وجدوا انفسهم بعد اكثر من عام ونصف عاجزين عن تحقيق اهداف عدوانهم على اليمن.
الاقلمة التي تريدها لنا السعودية والامارات ومعهم المرتزقة اليمنيون هي اخطر حتى من مخطط الانفصال الذي دعموه في عام 94م وفشل لأنه بداية لمشروع حرب اهلية ستطول وسيدعمونها بما استطاعوا.. وللاسف ان مرتزقتهم ينفذون هذا المخطط سواء بإدراك او بدون ويسعون لتحويل اليمن الى كانتونات تتحارب وتتصارع فيما بينها ..
واذا كان هذا العالم الحقير الذي باع الشعب اليمني للسعودية وتحالفها العدواني طيلة اكثر من عام وثمانية أشهر لم يحرك ساكناً بل وتواطأ مع العدوان، فمن المؤكد انه في حال نجح العدوان في اثارة حروب داخلية تحت مبرر فرض الاقلمة ولن يتدخل مطلقاً بل وسيعمل لتحقيق مصالحة عبر صفقات السلاح كما فعل حين استثمر العدوان علينا لبيع صفقات بمليارات الدولارات...
على اليمنيين ان يدركوا ان خطر الاقلمة سيكون اشد واعظم من خطر العدوان، وتكاليفه ستكون باهظة الثمن وستدفع ثمنها اجيال وليس جيل واحد.. وعلينا ان نعتبر مما جرى في الصومال فقد تركهم العالم لمصيرهم كما تركنا ودعم العدوان السعودي. |