افتتاحية اليمن اليوم -
يتباهى (المقدميان) عبدربه منصور وعلي محسن الأحمر بحظوتهما لدى آل سعود وبتربعهما على عرش عملاء العائلة وحيازتهما على الثقة الملكية في قيادة جيوش مرتزقتها (الإخوانجيين) لتدمير وتقسيم اليمن، وبكون هذا الزمان هو زمانهما الذي يتمنيان دوامه.. (مقدمي) للجنوب من الجنوب يتولى غزو محافظات (عدن الضالع لحج أبين شبوة حضرموت المهرة ) و(مقدمي) للشمال من الشمال منوط به غزو محافظات (صنعاء- الجوف- عمران- صعدة- حجة- الحديدة- المحويت- ريمة- ذمار).
الصورة تعكس نمطاً قديماً من الغباء السعودي يقوم على الاعتقاد بالتعلق بالهويات الجغرافية والمناطقية لتقسيم اليمن كهدف سعودي يجسد مرضاً مزمناً في رأس النظام وفي جسده المتداعي بأمراضه الكثيرة.
ولعله من الإنصاف القول إنَّ ليس كل آل سعود، داخل نظام الحكم، متورطين في الحرب على اليمن ومرضى بأحقاد ذويهم على وحدته واستقراره، فهناك من يرفض العدوان ولم يكن راضياً به، سواء بقلبه أم بلسانه وإن كان غير مسموع بما يكفي، وثمة من ينأى بنفسه عن سفك الدم المتواصل وتدمير بيوت الجيران ولكن بالطريقة التي لم تؤدِّ، بطبيعة الحال، إلى الحقن ولم تعقل جماح الجامحين الذين يتصدرون العدوان ويتربعون ورطته، غير أن النتيجة الإجمالية هي عاصفة من الارتدادات ستجرف الجميع ولن تستثني العاقل من المجنون. هذا الأمر يحتم على العقلاء المعتدلين في الأسرة الحاكمة العمل من قاعدة أن (من ضيع الحزم في أوقاته ندم)، وبما يترتب على هذا الفهم من مسارعة إلى اغتنام الفرص المتبقية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وبما يقتضي على العارف منهم إعلام الجاهل فيهم أن السعودية فشلت في الماضي بتقسيم اليمن عام 94م، كما فشلت قبل ذلك في إطفاء جذوة الثورة السبتمبرية، وأن ليس هناك تاريخ يمكن البناء عليه للاستمرار في هذا الجنون لإحراز رسم على المياه.
وبالصرف الكامل للنظر إن كان موقع (المقدمي) في عكفة العملاء باعثاً للتفاخر أم مدعاة للخجل والتواري عن عيون الناس، فإن الموضوع بالنسبة لـ(المقدميين) هادي وعلي محسن، وللإخوان المسلمين موضوع ارتزاق وتكسب وفرصة للاستعاضة عن فرص النهب الضائعة من سنوات الحكم.. وليس من الوارد لوم الانتهازيين على انتهاز الفرص المتاحة إن الأغبياء في آل سعود قد وهبوا أنفسهم فرصاً للانتهازيين سواء (الإخوان) أو المرتزق من شاكلة هادي ومحسن الذين يتعين عليهم العمل على دوام الحال.
* إفتتاحية اليمن اليوم