عبدالله الصعفاني - وددتُ لو أن الحكومة التي يرأسها الدكتور بن حبتور حكومة مصغرة .. لكن وقد توسعت على هذا النحو فإن الأهم من مناقشة الحجم والأسماء والبعد والقرب من التكنوقراط هو مغادرة الانشغال بالحجم إلى الانشغال بما يجب أن يُشغِل وارد التشكيل .. أفراداً وجماعة .
♢ وأول هام .. يجب على الحكومة اثبات أن توسعها لم يعكس الخلاف والمحاصصة للإرضاء الجهوي، وإنما التوسيع للجبهة بما لا تحضر معه الصعوبة في استدارة الفيل خصماً من حاجة البلد إلى الرشاقة .
♢ ثاني هام .. الشعب تعبان في المعيشة وفي الصحة وفي هذا الإحساس بالأوجاع التي تداهمه من كل مكان .. ومن العدل أن يكون وزراء حكومته “ الإنقاذية “ في مستوى إثبات الشراكة في الأوجاع وفي الربط على البطون وإعادة الاعتبار لرصيدنا من الحديث حول أن المسئولية مغرم وليست مغنمًا .
♢ ثالث هام .. على كل وزير أن يتجنب ما أسميته ذات يوم بخازوق الكرسي، حيث ما أن يتم جلوس المسئول المحترم على كرسي المسئولية حتى يتغير في كل شيء نحو الأسوأ .. يتعالى على مرؤوسيه .. يعزز علاقته فقط بمن يوقعون على الاستمارة والشيك .. يتصنع الشرف ويترك لموظفي السوء السرقة من الباطن لصالحه..
يستدعي المحسوبية فيزيد من تضخم أعداد المريدين والمطبلين من المحاسيب خارج الحاجة وظروف الزمان وأحوال المكان، ولا فرق بين أيام الرخاء والتوازن وبين أيام السرقة تحت مظلة كم الديك وكم مرقه .
♢ رابع هام .. جوهر ممارسة المسئولية هو طهارة اليد ونظافة الجيب وتحقيق العدل والمساواة وخدمة الجمهور ومكاشفة الرأي العام بالحقائق للتخفيف من الشائعات .. وقبل وبعد ذلك ليكن المحرك لأداء الوزير هو فقط القانون والدستور وليس الضغوط الجهوية من قبل بندق مشرف أو مرافقي شيخ أو هاتف من نافذ .
♢ أما خامس وأهم هام .. فهو إعادة الاعتبار للقدوة لأن استمرار سقوط القدوة في الأداء الحكومي يصيب الناس بالمزيد من الإحباط واليأس والقنوط، ولسنا ناقصين بعد أن اتسع الخرق على الراقع .
♢ وأخيراً .. المحسوبية تجرح مشاعر من لا ظهر له ، والسّفه في الإنفاق حتى ولو كان بسيطاً يزيد من أوجاع وقهر الناس، وجوهر أي حكم أو حكومة هو العدل في زمن السلم والرخاء فكيف يكون الحال ومعظم الشعب تحت خط الفقر والمعاناة ، وما إلى ذلك من مظاهر فساد الداخل وعدوان الخارج؟!
|