مطهر الاشموري - قبل أكثر من عام كان ملك السعودية "سلمان" في أمريكا والتقى الرئيس الأمريكي "اوباما".
وحسب مانشرته الصحف الامريكية الكبرى فالرئيس الامريكي طلب من سلمان إنهاء العدوان على اليمن فماذا رد عليه سلمان؟
رد عليه حسب مانشرته الصحف الأمريكية حرفياً:
سيدي.. امنحنا الفرصة لإكمال السيطرة على مأرب، بالمناسبة فضربة "توشكا" التاريخية على مأرب "صافر" جاءت أثناء هذا اللقاء بين أوباما و "سلمانكو".
البدهي أن امريكا تدير صراعات في العالم او تشارك من اجل صالحها ومصالحها حين غزو أفغانستان والعراق او حين شراكة او مشاركتها في العدوان على اليمن ولكن العدوان على اليمن بشراكة امريكا ليس خياراً ولا قراراً امريكياً كما غزو العراق وافغانستان فقرار العدوان سعودياً لم يكن لهذا العدوان ان يأتي او يتم، وبالتالي حتى لو ان امريكا ارادت هذا العدوان ربطاً بمصالح لها فهي تحتاج فيه غير العراق وافغانستان إرادة وخيار وقرار النظام السعودي للعدوان كحسابات واقع او وعي وأبعاد امريكا.
مانقلته عن لقاء أوباما -سلمان قبل اكثر من عام يؤكد هذا السياق كواقعية ووقائع للفهم والتتبع.
ماكان لأوباما مطالبة "سلمان" منذ ذلك الوقت إنهاء الحرب او العدوان على اليمن لو كان قرار الحرب وإرادته امريكية، ونستطيع تصوُّر ان السعودية قد تطلب من امريكا انهاء حرب قرارها أمريكياً في افغانستان او العراق، فيما يستحيل ذلك في حالة اليمن والعكس هو ماحدث.
لا اعتراض لديّ على عنوان "العدوان الامريكي على اليمن" لأن شراكة امريكا في هذا العدوان تجعلها الطرف الاهم والفاعل في العدوان، فيما قد أختلف في الفهم وإزاء هذا التنصيص ومن ثم من هذا التنصيص بعد ذلك.
عمدت امريكا لمقاطعة اولمبياد موسكو 1982م وذلك ما دفع السوفييت لتبنّي مقاطعة اولمبياد سيئول بكوريا الجنوبية 1988م ولكن الاتحاد السوفييتي تراجع عن المقاطعة وشارك، فيما جمهورية اليمن الديمقراطية قاطعت تلك الدورة كموقف سوفييتي مع السوفييت.
لهذا فلست ضد موقف ايديولوجي او لطرف ايديولوجي لكن يظل من حقي استقلالية الفهم والقياس إزاء مواقف جمهورية اليمن الديمقراطية او الثورة الايرانية او أنصارالله ولكن بما لايتقاطع مع هذا الطرف او يشكل قطيعة او يصبح في حد ذاته قضية.
من هذا الاساس والقياس بالنسبة لي افهم مبادرة كيري او اتفاق مسقط واختلف مع مشمول المبادرة او الاتفاق الى حد الرفض، بل لعلي لا أرى في ظل ذلك سوى إيجابية واحدة ووحيدة هي ايقاف الحرب او العدوان والحصار، فيما لم يعد هادي وحكومة الفنادق بالرياض سوى الزوبعة في تخريجات اعلام العدوان.
كيري من مسقط بات يمارس الامر ويأمر النظام السعودي بإنهاء العدوان، والنظام السعودي لاخيار له ولا إرادة ولاقرار إلا تنفيذ الامر الامريكي حين يأتي بصيغة الأمر.
ولذلك يعنينا التنبه بين طلب او مطالبة أوباما من ملك السعودية إنهاء الحرب، وبين الامر الامريكي "الكيري"، واستطيع الجزم لو أن اوباما حينئذ مارس مع سلمان صيغة الامر لنفذ سلمان ولاخيار له غير التنفيذ.
ولذلك يمكن القول إن اوباما طالب بإنهاء العدوان حينئذ وهو لأسبابه يريد استمراره فاستعمل صيغة الطلب او المطالبة وذلك يصبح بين حيثيات وأرضية الامر «الكيري» مؤخراً من مسقط.
قالوا إن هادي يرفض اتفاق مسقط بل وإن وزير خارجية امريكا اعتذر لهادي وهذا من بين سخافات تصحر وتوحل في آن، وهم حين يقولون بعد ذلك إن هادي طالب امريكا بمنحه يومين ليغير المعادلة على الارض -كما يزعم- فكيف نفهم او نقيس المسافة بين الاعتذار "الفضيحة" والمطالبة بيومين؟!
هادي يعلن انه لم يكن يعرف شيئاً عن العدوان وعاصفة الحزم إلا حين إبلاغه بالحدث في الغيظة، وحين يؤمر بما يناقض وينسف ذلك لايستطيع غير تنفيذ الأمر ولم يعد يخجل لأنه كـ"دمية" لم يعد له علاقة بقيم او مبادئ او حياء او خجل.
مبادرة كيري واتفاق مسقط هو نقلة من تحالف وحرب مع الارهاب بقيادة السعودية وامريكا الى تحالف لحرب ضد الارهاب في اليمن كحتمية امريكية دولية فوق اختلاف الآراء والرؤى وقياسات الفهم ومقاييس التفهم، ولذلك فالأهم هو إنهاء العدوان والحصار.
|