موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - 6364 مهاجر أفريقي وصلوا اليمن في شهر - الرئيس/ علي ناصر يعزّي بوفاة النائب البرلماني الدكتور عبدالباري دغيش - تدشين خطة الانتشار الإسعافي على الطرق السريعة - النواب يجدد الثقة بالإجماع لهيئة رئاسته لفترة قادمة - صنعاء: انطلاق حملة للتبرع لمرضى الثلاسيميا - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 43 ألفاً و799 - مع غزة ولبنان.. مسيرة مليونية بصنعاء -
مقالات
السبت, 22-سبتمبر-2007
الميثاق نت -   د/ رؤوفة حسن -

حاليا تعتبر العادات والتقاليد الرمضانية داخل المدن جديدة ومختلفة عما كانت عليه مع أجدادنا. بعض هذه العادات جاء كنتاج لخطاب تربية تقوم به مؤسات التربية الأربع وهي الأسرة (البيت)، والمسجد، والمدرسة، ووسيلة الإعلام المستخدمة (إذاعة أو تلفزيون بالذات)، ثم جمع غفير من الجهات الأخرى، بعضها الشارع أو النادي أو الحزب أو السوق أو حتى الجمعية. وأغلب هذه العادات الجديدة نمت وتأصلت بيننا رغم رفضنا النظري والمنطقي لها.
من بين هذه العادات، أن يظهر الغالبية من الناس في النهار بصور مكفهرة ووجوه عابسة، وعيون حمراء لم تحصل على كفايتها من النوم، وهذا الشكل يتم القبول به لإثبات الشخص للآخرين أنه صائم وأن عليهم أن يتوقعوا شرا لو نازعتهم أنفسهم لقول أو فعل ما لا يعجبه. سكت الناس عن هذه الحال حتى صارت عادة متأصلة، أصبح من النادر معها أن تجد في صباحات رمضان وجها رضيا مبتسما يقبل عليك عند توجيه الحديث إليه ويعتبر أن لين الجانب وحسن السلوك هو جزء من مكملات الصيام تكتمل به طاعة الله ويتم اليوم كما أراد الله له أن يكون عبادة قول وعمل.
وما يحدث في البيوت من تربية للغضب والقهر بين أفراد يعانون من مشكلات متعددة ناتجة عن أوضاع غير سوية لطرق التعامل بينهم، يكمله أغلب خطباء المساجد الذين لا يركزون على أداب السلوك بل على صب غضبهم في داخل قلوب المصلين حولهم حتى سمعنا مؤخرا عن خطيب جامع قام بالدعاء على المصلين بدلا عن الدعاء لهم .
أما المدرسة فقصة إذا حكاها المعلمون والمعلمات، قلنا على الدنيا السلام من الجيل القادم. وإن سمعناها من التلاميذ وأسرهم تحسرنا على مستقبل هذا الجيل. ولأنكم تواجهون كل يوم من هذا الكثير فلن أضيف الى تكشيرة الوجوه، واحدة جديدة فليست هناك حاجة لمزيد من التجاعيد. فقط سأتناول جانبا إيجابيا شاهدته في التلفزيون.
عمالقة زرانيق الحسينية
كان البيت مليئا بالضيوف وكان التلفزيون مفتوحا دون أن يكون الحاضرون مركزين عليه. وصدف أن القناة المفتوحة كانت هذه القناة الجديدة المسماة "السعيدة" تيمنا باليمن السعيد، وهي تعرض حلقة جديدة من برنامج تلفزيوني قديم اسمه "فرسان الميدان".
الصوت في أدنى حالاته والحضور يناقشون مواضيع شتى تخصهم، وفجأة صرخ أحد الحاضرين وعينه مركزة على الشاشة بأن هناك خطرا على الشاب الذي يقفز، توقفنا عن الحديث والتفتنا جميعا الى الشاشة ورفعنا الصوت قليلا. كان أبناء الحسينية يقومون بمسابقاتهم السنوية التي اشتهروا بها، والتي ابرزها دوما هذا البرنامج ولكنهم هذه المرة يقفزون من فوق سيارة وجمل مجاور لها. وفوق ظهر الجمل ركابه المعتاد بما في ذلك جزء من نتوء بدا لنا خشبيا يمكن أن تصطدم به قدم المتسابق فيتعرض لخطر أكبر من خطر أخطاء القفزة العالية.
لكن الله سلم وتمكن الفريقان المتسابقان من القفز متخطيين السيارة والجمل المجاور لها بنجاح منقطع النظير. وأنا وضيوفي مسمرو الأعين على مشاهد القفز المثيرة، ذات اللياقة العليا والأداء المذهل. وفجأة سألني أحد الحضور إذا كانت اليمن تشارك في ألعاب القفز الأولمبية وتحصل على الميداليات الذهبية؟ ولم أتمكن من الرد فقد انقطعت الصلة بيني وبين عالم الشباب والرياضة منذ فترة، بعد أن كنت المرأة الأولى التي يتم انضمامها للجنة الأولمبية في تاريخ اليمن.
حدثت تلك القطيعة خلال فترة وزارة الزميل الأستاذ عبد الرحمن الأكوع، فلسبب ما له علاقة بكوني مستقلة حزبيا فقد كان يصعب عليه التعامل مع أمثالي فلست في حزبه ليعاملني كرفيقة حزب ولست من حزب أخر ليعاملني كمعارضة، فكانت أسهل الطرق أن يتجنب التعامل معي أساسا.
