كلمة الميثاق - حكومة الإنقاذ الوطني برئاسة الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور إن لم تكن استثنائية يجب أن تكون كذلك.. لأن الأوضاع والظروف التي يمر بها الوطن والشعب اليمني استثنائية وغير مسبوقة في تحدياتها وأخطارها العسكرية والسياسية والاقتصادية والأمنية الناجمة عن الحرب العدوانية الإجرامية القذرة والشاملة التي تشنها السعودية وتحالفها الوحشي البغيض والمستمرة لما يقارب العامين بحجج كاذبة وباطلة تكشف بمرور الوقت أن هدفها الحقيقي إبادة اليمنيين وتدمير وطنهم وتمزيقهم الى كيانات مناطقية وجهوية وطائفية ومذهبية سعياً منها لمسح ومحو هويتهم الوطنية الحضارية التاريخية حتى لا يكون لها استمرارية وجودية في الحاضر والمستقبل.
لقد صمد شعبنا وقواه الوطنية أمام هذا العدوان الوحشي الغاشم وحيداً في تصدٍّ اسطوري لا نظير له، مفشلاً مخططاته، مسقطاً رهاناته، منتصراً عليه في ميادين الجبهات العسكرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية، وهذه الأخيرة اعتبرها النظام السعودي المجرم الحاقد ورقته الرابحة في فرض الاستسلام والإخضاع للشعب اليمني المفقر والمطحون بالأزمات وفتن الصراعات التي لعبت مملكة آل سعود الوهابية الارهابية دوراً أساسياً في وجودها وجعلها محوراً رئيسياً في عدوانه عليه منذ البداية وحتى الآن من خلال حصاره واستهدافه الذي لم يتوقف يوماً لبنيته التحتية ومنشآته التنموية والخدمية والاستثمارية والتي دمرت طائراته الآلاف منها.. وآخر محاولاته تجريد الشعب اليمني من مؤسسته النقدية بتوجيه الفار هادي وحكومة مرتزقة الرياض نقل البنك المركزي إمعاناً في تجويع الشعب اليمني وإذلاله وحرمان مئات الآلاف من المواطنين اليمنيين العاملين في قطاعي الدولة العسكري والمدني والقطاع الخاص من الحصول على مرتباتهم، والغاية إبادة ما يقارب 30 مليون يمني سواءً بأسلحة عدوانه العسكرية الحديثة الفتاكة أو مرضاً وجوعاً.
إن هذا الوضع المأساوي الكارثي الناجم عن همجية ووحشية وحقد العدوان السعودي هو الذي جاءت من أجل تجاوزه حكومة الإنقاذ الوطني التي استقبل اليمانيون إعلان تشكيلها بترحاب وتأييد ودعم شعبي لم يسبق لأية حكومة أن حظيت به، مدركين صعوبة المهمة المناطة بها والاستحقاقات الوطنية الكبرى التي عليها أن تنجزها لفرض السلام الشامل والكامل على عدو بربري خبيث ماكر وحاقد وأحمق أو الانتصار عليه عسكرياً واقتصادياً وسياسياً.. ولأنها حكومة إنقاذ، فالمطلوب في تشكيلة أعضائها أن تجسد الخارطة السياسية اليمنية، وتكون -كما أشار رئيسها الدكتور بن حبتور- حكومة سياسية مكونة من كفاءات وطنية لمواجهة موجبات متطلبات المرحلة المتمثلة في تعزيز صمود الشعب اليمني وفي طليعته قواته المسلحة المتمثلة في الجيش والأمن واللجان الشعبية ومتطوعي أبناء القبائل، معتبراً أن دعم الجبهات وصرف الرواتب لموظفي الدولة ومواصلة العمل باتجاه الحل السياسي المؤسس على وقف العدوان ورفع الحصار، يمثّل الخطوة الجادة على طريق السلام العادل والشامل بين اليمن والسعودية المعتدية..
إنها حكومة الإرادة الشعبية المنتصرة لسيادة الوطن ووحدته واستقلاله وحرية شعبه سلماً أو حرباً.
|