- < يصر النظام السعودي وعبر الفار هادي على الدفع بتجار الحروب ومرتزقتهم إلى مختلف الجبهات لاسيما إلى ذوباب وجبال العمري وكهبوب المحاذية أو القريبة من مضيق باب المندب التي شهدت منذ مطلع الأسبوع الماضي مواجهات هي الأعنف منذ بدء العدوان في الـ26 من مارس 2015م.
وعلى الرغم من الخسائر الفادحة التي مني بها تحالف العدوان ومرتزقته سواءً من حيث القتلى والجرحى أو الآليات العسكرية إلاّ أن زحوفاتهم إلى هذه المناطق لم تتوقف، وهو ما يكشف التوجهات الحقيقية لتحالف العدوان وأهدافه الموضوعة للسيطرة على مضيق باب المندب والمناطق المحيطة به!
النظام السعودي الذي يشن هذا العدوان على اليمن بحجة إعادة شرعية الفار هادي المنتهية الصلاحية يعمل منذ عامين على تنفيذ المخطط الغربي المدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا والذي يهدف إلى السيطرة على مضيق باب المندب والاستحواذ على جزيرة ميون وتحويلها إلى قاعدة عسكرية تتمكن من خلالها السيطرة على الملاحة البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن وبما يسهل لاحقاً تضييق الخناق على مصر كهدف قادم في سياق المخطط التآمري وتحقيق مشروع الشرق الأوسط الجديد والذي يتم تنفيذه منذ العام 2011م، على حساب مشروع الوطن العربي الكبير الذي شارك النظام السعودي وبعض دول الخليج في تدميره وانهائه.. ويكفي أن نشاهد بتمعن ما يحدث في المنطقة العربية لتتضح الصورة بجلاء لاسيما لدى البعض من المجتمعات والشعوب العربية التي تجهل أو تتجاهل طبيعة ما يعتمل من أحداث ووقائع!!
النظام السعودي ومعه بعض الأنظمة الخليجية هي من تدعم وتمول وتنفذ هذا المشروع الهادف إلى تفتيت الدول العربية وتحويلها إلى كنتونات صغيرة، وهذا الانتحار الذي تقوم به في اليمن منذ قرابة العامين ليس من أجل عيون الفار هادي وحكومته وشرعيتهم المزعومة، وإنما يندرج في هذا السياق ولكن ما عسانا نقول لمن لم ينعم الله عليه بالفهم الصحيح!!
الفار هادي الذي يستمر في الدفع بأبناء المحافظات الجنوبية إلى جبهات القتال في المناطق المحيطة بمضيق باب المندب، هو أداة قبيحة يستخدمها العدوان لتنفيذ هذا المخطط في اليمن، وكل ما يقوم به ليس الهدف منه تحرير تعز ومن ثم إعادته إلى صنعاء- كما تحدثنا عن ذلك في أعداد سابقة- وإنما لتأمين الحدود الجنوبية ومن ثم الاعلان عن الانفصال وتحويل المحافظات الجنوبية إلى أقاليم صغيرة تتصارع فيما بينها!
كما يعمل النظام السعودي على اشعال المزيد من الحرائق في المناطق الشمالية والدفع بمرتزقته إلى جبهات القتال فيها، وابقائها في حالة حرب دائمة انتقاماً من القوى الوطنية التي تواجه هذا المخطط، وتلقن العدوان وتجار حروبه ومرتزقته الدروس العظيمة في الوطنية، كما تعكس الإرادة الحقيقية للشعب اليمني الرافض تجزئة وتفتيت وتفكيك اليمن..
ما يقوم به النظام السعودي وحلفاؤه ومعهم المرتزقة في الداخل الوطني من عمليات عسكرية وزحوفات في ذوباب وجبال العمري وكهبوب، وغيرها من جبهات القتال، لن يحقق من ورائها شيئاً، وستصطدم كل تلك العمليات بالإرادة العسكرية والشعبية اليمنية الصامدة والشامخة، وستنكسر قوى العدوان وتعود من حيث أتت خائبة مدحورة بإذن الله..
ويخطئ النظام السعودي ومن تحالف معه إنْ توقع عكس ذلك، وكما فشل مخططه التآمري في تقسيم سوريا وتغيير النظام فيها وتفكيك جيشها الوطني سيفشل في اليمن، وسيذهب مشروعه التقسيمي- أو بعبارة أصح المشروع الغربي والذي يقوم على أساس طائفي ومذهبي- أدراج الرياح!
إن اصرار النظام السعودي على الاستمرار في هذه الحرب ومواصلة استهداف المدنيين وتدمير اليمن ورفضه عدم الجنوح إلى السلم وايقاف العدوان لن يؤدي إلى نتيجة بقدر ما سيتضرر منه النظام السعودي نفسه، الذي اصبح مجرم حرب في نظر الكثير من الدول والمجتمعات الغربية، كما أن اليمنيين لم ولن يتجاهلوا جرائم ومجازر تحالف العدوان بقيادة النظام السعودي وستتم ملاحقتهم عبر المحاكم الدولية والاقتصاص من دماء الأطفال والنساء والمدنيين جميعاً الذين سقطوا بصواريخ الموت السعودية وقنابله العنقودية المحرم استخدامها دولياً، وانتهاكه المتواصل منذ قرابة العامين للقانون الإنساني الدولي!
لن يفلت قادة النظام السعودي الذين شنوا هذا العدوان الإرهابي على اليمن وقتلوا وجرحوا عشرات الآلاف من اليمنيين.. لن يفلتوا من العقاب عاجلاً أم آجلاً!
|