بالطبع لم يكن هذا دأبه عندما كانت الحزبية في بداياتها، وكنا زملاء في وزارة الإعلام، هو وكيل للوزارة وأنا موظفة في ذلك الديوان الوزاري. حيث وقف معي في كثير من المرات التي احتجت فيها الى دعمه بما في ذلك سفري الى أمريكا لدراسة الماجستير ثم في ما بعد سفري الى فرنسا لدراسة الدكتوراه فالفضل فعلا له في مساندتي والوقوف بجانبي لتحقيق طموحاتي العلمية.
كما كان الوضع معه مختلفا عندما كنا زملاء دراسة في مدرسة الثورة الثانوية التي تسمى اليوم مدرسة عبد الناصر.
كان اهتمامي بالرياضة والرياضيين منذ دراستى الإعدادية، حيث كنت من أعضاء نادي الوحدة الصنعائي الذي كان وحدويا وحداثيا يضم اليه مجموعة من خيرة اللاعبين. وكانت المباريات بينه وبين النادي الأهلي حدثا كبيرا في صنعاء يشبه قليلا ما يحدث في مصر عندما يلعب الأهلي والزمالك. لكن حال النادي تغير مثل كل شيء أخر.
وقليل من الفتيات الآن ينضم الى عضوية الأندية الشبابية أو الرياضية، ليس لأن الأندية الخاصة بهن قد توفرت بل لأن الأندية التي تسمي نفسها أندية شبابية تقصد من الشباب الذكور فقط وتتعامل مع مخصصات الموازنات للشباب على أنها مخصصة للذكور منهم فقط دون حساب أو عقاب أو مراجعة فشباب المدن لهم وزارة الشباب والرياضة وشابات المدن وكل ذكور وإناث الريف لهم ولهن الله. والأندية هي من مؤسسات التربية الهامة، لا تقل أهمية عن المدارس.
السعيدة:
حادثة أبطال القفز الزرانيق التي شاهدتها على التلفزيون أشعرتني أن قدرتي في الأمل في تدريب أولمبي لهم مفقودة. لهذا أتحدث عن قضايا إعلامية أخرى، فأنا أتصور أن وجود برنامج "فرسان الميدان"، وبرنامج "كيني ميني"، في قناة التلفزيون التجاري الجديد، يعني أن الفضائية الرسمية قد باعت حق فكرة البرنامجين لهذه القناة الجديدة. وهو أمر إن كان قد حدث يثير استغرابي.
فهل تم وضع لوائح قانونية منظمة لعمل القنوات الجديدة بما في ذلك طرق الحماية الفكرية للمؤلف وللمنتج؟ هذه اللوائح هي عادة مصدر ثراء للفنانيين والمبدعين في العالم. فأي بث لأغنية أو مقطع أغنية أو برنامج أو صورة يجب أن يحسب ويسجل وتعطي عنه مستحقات لمالكي الحق فيه أو من يرثهم. وحقوق البث والإذاعة والنشر حتى الآن غير واضحة في اليمن ولم أسمع عن صدور قوانين منظمة لها، وإدارة الحق الفكري الموجودة في وزارة الثقافة تعاني من صعوبة في الحصول على كفالة لحقوق الناس طبقا للأتفاقية الدولية لحقوق الملكية الفكرية التي وقعت عليها اليمن كعادتها في توقيع كل الأتفاقيات دون تنظيم محلي يكفل الترجمة الفعلية لهذه الاتفاقيات على المستوى الحياتي للناس.
والسعيدة قناة جديدة، ستكون محل اختبار وتجريب لكل القوانين التي لا تزال ضرورية. وأي عمل ستقوم به هو الآن في محل التجريب سيصيب بعضه ويخطئ الأخر في ظل غياب لرؤية واضحة وتقاليد ثابتة يمكن الأقتداء بها.
بالطبع تمتلك هذه القناة حق تقليد القنوات التي صار فضاء الأرض محاطا بها، لكن قدرتها على الصمود والاستمرار والمنافسة سيتطلب أكثر من ذلك بكثير. ولا يزال الوقت مبكرا للحكم على موادها أو مذيعيها أو مذيعاتها من يمنيين ومصريين، لكن الواضح أن قدرتها على اجتذاب المعلنين اليمنيين، هي قدرة خلفها أمر آخر غير اجتذابها للمشاهدين.
فالعادة سرت أن تبدأ القناة بثها حتى تثبت أن شريحة كبيرة من المتفرجين الموزعين على عشرات القنوات ذات المسلسلات الحصرية، قد قرروا أن يتخلوا عن عاداتهم للمشاهدة فيخصصون وقتهم لها ويوقفون جهاز التحكم في تسيير القنوات عليها. الأمر الذي يجذب المعلنين ليحصلوا على المشاهدين في لحظة استرخائهم المفضلة ويوصلون الى أكبر عدد منهم الرسالة التي يرغبون توصيلها. أما هذه القناة فقد أعلن فيها معلنون حتى لو لم يشاهدها أحد.
في كل الأحوال رمضان كريم، وحبذا لو منحتم وجوهكم ابتسامة اليوم رغم الجوع، لجعل الرضا والسكينة والقناعة رمزا لهذا الشهر ولعطاء القلوب وصفاء الأرواح.
[email protected]
الثورة

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)