الشيخ/ حسين حازب -
في البداية أشكر كل من سأل عني بعد الحادث الشنيع في صالة عزاء آل الرويشان عصرالسبت 8 أكتوبر 2016م.. وادعو الله سبحانه ان يرحم الشهداء ويشفي الجرحى والحمدلله على سلامة من لم يصب في هذا الحادث المروع..
وليعذرني الجميع عن متابعة هذه الوسيلة اوالكتابة منذ لحظة وقوع ذلك الحادث الاجرامي والعدواني الرهيب.. فقد كان الخطب جللاً.. والمصاب كبيراً.. تعثرت لدي الكلمات.. احترت كيف اعبر كيف اقول.. وماذا اقول ؟ من أعزي من؟ كتابةً عبر الفيس بوك؟ وبمن أبدأ؟هل ابدأ بالاخ والصديق والزميل والصاحب الشيخ الشهيد محمد ناصر العامري اقرب الراحلين اليّ من كل الوجوه واولاده ناصر واحمد عبدالله بن أخيه والذي ما كنت انا وهو نعتذر عن الحديث والتواصل ليوم واحد.. أم أبدأ بالرجل والهامة الكبيرة والوسطي اللواء عبدالقادر هلال امين عاصمتنا المكلومة.. او بالزميل والأستاذ الدكتور عبدالله المخلافي ونجله.. أو الدكتور امين محيي الدين.. او باللواء السبتمبري الوحدوي المناضل الجسور.. علي الجايفي.. ام باللواء علي الذفيف.. أم بالقائد عبدالملك العرار والقائد الحمزي والرضي.. ام باللواء احمد ناجي مانع..
احترت هل أعزي نفسي ام أهالي زميلي في الحوارالوطني وفي كل الأنشطة التي قمنا بها معاً منذ بداية العدوان، الشاب الشهيد ابو مالك ابراهيم شجاع الدين الذي كان اول من خاطب المؤسسات الدولية بخصوص اعلان نقل البنك المركزي..
هل أعزي في الأعزاء الذين مازحتهم أمام الصالة الكبرى اثناء خروجي انا وسيري من البداية الشيخ عبدالله احمد مجيديع ودخولهم العميد عبدالله الجوفي وابنه، العميد احمد الشيخ، العميد محمد عايض الشليف ونجله، والشهيد العميد عبدالرحمن مداعس، وغيرهم من الأمن المركزي والآخرين الذين وجدتهم خارج الصالة بأمتار اي والله وانا خارج لقيتهم وسلمت عليهم وعلى اللواء المروني شفاه الله ومازحتهم قائلاً: لهم ايش هذا الشياكة، كأنكم عرسان.. نعم وثبت بإذن الله انهم وكل رفاقهم عرسان في جنة الله الذي اختارهم مع رفاقهم الى جواره هل في العزيز الشيخ الشهيد محمد علي الرويشان وآل الرويشان الذي كنت مقتنعاً انهم سيكونون اكثر من يتعرض للموت والجرح لانهم المضيفون وهم في كل زاوية من القاعة يقومون بواجب الضيف مع قبائلهم خولان.. وأنسابهم واصهارهم وابزياهم.. هل أعزي في محمد بركات وياسر التويتي والمحبشي والعماد.. تذكرت.. تذكرت.. الكثير الكثير من هؤلاء ممن اعرفهم ومن لا اعرفهم، لكني توقفت عن الخوض في كتابة التعازي لاي احد لا بخلاً ولا لعدم معرفتي بالواجب، وكذلك توقفت والله العظيم ان اكتب اي شيء عن جريمة القاعة حتى الآن..
