عبدالفتاح علي البنوس - اليمن لم ولن يكون ملكية خاصة لحزب أو جماعة أو طائفة أو قبيلة أو أسرة ، فهو وطن الجميع والجميع ينبغي أن يكونوا شركاء في الحفاظ عليه والدفاع عنه عندما يتعرض للمخاطر ومن حق الجميع الحصول على كافة الحقوق والامتيازات التي يمنحها الوطن عبر السلطة الحاكمة ، لذلك لا حاجة لنا لتوزيع وتقسيم نياشين الوطنية واحتكارها على أطراف دون أخرى إلا من ثبتت خيانتهم وعمالتهم وارتهانهم للغازي المحتل والعدو الباغي كما هو الحال مع قيادات والكثير من عناصر حزب الإصلاح الذين سقطوا في وحل العمالة وجندوا أنفسهم للدفاع عن جرائم آل سعود ظناً منهم أن ذلك سيكفل لهم العودة إلى السلطة من جديد وتصفية خصومهم والانفراد بالحكم على طريق إنفاذ مشروع أخونة الدولة الذي أجهض في 21سبتمبر 2014م.
القوى الوطنية المناهضة للعدوان المتمثلة في المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله ومعهم كل القوى والمكونات الوطنية المتحالفة معهم حرية بأن تعمل على تقديم التنازلات وتغليب المصلحة الوطنية على ما دونها من المصالح والتعاطي مع المسؤولية الوطنية على أنها تكليف لا تشريف وأن الشراكة الوطنية لا تعني (مشاركة) الوطن بين (أسعد وأحمد) وكأنه غنيمة أو فيد أو أضحية ، لا نريد تكرار أخطاء الإصلاح خلال السنوات العجاف من عمر الربيع العبري ، كلنا مع المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني باعتبارهما يمثلان إرادة الشعب اليمني ويجب أن نكون عوناً لهما ونعمل على تهيئة الأرضية والأجواء لهما لضمان نجاحهما في المهام والمسؤوليات الوطنية المنوطة بهما.
لا نريد أن تسود ثقافة التقاسمات والمحاصصات والإقصاء والاستحواذ على أداء أعضاء الحكومة بحيث يحول كل وزير وزارته إلى ما يشبه الفرع التابع للحزب أو المكون أو التنظيم الذي قام بتزكيته لشغل الحقيبة الوزارية فتصبح التعيينات مقتصرة على (خُبْرَته) فقط على حساب الأطراف الأخرى دونما إعمال للمعايير والشروط المنصوص عليها في القوانين ذات الصلة بشغل الوظائف العامة واللوائح المنظمة لذلك ، نريد رقياً في التفكير وسمواً في التعامل وتجسيداً للنظام والقانون الذي يكون مرجعية الجميع وملزماً لهم دون استثناء .
لا نريد شطحات ولا نطحات ، ففينا ما يكفينا وزيادة وخصوصاً في في ظل استمرار العدوان وتكثيف التحالف العبري بقيادة قرن الشيطان وغاراته وزحوفات وهجمات مرتزقته يراهن ويعول على تصدع وإنفراط عقد الجبهة الداخلية من خلال استغلال بعض الأخطاء والتجاوزات الفردية واللعب على ورقة التعيينات والإقصاءات ودغدغة عواطف البعض بورقة المرتبات وهو ما يحتم علينا التحلي بالوعي والعمل على إفشال كل مخططات ومشاريع الأعداء ، لأنه في الأول والأخير الوظيفة أو المنصب عبارة عن كرسي حلاقة ،أما الوطن فهو الثابت الذي لا يتغير إلا بمشيئة الله وعلينا الحفاظ عليه لأنه مِلْكنا ومِلْك الأجيال المتعاقبة خلفنا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها . وحتى الملتقى.. دمتم سالمين.
|