عبدالله الصعفاني - إنه سباق عربي حول مَنْ هو النظام الأكثر عمالةً .. وليس من مبرر للتعويل على مواقف الأدوات بصرف النظر عن مربعات التواجد .. ولذلك ما أسهل أن ترد على من يسألك حول الواقع المنظور والمستقبل المأمول أو غير المأمول بالقول : فتّش عن أجندة المخرج الكبير ؛ لأنه ببساطة يحدد ما يريد من الأهداف ثم يترك التفاصيل في صورة شبكة من الخيوط المتداخلة المستعصية.
♢ المخرج يرسم الهدف ويهيئ للوصول من خلال الحروب .. التمزيق .. التحالفات والانشقاقات، فما الذي تريده أمريكا كأكبر المخرجين في هذا العالم؟
هي تريد من العرب أن يبيعوا ثرواتهم ويودعوا عائداتهم هناك ثم تريد التشطيب على تلك الأموال بصفقات السلاح .. وقبل وبعد ذلك تريد من العرب بمئات ملايينهم البشرية ومئات المليارات من الدولارات أن يكونوا مجرد أصفار أمام إسرائيل المدللة .. ولا بأس أن يكون وقود الانضاج لهذه الأهداف اختلاق ورعاية صراعات مذهبية وطائفية دامية حتى صحَّ القول بأن إيران صارت هي نائب المخرج في المنطقة العربية، لأنه كما أن الأمريكي يريد استنزاف السعودية والخليج مادياً وأخلاقياً فإن إيران تريد استنزافه على طريقتها حتى ولو لم يصل الخراج إليها نقدًا .. ويكفي ملاحظة تصريحين إيرانيين فقط.. الأول بأن صنعاء صارت العاصمة الإيرانية الرابعة ، والثاني حول جاهزيتها لنشر قواعد لها في اليمن وسوريا بغرض استثارة الثأرات الخليجية المنفعلة المراهقة، ما يجعل من يضع مثل هذه التصريحات توقيتاً ودلالة وهدفاً وموقفاً ضمن مبررات واستدعاء السؤال متى نواجه إيران بهذا اللؤم السياسي بل ومتى تصل إليها رسالة أنها انكشفت حتى من ورقة التوت ؟
♢ ولا تسألوا عن الوطني والقومي والإسلامي والأممي في مواقف الأنظمة العربية ففيها ما يكفي لأن تصرخ المرجعيات في قبورها من شدة الصدمة وخيبة
|