موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


في الذكرى الـ"57" لطرد آخر جندي بريطاني..30 نوفمبر.. كابوس يُخيّم على المحتل ومرتزقته - سياسيون وصحفيون:التحركات العسكريةالأخيرةتهدف للتحكم بالممرات المائيةونهب خيرات اليمن - أكاديميون لـ"الميثاق": لـ30 من نوفمبر قدّم دروساً لكل الطامعين في أرض اليمن - فعالية خطابية في صنعاء بذكرى 30 نوفمبر - الوهباني: الـ30 من نوفمبر تاريخ كتبه اليمنيون بدمائهم - الراعي: شعبنا لا يُذعِن ولا يقبل بمن يدنّس أرضه أو يمس سيادته - 30 نوفمبر.. انتصار شعب - الشريف : تضحيات المناضلين أثمرت استقلالاً وطنياً ناجزاً في الـ 30 من نوفمبر - مجيديع: على القوى الوطنية تعزيز مواجهتها للاحتلال الجديد - الخطري: 30 نوفمبر محطة لتعزيز النضال ومواصلة الدرب لنيل الحرية والاستقلال -
مقالات
الميثاق نت -

الإثنين, 16-يناير-2017
عبدالرحمن مراد -
< لم أكتب عن صالح بالقدر الذي كتبت ضده إبان فترة حكمه، لكن العواصف التي حدثت على الوطن منذ عام 2011م الى الزمن الذي نحن فيه أي مطلع عام 2017م، تحدثت الفترة عن الرجل كجوهر وليس كشكل وكسلطة وكبهرج، وهو ما كان غائباً عني، فأنا من مواليد 1972م، وتولى صالح عام 78م أي أن وعي الفتى الذي كنته تفتَّق على صالح كرئيس فلم نكن نرى سوى معائب حكمه، ولم نكتشف قيمة الرجل/ الفرد ولكننا رأينا الرجل/ الجماعة، رجل الحكم الذي يحكم بلداً وفق رؤى تتوافق مع طبيعة اجتماعية متنافرة وطبيعة ثقافية متضادة ومتصارعة، وأزمنة تتزاحم على مراحل الوجود السياسي والاجتماعي والثقافي وربما الاقتصادي.
جاء صالح السلطة في 17 يوليو 1978م كانت اليمن حينئذٍ تتقاذفها أمواج الصراعات الداخلية ذات الولاءات الإقليمية والدولية، فالمعسكر الغربي الممتد من أقصى الكرة الأرضية الى السعودية كان قد فرغ للتو في ذلك الزمن من تفقيس مخططه لفرض هيمنته على مفردات القرار السياسي وفرض ثنائيته في الهيمنة والخضوع باغتيال الرئيس إبراهيم الحمدي الذي بدا أكثر ميلاً الى المعسكر الشرقي، وشعر المعسكر الشرقي بطعنة في خاصرته كانت جد مؤلمة، فردَّ باغتيال أحمد حسين الغشمي الذي خلف سلفه الحمدي على كرسي الحكم في القصر الجمهوري بصنعاء وأحدث ذلك الصراع المتقارب في زمنه حالة من الهلع والخوف، وحالة من التنافر في النسيج الاجتماعي الوطني، كما أنه أحدث فرزاً وتمايزاً وتحالفات اجتماعية وسياسية، وبنى كتلاً عسكرية متصارعة، وكتلاً حزبية ذات ارتباطات وولاءات خارجية، ولم تكن اليمن بمنأى عن الحرب الباردة بين الشرق والغرب بل كانت مسرحاً لمواجهات بين المعسكرين، كل ذلك المناخ السياسي المتصارع والمحموم والمشتعل أواره، لم يكن يرتكز على بنية دولة، فالثورة التي اندلعت عام 1962م لم تكن الا امتداداً للماضي، إذ لم تتمكن من البناء والتأسيس للدولة الوطنية الحديثة، بسبب الحرب التي نشبت بين الجمهوريين والملكيين واستمرت من عام 1962م الى 1970م بدعم وتمويل سعودي محض والهدف من ذلك خوف السعودية من النظام الجمهوري أن يمتد لها، والهدف الآخر هو الخوف من عوامل النهضة والتحديث والاستقرار بذريعة أن استقراره سيكون تهديداً مباشراً لنظام آل سعود، واستمرار ذلك، والموقف العالمي مما كان يحدث في اليمن زمنئذٍ يمتد الى الصراع بين المعسكرين الشرقي والغربي، ولذلك حين وضعت السعودية راية الحرب ومالت الى اتفاقية مارس 1970م جنح العالم الى تمويل الصراع بين شطري الوطن اليمني، فقد كان الصراع بين شطري الوطن هو العامل الذي يقف حائلاً دون بناء الدولة الوطنية، وبعد وصول حركة 13 يونيو 74م إلى سدة الحكم حاولت استعادة الدولة التي يتنازعها الإقليم والعالم من خلال تفكيك منظومة الكتل التاريخية والجماعات والأحزاب ورؤساء العشائر من بناء دولة المواطنين كما تجلى ذلك في توجهات حركة (13 يونيو) وخطاباتها وأدبياتها، ومثل ذلك كان غائضاً موجعاً لبعض الكتل وكان حادث (11أكتوبر 77م) الذي قاده صالح الهديان الملحق العسكري السعودي بصنعاء قد قضى على حلم اليمنيين باغتيال الرئيس إبراهيم محمد الحمدي، وأمام بشاعة الصورة الكائنة يومذاك، وحركة الواقع التي يصفها الزعيم برؤوس الثعابين