معمرعبداللطيف راجح -
من خلال المشاهدة والمتابعة والمراقبة لما حدث ويحدث لبعض البلدان العربية من تحولات يزعم البعض انها تسير في الاتجاه الديمقراطي بينما هي الحقيقة الموثقة على ارض الواقع والتي لا يستطيع احد ان ينكرها تكشف عن وجود أيادٍ خفية وبمساعدة خليجية تعمل في بعض دول الوطن العربي لإيجاد ديمقراطية طائفية تحطم وتدمر تلك البلدان اكثر من تقدمها بل ان الأنظمة الديكتاتورية قد تحقق منفعة لتلك الدول أفضل من تطبيق الديمقراطية الطائفية..
العراق على سبيل المثال كان في شتى نواحي الحياة أفضل في ظل النظام العسكري أو نظام الحزب الواحد، من النظام الديمقراطي الطائفي والمحاصصة الطائفية المتبعة حالياً في النظام السياسي للعراق..
وكذلك الجمهورية اللبنانية فقد عجز اللبنانيون لأكثر من عامين عن التوافق على اختيار رئيس للبلد وذلك العجز هو ثمرة اتفاق الطائف والذي أقر على أساس طائفي ووفقاً لمؤامرة فرنسية شرعنت أن يكون للمسيحيين حق منصب رئاسة الدولة وللسنة منصب رئاسة الحكومة وللشيعة رئاسة البرلمان.. وما نخشاه أن يتم الشرعنة للنظام السياسي في اليمن على نفس الطراز والنموذج العراقي واللبناني فالدول الغربية ودول الخليج كانت لها الباع الاول في صياغة وفرض الديمقراطية الطائفية في تلك البلدان وهي بذلك تحقق أهدافها، وبالنسبة لدول الخليج فهي تعرف ان تطبيق الديمقراطية الطائفية ونظام المحاصصة الطائفية في الوزارات والإدارات بين مختلف الفرق المختلفة للدول العربية سوف يولد نظاماً سياسياً مشوهاً سيئاً عند مقارنته بالأنظمة الملكية الحاكمة في دول الخليج بحيث يثبت المزاج العام والواقع بدون جدل ان الأنظمة الملكية أفضل من الأنظمة الديمقراطية، وكذلك تظل دول الخليج مسيطرة على القرار السياسي او جزء منه في تلك الدول، والجزء الآخر بيد قوى خارجية مضادة كما هو الحال في لبنان والعراق.
وبالنسبة للأهداف الامريكية والغربية الديمقراطية الطائفية في بعض أنظمة البلدان العربية تكمن في ان هذا النوع من الديمقراطية تمكنها وبسهولة من القضاء على هذا النظام أو ذاك في الوقت الذي تريد عندما تتعارض مصالح تلك الدول صاحبة الديمقراطية الطائفية مع المصالح الامريكية والغربية والخليجية كون الديمقراطية الطائفية تصنع دولاً ضعيفة هشة وقيادات تحكم تلك الدول، بينما ولاؤها لدول خارجية لا للوطن الذي تحكمه.. فمثل هذه الدول والقيادات يكون من السهل إشعال حروب أهلية بينها في عشية وضحاها عندما تقرر الدول الغربية والخليجية ذلك، مع العلم ان من الصعب على الدول الغربية والخليجية عمل ذلك عندما تسود الديمقراطية الحقيقية التي تجعل من الصعب على الدول الغربية ان تشعل حروباً داخلها كما هو الأمر في الدول الدكتاتورية ذات الحزب الواحد والتي هي محصنة من التدخلات الخارجية اكثر من دول تحكمها ديمقراطيات طائفية.. ولذلك نعتقد أن من مصلحة أمريكا والغرب ودول الخليج دعم الديمقراطيات الطائفية في البلدان العربية لخدمة مصالحها..