محمد أنعم - صدمة شديدة ومؤلمة جداً يتعرض لها العقل الانساني السوي عندما تتابع شعوب المعمورة مشهدين متضادين للصراع على السلطة أحدهما يختزل حقيقة مأساة شعوب الأمة العربية والاسلامية ويتصدر هذا المشهد المرعب الاساليب الوحشية والارهابية التي يتبعها (سلمان ملك السعودية) لفرض رؤساء ارهابيين وقَتَلَة على اليمن وسوريا وليبيا عبر أصوات الصواريخ والقذائف والمدافع ..
وفي المشهد الآخر يتابع العالم بشغف معركة ديمقراطية حامية الوطيس بين دونالد ترامب وهيلاري كلينتون ويقف بينهما باراك اوباما وبيديه مفاتيح البيت الابيض ..معركة لم تُسفك فيها قطرة دم ولم تُزهق روح انسان ولم يُدمر منزل في دولة بحجم امريكا تتكون من أكثر من 50 ولاية .. يا الله كم هي المسافة فارقة بين النموذجين..
ملك المملكة الوهابية لا يؤمن بالديمقراطية ولا بالانتخابات الحرة التنافسية ، يمثل أبشع صور الكهنة في التاريخ الانساني .. يكفر بالانتخابات الرئاسية الامريكية ومبدأ التداول السلمي للسلطة.. لهذا يصر على ان يطبق أساليب داعش والقاعدة في اختيار الامراء والحكام.. يقف سلمان وبجواره الفار هادي ويطلق العنان لحاملات الصواريخ الى اليمن .. صواريخ تزهق ارواح المئات يومياً من المواطنين الابرياء وتدك المدن والقرى على رؤوس ساكنيها.. ارهاب حوَّل حياة الشعب اليمني والشعوب العربية الاخرى الى أشبه بحياة رعب مخيفة في افلام يتخيلها الإنسان أن تحدث في حالة تفجُّر حرب عالمية ثالثة، أو في تعرض كوكبنا الأرضي لغزو مخلوقات شريرة قادمة من الفضاء الخارجي!
لا وجه للمقارنة بين صوت الناخب الامريكي وصوت الصاروخ السعودي..بين اضواء الالعاب النارية ، وجحيم الصواريخ السعودية في صنعاء .. الشرير والمتوحش سلمان ملك مملكة آل سعود الإرهابية يريد ان يفرض على الشعوب العربية والاسلامية تجارب داعش..قتل.. خراب ..دمار.. عويل ..ذبح ..سبي للنساء ..ممارسة الجنس بطرق مشاعية.. تكفير.. تهجير للملايين وابادة جماعية.. اغتصاب للاطفال ..تدمير لكل ما أنجزه العقل البشري السوي ..
القاتل (سلمان) يريد عبر اصوات الصواريخ والمدافع والقذائف أن ينصب حكاماً تابعين لمملكة الشر والإرهاب الوهابية في الوطن العربي المنكوب.
أصوات صواريخ (سلمان) في العاصمة صنعاء وكل مدن اليمن لم تمنع الشعب اليمني من الخروج من تحت الانقاض والخراب والدمار لمتابعة الانتخابات الامريكية باهتمام وبسعادة كبيرة.. تابعوا كيف تقود نتائج اصوات الانتخابات في الولايات المتحدة الامريكية تحولات عظيمة في حياة البشرية عبر اساليب ديمقراطية وحضارية.
العالم شارك الشعب الامريكي فرحة التغيير.. هناك حيث الاصوات الانتخابية والاحتكام لإرادة الشعب هي التي تقرر من يصبح رئيساً للبلاد لأمريكا أو لغيرها.. وليس اصوات صواريخ (سلمان).
خرجت هيلاري كلينتون من المشهد التنافسي بهدوء.. والرئيس باراك أوباما جهَّز حقائبه استعداداً لمغادرة البيت الأبيض الى الأبد احتراماً للدستور وإرادة الناخبين..
بينما يريد (سلمان) أن يفرض الخائن (هادي) على الشعب اليمني رئيساً وقد انتهت شرعيته وفقاً لدستور الجمهورية اليمنية او المبادرة الخليجية.. ملك مملكة داعش السعودية يريد ان تصول وتجول في بلداننا اصوات الصواريخ والأسلحة المحرمة دولياً، وليس اصوات الناخبين واختيار الحكام عبر صناديق الاقتراع من خلال انتخابات تنافسية ..
قوى الشر والإرهاب ها هي تتجلى بأبشع صورها في السياسة العدوانية والهمجية التي تتبعها السعودية في اليمن وسوريا وليبيا والعراق وغيرها..
صدّقوني أن المقارنة تظهر ليس فقط الفارق الحضاري في وعي الإنسان.. وإنما تكشف عن المخاطر الحقيقية التي تهدد البشرية إذا ظلت قوى الشر والارهاب تعيث في الارض فساداً دون تحرك عالمي لردعها ونزع مخالبها ، لاسيما وهي لا تكترث بالمتغيرات العظيمة التي يشهدها العالم من حولها ،وتواصل بإصرار سياستها العدوانية بمحاولة فرض اساليبها المتخلفة والهمجية على الشعب اليمني والسوري والليبي ..
نتفق أو نختلف مع ديمقراطية أمريكا.. لكنها تظل منارة تتوق إليها شعوب العالم العربي والإسلامي كبديل حضاري للنموذج السعودي الوهابي الإرهابي.
لقد عشنا في اليمن ساعات جميلة مع اصوات الناخبين الامريكيين وهم يرسمون أروع اللوحات الحضارية التي تفخر بها الانسانية في انتخابات ديمقراطية تنافسية شديدة ، توجت بفوز الرئيس دونالد ترامب الذي يمثل بشارة أمل للشعوب التي تتعرض للابادة من قبل قوى الارهاب والتطرف في المنطقة العربية والتي هي من نتائج بذور الشر التي زرعتها هيلاري كلينتون وجماعة الاخوان والمال الخليجي .
لم تستطع اصوات صواريخ القاتل سلمان ان تهزم الشعب اليمني .. أو تكسر ارادة الشعب السوري الرافض للارهاب السعودي .. لقد شعر كل العرب بفرحة الانتصار بفوز ترامب بالرغم من الصواريخ التي ظلت نيرانها تصلى العاصمة صنعاء ..
ومثلما هزم الرئيس ترامب سلاح المال السعودي والخليجي الذي استخدمه سلمان في معركة الانتخابات الامريكية.. بالتأكيد سينتصر الشعب اليمني على صواريخ سلمان .. سينتصر الخير على الشر، والديمقراطية على الطغاة والمستبدين..
العالم يتغير فعلاً.. ومستحيل ان تعود عجلة التاريخ الى الخلف ..
|