كتب/ محمد شرف الدين -
انفضت قمة مجلس التعاون الخليجي الـ37 التي اختتمت أعمالها في المنامة عاصمة البحرين بالخروج ببيان ختامي نمطي يكشف عن حدة الخلافات التي تنهش جسد هذا المجلس الذي أصبح مجرد ديكور لالتقاط الصور.. بينما اصبحت دول المجلس تواجه حراكاً داخلياً وتحديات اقليمية وتقاطع في المصالح والأجندات خرجت عن حدود التباينات كماهو الحال للعلاقات البينية مع دول المجلس والسعودية.
غير أن الجامع الذي مايزال يوحد دول مجلس التعاون هو دعم الارهاب واستمرار العدوان والحصار على الشعب اليمني.
حيث جددت دول مجلس التعاون في بيانها الختامي استمرار سياستها العدوانية تجاه اليمن والشعب اليمني من خلال فرض الاشتراطات السعودية المستحيل القبول بها لإيجاد حل سلمي للأزمة اليمنية, وهي الاشتراطات التي طالب بها الفارهادي ورفض خارطة الطريق إلا بعد تعديلها بنفس الصيغة التي وردت في بيان القمة وتحديداً فيما يتعلق بالمرجعيات التي انتهت مع بداية العدوان على اليمن.
واللافت أن قمة مجلس التعاون انقلبت على اتفاق مسقط الذي تم برعاية وزير الخارجية الأمريكي حيث تجاهلته القمة تجاهلاً تاماً في تأكيد على رفض الحلول السلمية للأزمة اليمنية ورفض الخيار العسكري, كما تجاهلت قمة مجلس التعاون الخليجي الإشارة من قريب أو بعيد لتداعيات الأوضاع الانسانية التي يعاني منها الشعب اليمني بسبب الحصار الجائر الذي تفرضه باطلاً على اليمن, ويظهر هذا التجاهل بشاعة الحقد والكراهية الذي تكنه دول الخليج للشعب اليمني وعدم اكتراثهم لمايتعرض له من مجاعة وامراض ومعاناة بسبب العدوان والحصار.
واللافت ايضاً أن البيان لم يشر من قريب او بعيد الى الفار هادي ممايعني انهم تركوا الباب مفتوحاً لشخصية بديلة يمكن لها أن تقوم بنفس الدور الذي قام به هادي.
وإذا كانت اليمن قد احتلت الحيز الأكبر في بيان القمة فذلك لايعكس أي رغبة من قبل دول مجلس التعاون لوقف العدوان وانهاء هذه الحرب التي تعد كارثية ليس على الشعب اليمني وإنما على الدول المعتدية ايضاً والتي انعكست في تردي اوضاعها الاقتصادية والأمنية والإجتماعية وغيرها, هذا خلافاً لماتتعرض له دول الخليج من ابتزاز مالي فضيع من قبل الدول الكبرى والمنظمات نظير صمتها المؤقت على ماترتكبه من جرائم حرب بحق الانسانية في اليمن والتي ستكون بمثابة فخ لإخضاع وإذلال قادة هذه الدول التي يدفعها تجبرها وتكبرها وغطرسة قياداتها للاستمرار في عدوانها الهمجي على الشعب اليمني الذي لن يفرط بدماء أبنائه.
قمة مجلس التعاون وضعت وبشكل صريح في بيانها الختامي شروطها لحل الأزمة ومن ذلك تجريد الشعب اليمني من أسلحته, ولم يتجاهل البيان الإشارة إلى تفاصيل مايسمى اتفاق 10 ابريل وتراتبية الخطوات الأمنية والسياسية والتي سبق ان نسفت بهذه الصيغة مشاورات الكويت.
وبالمقابل نجد أن بيان دول مجلس التعاون لم يعطي مثل هذا الحيز لمواجهة ايران التي اغلقت مضيق هرمز قبل ايام من انعقاد هذه القمة, وكالعادة توسل قادة دول الخليج ايران بتغيير سياستها في المنطقة.
وفي الوقت الذي نجد ان القوات السعودية والاماراتية وبقية قوات تحالف العدوان تحتل جزء من الأراضي اليمنية وطائراتها الحربية تواصل قصف القرى والمدن وصالات الأعراس وقاعات العزاء والمدارس والمستشفيات والأسواق نجد قادة دول الخليج يتوسلون ايران إنهاء احتلالها الجزر الاماراتية.
غير أن بيان القمة يكشف عن متغيرات جديدة ستشهدها المنطقة ولعل اهم ماتم ملاحظته في البيان هو الموقف الخليجي من مصر حيث أكدت القمة أنها تدعم التعاون بين صندوق النقد الدولي ومصر مايعني ان دول الخليج تخلت نهائياً عن مصر.