كلمة الميثاق - اليمن وطن كل اليمنيين، والذود عن حياضه والدفاع عن سيادته ووحدته واستقلاله في مواجهة التحالف السعودي العدواني مسئولية ينبغي أن نتحملها جميعاً، لاسيما بعد ما تبين بصورة واضحة وجلية أهداف العدوان ومرامي مخططات حربه الاجرامية القذرة التي تُشن بوحشية غير مسبوقة لما يقارب العامين، مبيدةً البشر ومدمرةً كافة مكتسبات وانجازات ستة عقود من نضال وكفاح شعبنا.. لم تتوقف مؤامرة النظام السعودي وتحالفه العدواني طوال تاريخه المعاصر وبعد قيام الثورة اليمنية المجيدة «26 سبتمبر و14 أكتوبر» لتبلغ ذروتها في 26 مارس 2015م المستمر في مسار عدواني تصاعدي همجي عسكري وسياسي واقتصادي لم يسبق أن تعرضت له أية أمة على هذا النحو وفي وقت واحد.. لكن اليمانيين أثبتوا مجدداً صبرهم وصمودهم في هذه المواجهة غير المتكافئة.. حقاً إنه شعب عظيم.
نقول إن الانتصار على العدوان قاب قوسين، ولكن يبقى الأهم المتمثل في تعلُّم اليمنيين من خطايا واخطاء ماضيهم القريب والبعيد والوقوف على العوامل والأسباب التاريخية والاجتماعية في أبعادها الثقافية والسياسية والاقتصادية المؤثرة في أزماتهم وصراعاتهم وحروبهم والتي سهلت نيل أعدائهم منهم وصولاً الى العدوان الذي بكل تأكيد تجاوز الهيمنة الى استهداف وجودهم البشري والجغرافي وبالتالي حاضر ومستقبل أجيال اليمن.
وهنا لابد من إدراك واستيعاب أن نصرنا الحقيقي يكمن في التوقف عن استجرار الماضي، وتجاوز النعرات والنزعات المريضة المناطقية والطائفية والمذهبية والسلالية، والعمل باتجاه النظر الى بعضنا البعض انطلاقاً من رؤية مؤسسة على شراكة المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات والاحتكام لدولة النظام والقانون والديمقراطية القوية القادرة والعادلة التي يصبح جميع اليمنيين بها مواطنين ينتمون لوطن اسمه اليمن.. جميع ابنائه يطمحون بروح وثَّابة لصنع الغد المشرق المفعم بالآمال والتطلعات العراض وتحويلها الى واقع بالجهد والعمل الصادق المنتج الجاد المؤسس على الأمن والاستقرار والسلام، المبنية مداميكه على ثقافة المحبة والتسامح والوئام.
|