محمد عبدالله نائف - تعز تعاني من تغريدها خارج السرب، لقد دفعت ثمن محاولتها وميولها نحو المدنية.. تعز لم تعد القبيلة كما هو الحال في شمال الشمال او حتى في الجنوب التي بقيت فيها بعض اطلال القبيلة..
تعز لايوجد فيها عرف يحتكم الناس اليه وانما يحتكم الناس في مشاكلهم الى نصوص قانونية وليس الى قواعد السبعين او اعراف القبائل..تعز مواطنها ينفق مامعه على ابواب المحاكم، ينجز الحكم خلال عشر سنوات وهو طيب النفس ولايقبل بالعرف..
في مار س 2015م قبل ان تبدأ الحرب قلنا تعز تحكم بالقانون وعلى الاطراف التي تحضر إلى تعز حاملة السلاح حتى وإن كان على أكتافها فإن تعز ستفهم أن ذلك إعلان لانتهاك مدنيتها وأن ذلك سيكون مدعاة للدخول في نفق الحرب وأن على هذه الأطراف أن تغادر تعز وتتركها مدينة للجميع.. وحذرت في لقاءاتي مع كل المعنيين بحرب تعز وعبرت عن ذلك في كتاباتي عبر صفحتي على الفيسبوك ومع الأسف الكل استهان بالأمر واعتقدوا أن الحرب نزهة لن تمر ايام حتى تنتهي والكل اعتقد انه قادر على حسمها لصالحه.. وهاهي تعز التي دمرت على أيديهم ومر على بدء الحرب العبثية 600يوم دون رحمة ودون وازع من دين او ضمير وكل طرف له من المبررات الكثير وكل يلوح أن الطرف الآخر هو السبب..
تعز لم يعد فيها مشائخ او وجهاء فالدولة اسهمت الى جانب الاحزاب في قتل المشيخة والوجاهة معنوياً ومالياً بدعوى المدنية، وبالتالي لم يكن من المنطقي التعويل بحلول من طرف مقتول ولا أحد يستطيع نكران ذلك فياترى ماهي انجازات الاحزاب؟ لقد دمروا تعز وقتلوا ساكنيها، قارنوا بين تعز وبقية المحافظات الأخرى حتى المحافظات التي حصلت فيها مواجهات كمأرب والبيضاء اتفقوا على نقل المعارك خارج المدن ولم يسمحوا على الاقل بالقتل العشوائي للنساء والأطفال والعجزة والمسافرين، لم يغلقوا المرافق الصحية والتعليمية والخدمية، لم ينتقموا بهدم البيوت والمنشآت كما حصل في تعز التي نهبت وسلبت وبأي ذنب قتلت، لم يوقر فيها بيت أستاذ جامعي ولا بيت شيخ ولا بيت عالم ولا بيت تاجر ولا مغترب.
لكننا على ثقة ان الله سيأخذ بحق تعز ممن ظلمها عاجلا أم آجلاً وإن غداً لناظره قريب صبراً أيها الجرحى صبراً أيها المعاقون صبراً أيها النازحون.. إن الله على عونكم والأخذ بحقكم لقدير..
|