عباس غالب - منذ الآن وصاعداً سيتوجب على العرب وتحديداً (الخليجيين) دفع فاتورة تحالفهم مع إدارة البيت الأبيض مع تولّي الرئيس الأمريكي الجديد رونالد ترامب مهام رئاسته في البيت البيضاوي مطلع العام.
وإذا كان ثمن فواتير كلفة التحالف مع أمريكا والغرب عموماً كانت تجري في السابق تحت الطاولة، فإن ترامب قد أعلنها صراحةً وعلى الملأ أنه يتعين على السعودية دفع ثمن حراسة الولايات المتحدة لأمنها، والأمر كذلك بالنسبة للدول الخليجية الأخرى.
ويبدو أن شهية الرئيس الأمريكي الجديد مفتوحة على الآخر ،فقد طالب مؤخراً الدول الخليجية بكلفة تأمين ممرات آمنة في سوريا لإخراج السكان المتضررين من المناطق الملتهبة.
وهكذا يبدو أن المسألة باتت اليوم واضحة للعيان وأنه ليست هناك صداقات وتحالفات تقوم على الرومانسية..وأن كل شيء بحسابه (وبالأسعار العالمية)!
ألا يستحق هذا الأمر من أشقائنا في الخليج ودول التحالف الذين يشنون عدواناً ظالماً وغير مسبوق على اليمن منذ نحو عامين ويتكبدون كذلك خسائر فادحة ..ألا تستحق هذه المواقف الأمريكية المعلنة قليلاً من التفكير والمكاشفة وبالتالي العودة إلى لغة العقل والحكمة من خلال تغيير سياسات العنجهية والإفراط في النظرة إلى الآخر، محكومين في ذلك بالطفرة النفطية التي باتت اليوم رقماً غير ذي جدوى.وبالطبع إذا ما أعاد الخليجيون النظر في تلك السياسات الرعناء والمواقف العدائية والتدخل في شئون الغير فإنه يمكن محاصرة الخطر الداهم الذي يتربص بكنتوناتهم من كل حدب وصوب ..وفي المقدمة الإدارة الأمريكية الجديدة التي تعمل تحت شعار : -كُلُّه بحسابه !!
|