توقفت نعم توقفت فلم اكتب اي تعزية واكتفيت بحزني وبما قدرني الله عليه من المشاركة في البعض من مراسيم الدفن والمجابرة والزيارات الى بعض المستشفيات والمنازل وأماكن العزاء وبالتأكيد لم تشمل الجميع.. وفي تغريدات قليلة على (تويتر) حول الحدث وبعض الشئون الاخرى توقفت عند هذا الحد.. فالحزن والعزاء في كل مكان كما ادرك ذلك جميع الناس وليس انا وحدي .. واقتنعت بأن العزاء هو للشعب كله فالمآتم والمصاب وطني وشامل بامتياز.. فمن أنجاه الله من هذه المذبحة فقد افتقد صديقاً او قريباً او زميلاً او معروفاً او رجلاً وطنياً رحيله خسارة على الجميع وعلى الوطن كله سواء نعرفه مباشرة او لا نعرفه..
فكثير من الضحايا رجال وطن وسيفتقدهم من يعرفهم ومن لا يعرفهم فهذه الجريمة.. جريمة وحدوية في حصيلتها الدموية المروعة والخسارة والمصاب فقد اختلطت فيها دماء اليمنيين من جميع المحافظات من حاشد وبكيل ومذحج وحمير والازد وكندة والاشاعر وقضاعة من قحطان وعدنان ومن مختلف المشارب والاتجاهات والثقافات، حتى من لم يصبه أذى فهو كان في الطريق او كان قد خرج من الصالة فقد قتل ولو بقي حياً نعم لقد قتلونا جميعاً، فمن رتب لهذه الجريمة قد عقد وعمد وقرر قتل كل من يؤم هذه القاعة مما يعني انه استهدف اليمن الموجود حينها في صنعاء، فَلَو اجتمع الجميع في هذه الصالة واتسعت لهم في لحظة القصف لاستهدفهم جميعاً..
ففي العرف وفي الشرع كل من كان داخل الصالة او في الطريق اليها او غادرها فقد حكم عليه العدوان وعملاؤه بالموت بمافي ذلك من عيوب ومخالفة لكل التعاليم السماوية والأعراف الأرضية وحتى الحيوانية التي لا تقتل المفترسة منها من القطيع غير مقدار حاجتها..
لذلك من لم يصبه اذى جسدي عليه ان يحمد الله اولاً ثم يقتنع ويتيقن انه كان ممكناً ان يكون مقتولاً او مجروحاً وان يعرف انه مستهدف بالموت من هؤلاء كائن من كان، فهم يريدون قتلنا لاننا يمنيون وليس لاننا شيء آخر..
عجزت عن ان اكتب اي تعزية لاي احد فالعزاء الذي يجب ان نعزي به بَعضنَا البعض هو في العروبة وأخلاقها والدين وحلاله وحرامه والانسانية وقيمها التي غابت وذهبت ادراج الرياح في هذا العدوان على اليمن لدى المعتدي ولدى العرب ولدى العالم.
في سابقة لا اتذكر لها مثلاً لا قبل الاسلام ولا بعده حتى في حروب الاسلام والشرك او حروب الروم والفرس او حروب العرب واليهود وجدت ان العزاء لنا في اليمن.. هو في هذه القيم التي غابت في هذه الحرب منذ تسعة عشر شهراً، وكأن هذا الشعب ليس أصل العرب وكأن هذا الشعب ليسوا احفاد انصار رسول الله ومسلمين موحدين وكأن هذا الشعب ليس من الإنسانية.. كل ذلك اعجزني عن كتابة اي عزاء او تعليق او نقاش حتى وانا استعرض الأسماء في هذا لم استطع ان اكتب كل الأسماء التي اعرفها او أعلن عنها من الشهداء والجرحى ولأجلكم ورداً على استفساراتكم كتبت هذا ونحن كما عرفتمونا سنظل صابرين وصامدين ومشاركين الجميع أفراحهم وأحزانهم في هذا الوطن الغالي..
فليعذرني الجميع والحمدلله على قضاء الله..
ودمتم ودام شعبنا عزيزاً مكرماً.. ورحم الله كل شهداء اليمن وشفا الله كل جريح.
والخزي والعار لكل عربي ومسلم وانسان لا يدين ويرفض هذا الظلم ويشاركنا آلامه.. ولا حول ولا قوة الا بالله..
|