رجاء الفضلي -
تعالت أصواتهم اليوم بعد أن أحكم الجيش السوري قبضته على مدينة حلب، وذهب المعتدون والمحرضون والداعمون وعلماء الإفك ودعاة الارتزاق يصرخون «حلب تستغيث» «واسلمان» «وا أوباما» «وا أردوغان» «وا هولاند»، كما ظهرت وسائلهم الإعلامية المنحطة تتحدث عن جرائم الحرب التي ارتكبتها روسيا ومعها الجيش السوري في حلب، وتعدد المنشآت الخدمية والمصالح العامة التي تم استهدافها وتدميرها من قبل سلاح الجو الروسي، كما استمرت كعادتها في المتاجرة بدماء الأبرياء، وتوظيف الدين لمصالحها القذرة!..
كما ذهبت هذه الوسائل الإعلامية تستعرض حجم الدمار الذي طال حلب من مدارس ومستشفيات ومساجد، متناولةً تقارير بعض منظماتهم التي تتهم روسيا بارتكاب جرائم حرب!!..
أردوغان يطالب بإخراج من تبقى من العناصر الارهابية الداعشية عبر ممرات آمنة، وهولاند يدعو مجلس الأمن للانعقاد لمناقشة سقوط حلب، ودول الخليج تبكي على طريقتها المعهودة وتصعد من عدوانها في اليمن وتغازل روسيا، وأوباما يظهر من جانبه مهدداً روسيا التي أسهمت في فوز ترامب ويتهمها بالتلاعب بالانتخابات الأمريكية!!..
صراخ وضجيج لا حدود له من قبل حماة الارهاب ومشعلي الفتن والحروب وفي مقدمتهم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وتركيا أعوان الشيطان وتلامذته!.
أين هؤلاء الأوغاد من العدوان على اليمن وقتل المدنيين وتدمير المساجد والمدارس والمستشفيات وشبكات الاتصالات والطرق والجسور والموانئ والمطارات والمصانع؟!..
أين هم من الجرائم والمجازر الارهابية البشعة التي يرتكبها النظام السعودي في اليمن منذ قرابة العامين؟!
أين هم من جرائم الحرب التي ارتكبها هذا النظام وحلفاؤه في قاعات العزاء وصالات الأفراح ومنازل المواطنين الآمنين؟! أين هم من الحصار والتجويع والقتل اليومي المستمر للمدنيين اليمنيين منذ قرابة العامين؟!
تبت أيديهم جميعاً على سياساتهم القذرة عديمة الأخلاق.. سياسة المعايير المزدوجة أو الكيل بمكيالين التي يمارسونها ويكشفون عنها بوضوح في تعاملهم مع مختلف القضايا في العالم!..
يتباكون على حلب وعلى جماعاتهم الارهابية التي أرسلوها لتخريب وتدمير سوريا وقتل السوريين.. فيما نراهم يحرضون ويدعمون ويؤيدون العدوان السعودي الارهابي على اليمن واليمنيين، بل وينكرون استهداف المدنيين أو ارتكاب جرائم حرب في اليمن وانتهاك القانون الإنساني الدولي!!
تبت أيديهم جميعاً وفي مقدمتهم الدول التي توجه لها الاتهامات بارتكاب جرائم حرب وانتهاك القانون الإنساني الدولي في سوريا، فيما بقيت تهادن العدوان السعودي على اليمن وتشاهد الجرائم والمجازر المرتكبة بحق المدنيين وتلتزم الصمت!
تلك الدول تدَّعي لنفسها مبدأ في سوريا، فيما ممارساتها وأقوالها في مكان آخر تظهر العكس تماماً!..
جميعهم أوغاد وبلا قيم وأخلاق، يكيلون بمكيالين ويتعاملون بازدواجية في قضايا واحدة وتتشابه مع بعضها!..
يصمتون في الحالة اليمنية، وتتعالى أصواتهم في الحالة السورية من منطلق بعيد عن الأخلاق والقيم كذباً وزيفاً وهو منطلق المصلحة الخاصة والاستراتيجية التي يسيرون عليها..!.
وليبدو مفهوم القانون الإنساني الدولي الذي يتحدثون عنه هو: حيثما تكون مصالحنا تعلو أصواتنا وتتحقق العدالة والمساواة!..
تبت أيديهم جميعاً.. ولتذهب تلك المفاهيم والمعايير الى الجحيم.. ولن تسقط العدالة، ،ولن يضيع الحق مطلقاً..