معمر أحمد عبداللطيف راجح -
تابعت وسائل الاعلام العربية والدولية خلال تغطية أعمال قمة دول مجلس التعاون الخليجي وأيضاً زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز لبعض دول مجلس التعاون الخليجي وان تلك القمة والزيارات من اهم أهدافها السعي لانتقال مجلس التعاون الخليجي الى مستوى الاتحاد الخليجي اي من تعاون الى اتحاد.. وعند سماع ذلك الخبر في وسائل الاعلام بقيت لعدة ايام ابحث عن الفوائد والمزايا التي قد تتحقق لدول الخليج من التحول من التعاون الى الاتحاد ولم أستطع ان اجد فائدة لهذا التحول، وفي غمار هذا البحث تذكرت القاعدة المعروفة في علم الرياضيات والتى تقول على ان مجموع الأصفار يساوي صفراً وان الصفر عندما يضاف للمعادلة الرياضية لا يغير من قيمتها.. لذلك استنتجت استنتاجاً سياسياً انه مهما تحول الكيان السياسي لدول الخليج من مجلس تعاون الى اتحاد او الى وحدة اندماجية فإن النتيجة ستظل صفراً، وإذا ارتقى الحال فإنه سيكون نتيجته صفراً كبيراً!
هذا هو الحال المؤسف والمحزن لي ولغيري من أبناء العروبة في وطننا العربي، وربما ان السفاح سلمان عرف هذه الحقيقة وتذكرها اثناء جلسات القمة فسارع الى دعوة رئيسة الوزراء البريطاني لحضور القمة محاولاً أن يضيف رقماً صعباً الى المعادلة الصفرية السياسية لدول الخليج !
هذا هو الحال في دول الخليج وغيرها من دول الوطن العربي.. وانا هنا اعبر عن واقع الحال المحزن لوطننا العربي خصوصاً عندما نرى دولة مثل الجمهورية الإيرانية كانت ثورتها بعد فترة زمنية كبيرة من الثورات العربية بعشرات السنين ودخلت في حرب لمدة ثمان سنوات مع العراق ومع ذلك استطاعت ان تكسر الحلقة المفرغة وتنطلق نحو التقدم والرقي، فيما هناك دول عربية سبقتها في ثوراتها او بالأصح في اعيادها الوطنية ولم تطلق طلقة واحدة منذ عشرات السنين وحتى 26/مارس/2015م (بداية العدوان على اليمن) ومع ذلك عند مقارنتها بالجمهورية الإيرانية نجد الفارق شاسعاً في شتى جوانب الحياة.. مع العلم بأن الدول الخليجية وبعض دول الوطن العربي تصدر من براميل النفط ما لا تصدره ايران وتجني مقابل ذلك عوائد مالية ما لم تحصل عليه ايران، ومع كل تلك المزايا الموجودة في اقتصاديات بعض البلدان العربية والتى تفوق بكثير المزايا في الاقتصاد الإيراني إلاّ أن ايران تقدمت في شتي مجالات الحياة، ولم نتقدم نحن العرب او لم نستطع ان نتعادل مع إيران في التقدم.. فلماذا؟