موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - 6364 مهاجر أفريقي وصلوا اليمن في شهر - الرئيس/ علي ناصر يعزّي بوفاة النائب البرلماني الدكتور عبدالباري دغيش - تدشين خطة الانتشار الإسعافي على الطرق السريعة - النواب يجدد الثقة بالإجماع لهيئة رئاسته لفترة قادمة - صنعاء: انطلاق حملة للتبرع لمرضى الثلاسيميا - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 43 ألفاً و799 - مع غزة ولبنان.. مسيرة مليونية بصنعاء -
مقالات
السبت, 24-ديسمبر-2016
الميثاق نت -     محمد علي عناش -
إن أكثر مايهدد الشعوب ويدمرها ويفتت وحدتها وكيانها الاجتماعي ويسقط مؤسساتها ونظامها السياسي، هي الصراعات الداخلية التي تتفجر بخلفيات عقائدية وأيديولوجية وطائفية وعرقية اوقبلية الى آخر الخلفيات الهوياتية أو مايتم التعارف عليها والتعبير عنها بـ"الهويات القاتلة" كمعظم الصراعات الكارثية والمأساوية التي حدثت في بعض دول أفريقيا وآسيا وكما حدثت في اوروبا في القرون الوسطى، وكذلك الصراعات الحالية في بعض المناطق العربية كالعراق وسوريا وليبيا واليمن التي تحمل بصمات ودوافع وأسباب هذا النوع من الصراعات التي تؤججها وتغذيها ثقافة الكراهية.. ليس بالضرورة أن تسوى التبايانات الأيديولوجية او الدينية بالصراعات وإنما بتنمية ثقافة المشتركات بين البشر وكفالة الحقوق والحريات وحمايتها.. وليس بالضرورة أن تمر جميع الشعوب بهذه الأنواع من الصراعات التي مرت بها اوروبا، وإنما يمكن تجاوزها بالإصلاحات الدينية والاقتصادية وإعادة فرز المجتمع الى مؤسسات مدنية ونقابية وإنتاجية.. الصراعات لاتثور فجأة وإنما عندما تنمو ثقافة الكراهية وتتخصب في أوساط المجتمع، ولذا فهذه الصراعات هي الحصاد المر لتنمية ثقافة الكراهية والتطرف في الأفكار والمعتقدات والانتماءات الاجتماعية والعرقية، وهي حالة مرضية سيكوباتية تقفز على ماهو مشترك بين أفراد المجتمع الواحد بمختلف تعددهم وتنوعهم، وتتجاوز قيم التعايش المشترك، مقابل تضخم سلطة الأنا والرؤى الأحادية القامعة للآخرالمختلف، فتنمو ثقافة الكراهية وتجد لها مجالاً واسعاً للاستقطاب والفرز المشوه والمرضي لقوى المجتمع، ويتضخم الاحتقان بداخله فيتفجر في النهاية في شكل صراعات عصبوية كارثية.
لاتوجد قضية عادلة وأخلاقية للصراعات والاختلافات ذات الأبعاد التعصبية والمشاريع الصغيرة المأزومة القائمة على ثقافة الكراهية والإلغاء، ولن تفضي إلى دولة العدل والمساواة ولا إلى أنظمة ديمقراطية وإنما إلى سلطات وأنظمة مستبدة وفاسدة، وشعوب مقموعة وفاقدة للأمن والاستقرار والتنمية والرخاء المعيشي، نتيجة لسيطرة الأقلية واستحواذها على السلطة والثروة بقوة الغلبة والعصبية لدين أو مذهب او عرق او منطقة، واستنزافها لثروة المجتمع في المحافظة على بقائها واستمرار سلطتها.. التاريخ مليئ بمثل هذه الصراعات وهذه النماذج والأنماط السيئة من الدول والأنظمة التي خلفت وراءها كوارث ومآسي وجراحات لن تندمل بسهولة.. لن نذهب بعيداً ولن نغوص في أعماق التاريخ كي نستشهد وندلل على كلامنا ونأتي بالنماذج من الصراعات التي قامت على ثقافة الكراهية والعصبوية فكل محطات التاريخ البعيد والقريب تعج بذلك وكأن تاريخ البشرية مدون بحبر احمر من دماء بني البشر سُفكت نتيجة ثقافة الكراهية والإلغاء.
