ابن النيل -
يبدو أن ما كنا نضع أيدينا على قلوبنا خشية وقوعه، منذ كان الغزو الأمريكي للعراق، قد بات أمراً واقعاً بالفعل، وإن لم يجرؤ أي طرف على الافصاح عنه أو الاعتراف به حتى الآن على الأقل.
ولطالما رفعنا الصوت عالياً.. محذرين من مغبة تقسيم هذا البلد العربي الشقيق، على ضوء إدراكنا المبكر لما وراء غزوه واحتلاله، من نوايا عدوانية مبيتة، غير أن الادارة الأمريكية ممثلة بكبار مسئوليها.. كثيراً ما تمعن في اخفاء مآربها ومراميها، الى ما بعد تهيئة الآخرين للقبول بها، وليس أدل على ذلك مما أقدم عليه مجلس الشيوخ الأمريكي قبل أيام، متمثلاً في دعوته المشبوهة لتقسيم العراق على نحوٍ طائفي وعرقي، بحيث يصبح لكل من أكراده وشيعته وسنته دويلتهم المستقلة، وهو ما سبق وأن أنكرت الولايات المتحدة كونه واحداً من أهم ما جرى التخطيط له سلفاً بمعرفة إدارتها، وكأنما هي عملية توزيع مسبق للأدوار.. بين سيد البيت الأبيض ومؤسساتها التشريعية على أهميتها، وهو ما بدا واضحاً وجلياً في هذا الاتجاه، وإن جاء في توقيت بعينه، لم تعد أسباب اختياره موعداً لتمرير أمر كهذا.. خافية على أحد.
لا غرابة إذاً.. في مغزى ما ورد قبل أيام كذلك على لسان متحدث كردي عراقي، حال تعقيبه التلفزيوني على ما تم الاتفاق عليه في الآونة الأخيرة، بين تركيا والعراق، بشأن حزب العمال الكردستاني، من حيث قوله وبالحرف الواحد: إنه من غير المقبول أن نلتزم بما اتفق عليه الآخرون مع الجانب التركي بهذا الخصوص، مشيراً الى الحكومة المركزية العراقية بالاسم، وفي ذلك ما يعني أن مبدأ التقسيم في بلاد الرافدين قد بات أمراً واقعاً، وإن لم يشأ أربابه افتضاح أمره.. والى حديثٍ آخر..