المتربصة بالنشاط والتفاعل السياسي جاء صالح في 17 يوليو 78م ليرقص على تلك الرؤوس محققاً توافقاً سياسياً تحت مظلة المؤتمر الشعبي العام في اغسطس 82م، ثم اتجه الى تنمية البعد الاقتصادي، إذ تم إعلان عام 84م عام الزراعة، وشجع القطاع الخاص على إنشاء المصانع ، فتناثرت وتعددت، فتناثرت على الجغرافيا الممتدة بين الحديدة وتعز، وتعددت في منتجها، وإن كانت في تلك تلبي حاجة المرحلة، وفي ذلك الزمن نشطت صناعة الاسمنت التي كانت تلبي حاجة السكان وحركة العمران التي زاد طلبها، وفي البعد السياسي الداخلي عمل على تطوير فكرة هيئات التعاون الأهلي بصلاحيات أكبر في صيغة المجالس المحلية، وتم التأسيس للسلطة التشريعية - مجلس الشورى- بانتخابات مباشرة من المواطنين، وانطلق مشروع تقنين الشريعة الاسلامية، وحدث في زمنه إصدار منظومة تشريعية ناظمة لم تكن موجودة من قبل لعدة عوامل أشرنا بشكل موجز لها في السياق، وفي السياسة الخارجية أقام علاقات حسنة من دول العالم، وفي البعد الثقافي شهدت الثقافة نشاطاً ملحوظاً حيث تم تحرير المخطوطات وطباعة بعضها، ونشطت الفرق الفنية والمسرحية ونشطت حركة الفكر والأدب، وسافر الأدباء والفنانون والكتّاب والمفكرون الى خارج اليمن للتعريف بالبلد، خرج للتو من أقبية الماضي ليعلن عن وجوده، فكانت الأسابيع الثقافية في الدول العربية والعالمية بمثابة الاحتفال أو الإعلان بميلاد الدولة اليمنية الحديثة، تلك هي أبرز ملامح قبل عام1990م ولن أتحدث عن مرحلة ما بعد 90م و لكني سوف أوجز الحديث عن صالح الانسان والمواطن الذي رأيته بعد تسليمه السلطة في 22 فبراير 2012م.
بعد حادث جمعة رجب في عام 2011م كان بإمكان صالح أن يحرق صنعاء بمن فيها، ولكنه ظهر متسامحاً وهو يغرق في دمائه في حين احتفل خصومه وخاصة الإسلاميين وذبحوا الجَزُور وأعلنوا يوم تفجيرهم جامع الرئاسة الذي أصيب فيه صالح عيداً ثورياً كما زعموا، وكان الفرق بين الحالين يظهر تفوقاً أخلاقياً لصالح، وحاول صالح تسليم السلطة حقناً للدماء، في حين كان شعار خصومه «كلما زدنا شهيداً كلما اقترب النصر»، ولذلك أمعنوا في قتل الناس في المظاهرات وفي الاقتحامات وفي المظاهرات التي حملت المسميات: جمعة الكرامة، حي الإذاعة، جولة كنتاكي، حي النهضة وغيرها التي دلّت الوقائع والأدلة أنها من صنع خصومه ولم يكن للنظام يد في إراقة تلك الدماء، لقد انحنى صالح للعاصفة حتى تمر ولكنه عاد أكثر هيمنةً على مفردات واقعها فالذين هتفوا برحيله لحقهم غضب الرحيل فلم يبقَ منهم أحد في الديار اليمنية، والذين حشدوا الناس ضد صالح في 2011م بالكذب والتضليل لم يطل بهم التضليل حتى عرف الناس الحقيقة والتفوا حول صالح فزادت شعبيته وترمدوا حتى كأنهم أعجاز نخل خاوية، وحين ذهب خصومه الى أحضان أعداء اليمن رفض كل المغريات والتحم بتراب اليمن.. وها هو اليوم يتجول في شوارع صنعاء ويجول في أرجاء اليمن ويذهب الى الجبهات، في حين تترصد الأجهزة الاستخبارية العالمية والأقمار الصناعية أملاً في تحديد موقعه للنيل منه لكنه يتجول في المولات والأسواق محتمياً بسياج محبة شعبه، وتلك هي الزعامات وقلّ من يتصف بها هذا الزمن عدا صالح الرجل الاسطورة.

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
بقلم/ صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
وداعاً أمير القلوب
راسل عمر القرشي

حاضر الاستقلال.. وأتباع الاستعمار
د. عبدالعزيز محمد الشعيبي

في يوم الاستقلال.. كُنا وأصبحنا..!!
د. عبدالوهاب الروحاني

دعوة لإحياء قِيَم الرجولة السامية
عبدالسلام الدباء *

اليمن يغني ويرقص منذ الألف الأول قبل الميلاد
منى صفوان

مجلس بن عيسى والمزروعي.. وجهان لعملة واحدة
سعيد مسعود عوض الجريري*

الغرب "الأخلاقي" جداً !!
عبدالرحمن الشيباني

الأهمية التاريخية لعيد الجلاء ودلالته في البُعد العربي والقومي
مبارك حزام العسالي

نوفمبر به حل السلام في جسد الوطن
عبدالناصر أحمد المنتصر

نوفمبر.. تتويجٌ لنضال اليمن
علي عبدالله الضالعي

30 نوفمبر يومٌ عظيمٌ من إنجازات شعبٍ عظيم
د. عبدالحافظ الحنشي*

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)