مشروع الربيع العربي الذي تحرك فجأة في الشارع العربي مطلع 2011م،لم يكن مشروعا للتغيير والحياة، بقدر ماكان مشروعاً تدميرياً ومشروعاً للفناء والفوضى والصراعات العصبوية، وأدوات هذا المشروع كانوا هم الإخوان المسلمون ومن التف معهم من القوى المتطرفة والمأزومة، لأن هذا المشروع تأسس على ثقافة الكراهية وتنميتها في أوساط المجتمعات العربية تحت شعارات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان من أجل الوصول للسلطة، وهي سلطة النوع الواحد القامع للآخر، كما رأينا حوادث السحل الطائفي في شوارع القاهرة في عهد الإخوان، والاغتيالات اليومية في شوارع صنعاء في عهد الإصلاح والعمليات الانتحارية في الجوامع.. وها نحن بعد مرور ست سنوات من مشروع ربيع الفوضى والكراهية، نشهد النتائج ونجني الحصاد المر في كل البلدان التي استوطن فيها هذا المشروع.. تيار الإخوان المسلمين وتيار الوهابية هما معاول الهدم والفوضى والتخلف في المجتمعات العربية وهما الينابيع الغزيرة التي تتدفق بثقافة الكراهية والتطرف وتأجيج الصراعات المدمرة، لإنهما لايحملان مشروعاً للحياة والتعايش وإنما مشروعاً مأزوماً وضيقاً ومتخلفاً يكرس سلطة التنظيم والمذهب عبر ماكينة إعلامية هائلة وعبر أدوات تنظيمية بالغة التخلف في التفكير والوحشية تجاه الآخر، كداعش والقاعدة وغيرهما من المسميات التي تمارس الجريمة وترتكبها وهي في حالة خدر فكري وموت للضمير والعقل وامتلاء بثقافة الكراهية المتلبسة بشعارات سياسية ودينية مقدسة.. كما أن الذي يحدث في اليمن وبالتحديد في المحافظات الجنوبية ومحافظة تعز،هو نتاج لهذه الثقافة وتنميتها في اوساط وفئات المجتمع والتعبير عنها بأشكال مختلفة ومسميات متعددة كالمقاومة والحراك الجنوبي والفصائل المختلفة،والتي تحولت الى أدوات يحركها ويمولها قطبا ثقافة التطرف والكراهية الإخوان والوهابية.
ثقافة الكراهية هي ثقافة المأزومين والمتخندقين خلف مشاريع صغيرة وخلف مشاريع متطرفة ورجعية تستثمر وتوظف الدين والجغرافيا توظيفاً سيئاً وخطيراً يدمر وحدة المجتمع ويمزق نسيجه الاجتماعي والثقافي المتناغم ويلغي القيم المشتركة والثوابت الوطنية والقومية لبلوغ السلطة بالفوضى والعنف والإرهاب وقوة الغلبة.. هي ثقافة الانتهازيين من القوى السياسية الذين يتخندقون خلف الشعارات الكبيرة التي لا يخلصون لها ولا يتمسكون بها لإنجازها وتفعيلها على أرض الواقع، بوعي وضمير خلاق وناضج متحرر من الانتماءات المريضة وثقافة الكراهية، وإنما يتسترون خلفها لتحقيق المصالح وممارسة الانتقام السياسي وتصفية الحسابات وإقامة حقول المكائد.. هي ثقافة الغوغائيين والرماديين الذين لا يستطيعون التحرك إلاَّ في الفوضى وضبابية الأحداث، فيعرضون أنفسهم للبيع في سوق الأحداث والسياسة الرخيصة والهابطة، لممارسة التضليل والنفاق وقلب الحقائق وتمييع القضايا الوطنية وتشويه المفاهيم وضخ ثقافة الكراهية، ليغدو على أيديهم الإرهابي مقاوماً، والسحل في الشوارع بطولة، والعمالة ذروة الوطنية، والعدوان فعلاً قومياً ودينياً مشرفاً.
نحن الآن نجني الحصاد المرّ والكارثي لثقافة الكراهية وتنميتها البشعة من قبل هؤلاء المشوهين والصغار.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)